1221 منطقة عشوائية.. نتاج جريمة منظمة شهدتها ومازالت تشهدها مصر من أقصاها إلي أدناها.. فاعلها معلوم.. وأدواتها فساد ومحسوبية وغيبة قانون.. ونتيجتها أن وجه مصر تحول إلي مسخ تملأه الندوب ولا يستطيع أعظم الجراحين إصلاحه هذا ما أكده اساتذة التخطيط ورؤساء الأحياء.. لكن الحكومة تري عكس ذلك وأخيرا أطلت علينا بمشروع أشبه بالحلم يسمي صندوق تطوير العشوائيات يهدف إلي إزاحة كابوس العشوائيات من علي صدر مصر بحلول عام2017 وانه تم توفير2,5 مليار جنيه لتحقيقه.. وتقول دراسة أصدرها عن مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء بالتعاون مع الأممالمتحدة أن سكان العشوائيات في مصر يعيشون أوضاعا لا انسانية بالغة السوء.. فلا مرافق أو خدمات أو مشروعات اقتصادية ويشعرون بعزلة واحباط لكونهم علي هذه الحال فضلا عما يحيط بهم من مخاطر بيئية ناجمة عن تراكم المخلفات والقمامة وانعدام الخصوصية نظرا لصغر الحيز العمراني الذي تعيش فيه الأسرة وما ينتج عن ذلك من آفات اجتماعية بالغة الخطورة. كما تكشف دراسة اقتصادية صادرة عن معهد التخطيط القومي عن حجم الاختلال في توزيع السكان في مصر حيث تستأثر المحافظات الحضرية الأربع( القاهرة, الاسكندرية, بورسعيد, السويس) بحوالي17,9 من اجمالي عدد السكان في حين لا تتعدي نسبة السكان لمحافظتي الوادي الجديد وجنوب سيناء2% من إجمالي عدد السكان. تقرير محافظة القاهرة وأخيرا تم تشكيل لجنة وزارية من السكان والداخلية والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعي ومحافظة القاهرة لنقل سكان العشش من القاهرة إلي مناطق بديلة خلال فترة لا تتجاوز4 سنوات. 11 منطقة غير آمنة وقدم الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة تقريرا حول نتائج الحصر الذي انتهت منه المحافظة بشأن أوضاع المناطق العشوائية واعدادها بالعاصمة وتقدر بنحو11 منطقة غير امنة ويقطنها200 ألف نسمة وتقررت الازالة الفورية للمباني ذات الخطورة ووقف جميع أعمال البناء في المناطق العشوائية. وصنفت الاماكن غير الامنة إلي أربع درجات خطورة: مهددة للحياة, سكن غير ملائم, مهددة للصحة العامة, مناطق عدم استقرار. وفيما يخص المناطق مهددة للحياة تضم4 أحياء هي الخليفة, مصر القديمة, السيدة زينب, منشأة ناصر) أما الدرجة الثانية فتضم12 حيا والثالثة ثلاثة أحياء هي( مصر القديمة, السلام, مدينة نصر) أما الدرجة الرابعة فيقتصر وجودها في منطقة مصر القديمة وتبلغ18,3 فدان. وكشف التقرير ان اجمالي المساحة التي سيتم تفريغها داخل القاهرة تصل إلي150 فدانا يتم الاستفادة منها في انشطة محددة ومتوقفة علي استعادة بريق العاصمة ومكانتها. وتضمنت الخطة تحديد عدد الوحدات المطلوبة فيما يخص المناطق المهددة للحياة وتصل إلي23924 وحدة وتحتاج إلي تكلفة تقدر ب2,5 مليار جنيه. التطوير بدلا من النقل قام الأهرام المسائي بتفقد مجموعة من المناطق العشوائية وقابلنا أم أحمد وتقطن في قلعة الكبش واكدت انعدام الخدمات والمرافق مؤكدة افتقادها لكل مقومات الحياة الكريمة. وأكدت ان أي خطوة من الحكومة لتحسين أوضاعهم تستحق الاهتمام وتتمني ان تولي الحكومة الأهمية لهذه المناطق موضحة أنها لا تتخيل ان تخرج من منطقتها مطالبة الحكومة بتوفير المرافق اللازمة للمعيشة وتطوير مناطقهم بدلا من نقلهم خارجها. ويري الحاج رمضان عزب أن أغلب القاطنين بالمنطقة لا يجدون قوت يومهم فكيف يتم نقلهم إلي مناطق بإيجارات ومن الأفضل ان يتم توفير الخدمات والعمل علي توفير فرص عمل للشباب بهذه المناطق. فأغلب المنطقة عبارة عن علب مثل السردين ولا تصلح للمعيشة. أما عبدالله حسن عامل بالمنطقة فيرفض فكرة نقل المساكن ولا يتفاءل باي وعد من الحكومة ولا يتصور فكرة أن يتم تطوير العشوائيات ولا حتي بعد مائة عام. وتري سيدة حسن ربه منزل أنها علي أتم الاستعداد إلي الانتقال إلي مساكن بديلة بشرط أن تكون قريبة من عمل زوجها ومدارس اولادها اما اذا كانت بعيدة فلن تنتقل مهما حدث. واوضح سيد سلام عامل بالمنطقة ان أخطر شيء في المناطق العشوائية هو ضيق الطرق وعدم رصفها مما لا يسمح بمرور سيارات الاسعاف او الاطفاء ومن الافضل ان تتم اعادة تخطيطها بدلا من ازالتها تماما لأنه من الصعب بل من المستحيل أن يجدوا البديل لملايين الاهالي الذين يقطنون بالمناطق العشوائية. ويقول الدكتور علي الفرماوي رئيس هيئة صندوق تطوير العشوائيات ان الصندوق اولي الاهمية الي المناطق غير الأمنة وتم تقسيمها طبقا لدرجة الخطورة والدرجة الأولي هي المهددة للحياة مثل المقامة علي كتل صخرية مثل الدويقة أو المعرضة للسيول أو مقامة علي حرم السكة الحديد مما يهدد حياة القاطنين بها. أما الدرجة الثانية وهي المناطق التي تتكون من عناصر انشائية من حوائط أو ارضيات او اسقف تم بناؤها باستخدام فضلات مواد البناء او ذات المنشأت المتهدمة او المتصدعة او المنشأة علي اراض مخصصة لمقالب القمامة أما الدرجة الثالثة فهي المناطق التي تهدد الصحة العامة لافتقادها المياه النظيفة او الصرف الصحي المحسن او تحت تأثير التلوث الصناعي الكثيف او نشأت تحت شبكات الكهرباء الهوائية اما الدرجة الرابعة فهي المناطق التي يفتقد القاطنون بها الحيازة المستقرة وتنقسم الي اراضي دولة او اراضي جهات سيادية او اراضي الاوقاف ومن هنا يولي الصندوق الاولوية والاهمية الي المناطق غير الامنة. اما المناطق غير المخططة فهي المناطق الامنة ولكنها تفتقد الي استخدام ادوات التخطيط العمراني او مخططات تفصيلية ولا تخضع للاشتراطات التخطيطية والبنائية. وأكد ان الصندوق لا يختص بالقري ويولي الاهتمام الي المناطق العشوائية في الحضر موضحا انه له مسئولية كاملة علي توفير التمويل اللازم لتطوير العشوائيات بعد ان يتقدم كل محافظ بخطة مفصلة عن المناطق ويتم توفير الدعم لمنطقتين شهريا فضلا عن تقديم البرامج الاجتماعية التي تعمل علي توفير فرص عمل ومحو الامية واستصدار رقم قومي لكل الاهالي. وفيما يخص المناطق التي تم الانتهاء منها قال الدكتور الفرماوي انها تقع في منطقة الوحدة العربية في القليوبية والمفروزة بالاسكندرية ويتم تحديث الخريطة الخاصة بالمناطق العشوائية شهريا سواء بالاضافة أو الحذف مطالبا بضرورة نشر ثقافة حماية الاراضي ومن اهم التجارب الناجحة كانت في دمياط حيث كان بها11 منطقة بها كابل كهربائي ممتد وسط المنطقة وتم دفن الكابل مما ادي الي تحويل المنطقة الي مجمع لورش الموبيليا. 850 ألفا تحت التهديد وتقول إن ميزانية الصندوق تصل الي800 مليون جنيه منهما500 مليون من الموازنة العامة بالإضافة إلي منحة من الوكالة الامريكية قيمتها100 مليون جنيه وبحلول عام2020 سيتم اخلاء جميع المناطق العشوائية المستهدفة وهناك خطة تسعي لتحقيق ذك بحلول عام2017 واكد انه تم حصر404 مناطق غير الامنة علي مستوي المحافظات ويصل وعدد سكانها الي850 الف نسمة. ويري الدكتور احمد صلاح الاستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان المناطق العشوائية خطأ حكومة فاتجه الاهالي الي حل مشكلتهم بأنفسهم في التوطن في العشوائيات فضلا عن غياب دور المحافظ لانه رب البيت بالاضافة الي فساد المحليات وعدم تطبيق القانون وانتشار المحسوبية والرشوة وذلك في وقت معين. واوضح الدكتور صلاح ان هناك فئتين من العشوائيات: فقيرة وغنية وتعد الفئة الغنية هي غير المخططة ويجب التصدي لها بادخالها في التخطيط وفرض الضرائب العقارية عليها بمعاقبة هذه الفئة التي اعتدت علي حقوق غيرها مؤكدا ان90% من عشوائيات مصر اصبحت من الفئة الغنية. وعن فكرة صندوق تطوير العشوائيات يقول الدكتور صلاح صندوق زي عدمه وليس من العدل ان يتم انشاؤه من اموال الشعب ولا100 سنة يمكن القضاء علي العشوائيات ولمعرفة مدي الاهتمام الذي توليه الاسكان الي العشوائيات وماهي المناطق البديلة للمناطق التي ستتم ازالتها وسيمنع البناء عليها مرة اخري اكد المهندس نشأت القصاص وكيل لجنة الاسكان بمجلس الشعب انه سيتم بناء مناطق ادمية في المدن الجديدة كالسادس من اكتوبر وستكون بايجارات مخفضة موضحا ان القضاء علي العشوائيات ليس بالمسألة السهلة ولكن اذا تم الاهتمام بها بجدية وبتوفير التمويل المناسب ستنجح التجربة ويري الدكتور سعيد عبد الخالق استاذ الاقتصاد وعضو المجالس القومية المتخصصة ان فكرة استقطاع500 مليون جنيه من الموازنة العامة قد تؤثر سلبا علي الاقتصاد ومن الافضل ان يدخل الصندوق الاجتماعي للتنمية في حل ازمة العشوائيات من خلال تقديم قروض لانشاء مشروعات متناهية الصغر وقصيرة الاجل لنصل الي حل جذري للعشوائية والي فرد منتج مع الاهتمام بتدريب الشباب والتوسع في انشاء مساكن لهم. الخروج من الوادي وللتعرف علي المناطق الصالحة جيولوجيا للبناء اكد الدكتور حسن بخيت امين عام رابطة المساحة الجيولوجية انه بعد خروج نطاق البناء الي مناطق خارج وادي النيل وبداية البناء في الصحراء فكان لابد من وضع اشتراطات محددة للبناء تضمن عدم حدوث أي كوارث مستقبلا واوضح انه عند الخروج الي المناطق البديلة في المدن الجديدة لابد من دراسة الاماكن جيولوجيا وتشكيل فريق بحثي لوضع التوصيات اللازمة بالتعاون مع الوزارات وذلك قبل البدء في اي مشروع من مبان سكنية او صناعية موضحا ان هناك مناطق تستلزم الازالة الفورية لعدم توافر الاشتراطات الامنية وقد اوصت الدراسات السابقة بعدم البناء عليها وهناك مناطق قد تخضع للعلاج وهناك مناطق لاتتحمل ارتفاعات مبالغ فيها لذا فهناك اشتراطات لابد من الالتزام بها في الارتفاع فضلا عن ضرورة الاهتمام بشبكات المياه والصرف الصحي لان تعرض الاساسات لها لفترات طويلة يؤثر عليها بشكل سلبي. وذكر تجربة ناجحة في شمال سيناء حيث تم بناء50 منزلا في50 يوما وتم تسكين500 اسرة تحت رعاية السيدة سوزان مبارك وتكلف المشروع4 ملايين ونصف المليون وتمت الاستعانة بورش نجارة ذات تكلفة منخفضة توفيرا للنفقات. ونفي الدكتور مصطفي مدبولي رئيس هيئة التخطيط العمراني وجود اي شبهة استثمار للاراضي المزالة ومن المفترض في خطة2050 ستتم ازالة جميع المناطق غير الامنة لما تمثله من تهديد للارواح علي ان يعاد استغلالها بشكل مخطط وسليم سواء مناطق ترفيهية او مناطق صناعية وذلك من خلال خطة واضحة مؤكدا ان هناك مناطق سيعاد بناؤها من جديد داخل وخارج القاهرة مشيدا بتجربة مساكن زينهم التي نجحت في تحويل مساكن غير لائقة ادميا الي مناطق ملائمة. واوضح المهندس مصطفي زهران رئيس حي باب الشعرية ان اغلب العشوائيات في مصر لا تحتوي علي البنية التحتية السليمة مما يجعلها غير صالحة للبناء مثل الدويقة ومنشأة ناصر وبطن البقرة ومرت عليها فترات زمنية طويلة من الأهمال مؤكدا انه تم ايقاف جميع اعمال البناء مع حصر اهالي المناطق العشوائية وتصنيفهم للخطة المقررة مع البدء في عمليات الاحلال والتجديد.