شعر طارق بالوحدة التي كادت تنقلب إلي اكتئاب عقب خروجه علي المعاش المبكر وجلوسه بالمنزل لفترات طويلة وبدلا من إحسان معاملة زوجته وأولاده الثلاثة لتعويضه عن اصدقائه في العمل, وفي نفس الوقت يبحث عن اعمال خيرية أو مفيدة تشغل وقته ويتقرب إلي الله بقية عمره صب غضبه علي زوجته هناء وأولاده ونسي عشرة السنين الطويلة فامتدت يده بالضرب والاعتداء علي شريكة حياته لأول مرة. تكرر ذلك معها ومع أولاده وبدأت الزوجة التي تعمل مدرسة تشعر بالإهانة التي لم تظن لحظة أنها يمكن أن تتعرض لها وكانت تصبر في البداية لعلمها بظروف زوجها النفسية بعد تركه العمل إلا أنها بعد تكرار غضبه وانفعالاته بدا رصيد الحب ينفد شيئا فشيئا وازدادت الضغوط علي الزوجة فطلب منها زوجها أن تترك عملها حتي تتفرغ له ولابنائه إلا أنها لم تعره اهتماما وانشغلت بمسئولياتها المنزلية والأولاد والعمل دون أي تقصير رافضة ترك عملها تحت أي ظرف خاصة ان معاش الزوج لا يكفي لمواجهة أعباء الحياة ليزداد الزوج في تعنته ضد زوجته واولاده حتي وصلت العلاقة بينهما إلي طريق مسدود. طلبت منه الطلاق فرفض بشدة فاستعانت بأقاربها تارة وبأقاربه تارة أخري فرفض الانصياع حتي إلي مساعي الصلح فلجأت الزوجة إلي محكمة الأسرة لطلب الخلع وقالت أمام رئيس مكتب تسوية المنازعات إن زوجها بعد أن خرج علي المعاش المبكر اصيب بحالة اكتئاب شديدة وتوترت أعصابه علي غير العادة. حيث ان يعشقها لأقصي درجة ويحنو علي أولاده ولا يبخل عليها إلا أنه تحول إلي رجل آخر بعد المعاش ووصل الأمر إلي ضربها واهانتها لآتفه الاسباب بالاضافه إلي تعديه المستمر علي ابنائهما حتي اصيبوا باضطرابات نفسية. وأضافت قائلة إن زوجها استمر في الضغط عليها حتي وصل الأمر لمطالبتها بترك عملها لشعوره بالنقص الشديد حينما تذهب هي إلي العمل بينما يبقي هو بالمنزل فحاولت إفهامه بأن هذا لا يقلل من شأنه وأنهما كيان واحد وأنها تعمل حتي تساعده في مصاريف البيت والأولاد إلا أنه أصر علي أن تترك العمل وواصل التعدي عليها هي وأولادها فطلبت منه أن ينخرط مع من هم في مثل عمره في أعمال مفيدة أو أن يبحث عن عمل أو يشترك في جمعية خيرية إلا أنه لا يعرف إلا الجلوس أمام التليفزيون. استطردت الزوجة قائلة استعنت بأقاربه لأنه ليس له اصدقاء مقربون وحاول أقاربه مساعدتي ففشلوا فقمت بالاستعانة بأحد أقاربي وكان علي علاقة طيبة بزوجي إلا أنه لم يستطع أن يفعل شيئا معه بل انتهي الأمر ب خناقة بينهما وإلي هنا أصبحت الحياة معه تحت سقف واحد لا تطاق. قام خبراء مكتب التسوية الأسرية بالاتصال بالزوج وتم تحديد موعد للاستماع إليه في وجود الزوجة وعرض الخبراء عليه طلب زوجته بالخلع إلا أنه رفض الحديث في هذا الأمر معلنا تمسكه الشديد بزوجته أم أولاده التي عاشرها بالمعروف لمدة22 عاما. أضاف وهو يبكي بشدة أنه لم يكن يتوقع ما سيحدث له بعد قيامه بتسوية معاشه مبكرا, حيث شعر بلا وجود وأنه اصبح كخيال مآته ليس له أي فائدة بعد أن كان مطلوبا في عمله ويسأل عليه الناس. وأضاف قائلا إن ما حدث لن يتكرر مرة أخري خاصة انها كانت ظروفا مؤقتة وانتهت وانه سينضم إلي عضوية إحدي الجمعيات الخيرية للمساهمة في مساعدة المحتاجين وبحث مشكلات أصحاب الظروف الصعبة, مؤكدا أنه لن يتعرض لعمل زوجته من قريب أو بعيد وانه يتمني لها الترقية خلال الفترة المقبلة لتصبح مديرة مدرسة. تدخل خبراء مكتب التسوية لإثناء الزوجة عن طلب الخلع, كما نصحوا الزوج بالبعد عن العصبية وأيدوا توجهه لشغل وقته بأشياء مفيدة تعود عليه وعلي المجتمع بالخير وتنازلت الزوجة عن طلب الخلع وأقر الزوجان برغبتهما وحرصهما علي استمرار حياتهما الزوجية حفاظا علي ابنائهما من التشرد والضياع وهو ما ترغبه هيئة المحكمة ايضا. رابط دائم :