الفن التشكيلي واحد من اهم الروافد التي تعبر عن واقع المجتمعات المختلفة ومرآة للحياة السياسية والاجتماعية والسياسية وقد شهد القرن الماضي ظهور عدد من الاتجاهات الفنية المتميزة. لتي عبرت عن مرحلة ما بعد الحداثة والتي اعتمدت في اظهار المفاهيم الاخري والاستفادة من الاجواء المحيطة بالعمل الفني, وقد بدأت العديد من الدول المتقدمة اقتناء اللوحات والأعمال الفنية لمعرفة الحالة الاجتماعية والنفسية لدي المجتمع ومع تنوع قاعات العرض وانتشارها في جميع انحاء مصر نتج عنها تنوع المنتج الفني بما يتلاءم مع كل الاذواق والأطياف مما جعل الدولة تتبني المعارض القومية الكبري مثل المعرض العام وصالون الشباب والبيناليات الدولية المتعددة وتقوم بالاقتناء منها لمصلحة متحف الفن الحديث الذي يعد خبيئة للتراث المصري عبر اجياله المتعددة. يقول الفنان عصمت داوستاشي: إن المعارض والقاعات الخاصه اصبحت منتشرة في الأعوام العشرين الاخيرة, وقد يبدو الامر اهتماما بمستوي الابداع الفني لكنها تعتمد في المقام الاول علي اقتناء الاعمال ذات الطابع الزخرفي لتكمله ديكورات القصور الفلل مما جعلت قطاعا كبيرا من الفنانون مهتما بتزويد الاثرياء لهذه الاعمال التي تقل قيمتها علي المدي البعيد لعدم امتلاكها روح الحالة الابداعية وبالتالي اثرت بالسلب علي الحركة التشكيلية المصرية واشار داوستاشي الي الطبقة المثقفة التي تقدر الاعمال الفنية لكنها غير قادرة علي الاقتناء مما ساعد في ظهور معارض القطع الفنية الصغيرة لرخص ثمنها, اما الأعمال التجريدية كبيرة الحجم اصبحت مظلومة في الوقت الراهن وان حركة الاقتناء بشكل عام تأثرت بالظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد الآ,ن في حين الجاليريهات الموجودة في الدول العربية خاصة مزاد سوزبي بدبي الذي انعش حالة الشراء في المنطقة العربية وحولها الي سلعة لسوق الفن تشجع علي الاستثماروبالتالي رفع كثير من الفنانين قيمة اعمالهم التي وصلت لملايين الجنيهات مما ادي ايضا الي انتعاش سوق تزوير وسرقه الاعمال الفنية وتهربيها للخارج. ومن جهته, أشار الدكتور ياسر منجي قوميسير صالون الشباب الي أن المعارض العامة للفنون التشكيلية لها اثر كبير في اثراء الحياة الثقافية لانها تمثل ذخيرة معرفية يعمل عليها النقاد والمؤرخون وطلاب البحث العلمي وطلاب المدارس والجامعات, مؤكدا ان اقتناء الاعمال الفنية في الماضي كان مقصورا علي البورتوريه والمناظر الطبيعية للتجميل الاماكن فقط اما الآن فمعظم المقتنيات لاعمل تحمل أفكارا متنوعة مثل الفوتوغرافيا التي توثق جزءا معينا من البيئة المصرية بينما توجد شريحة تقتني الاعمال الفنية لاستثمارها والتربح منها في الخارج. أما الفنان محمد طلعت مدير جاليري مصر, فيقول إن من اهم روافد الثقافة البصرية رؤية الشباب والاطفال للاعمال الفنيةالمصرية الحديثة التي تساعدهم علي القدرة علي الابتكار والتميز والاحتفاظ بالهوية المصرية بعكس ما كان متبع في الماضي من تغذية عقولهم بتمازج اوروبية غيرت كثيرا من الواقع المصري وشكلت صدمات فنية ونفسية لديهم, مشيرا الي اهمية تدعيم المناهج الدراسية بلوحات تشكيلية تعبر عن الواقع المصري, والاهتمام بالحرف البيئية البسيطة داخل المدارس زتسويقها من خلال مشروع المدارس المنتجة. بينما أكد الفنان احمد شيحة المغالاة في سعر اللوحات من قبل كبار الفنانين هو الارتباط بالسعر العالمي التي تحدده المتاحف والمحافل الدولية وانشأت له وكلاء للفنانين وجعلت الفنان يتضر لخفض اسعار اعمالة بتحويلها الي الجنيه المصري في داخل مصر بدلا من الدولار مشيرا الي اهم المقتنيات التي تلقي رواجا هي اعمال التصوير البارز المعالج بشكل مباشر علي سطح اللوحة والتي تعد مفاجأة كبيرة لدول الغرب خاصة في امريكا لكنها قاصرة علي رجال الاعمال والأثرياء لتزيين المنازل او الفنادق والمؤسسات وهم يسهمون في اثراء الحركة التشكيلية المصرية وأضاف شيحة ان الفنون التشكيلية المصرية تقف بالمساواة مع النشاط الابداعي في الخارج لكن بحاجة لمواكبتها كما ينبغي ويجب علي المؤسسات وجود آليات وقناعات بأن الاعمال المقتناة جزء لايتجزأة من الموارد الاستثمارية المهمة بل هي بورصة تضاهي البورصة التجارية. بينما تقول الناقدة د. فينوس فؤاد ان الدوله عليها عبء كبير لاقتناء الاعمال التي ترصد وتكشف وتؤرخ الحياة الاجتماعية في تلك المرحلة الانتقالية المهمة التي تمر بها مصر وان التطور الهائل في التكنولوجيا الحديثة واتساع قاعات العرض وتعدد الجاليريهات الخاصة التي ترعي الشباب ساهم بشكل كبير في تخفيض ثمن المقتني الفني واصبح بسعر رمزي وفي متناول الجميع مشيرة الي ان الغزو الثقافي من دول الصين واليابان والهند كان له الاثر الكبير في تخفيض سعر المقتني بما يحمله من جودة عالية واصبح حافزا كبيرا لبعض الفنانين لتخفيض اسعار لوحاتهم مما عاد لإنعاش السوق المصرية من جديد اما في عامي2012 و2013 لاقت المقتنيات المصرية اقبالا شديدا بسبب الدور الانفعالي في التعبير المصاحب لثورة25 يناير والمتغيرات السياسية التي تمر بها مصر مما شجع النقاد والباحثين علي دراسة هذه المرحلة