الحرب الأهلية السورية التي أسفرت حتي الآن عن مصرع نحو70 ألف سوري والتي أكملت للتو شهرها الأكثر عنفا في مارس الماضي هي بلا شك نضال ضد الديكتاتور بشار الأسد والتي تتراوح ما بين الثوار العلمانيين المؤيدين للديمقراطية إلي الإسلاميين, والذين لا يوحدهم إلا كراهية نظام الأسد. إلا أن الحرب الأهلية القادمة في سوريا سيكون سببها تنظيم القاعدة, هذا ما تؤكده صحيفة واشنطن بوست الامريكية قائلة أن انضمام تنظيم القاعدة في العراق الي نظيره في سوريا سوف يشجع بدوره علي تدخل المزيد من الوكلاء الخارجيين الذين يحاولون دس مخالبهم في النزاع السوري مثل ايران التي تحاول تارة دعم حركة حماس السنية وتارة أخري تمتد أياديها لدعم الشيعة ومحاربة السنة في العراق فبعد الانهيار المرتقب لنظام الاسد الحليف الوثيق لإيران ليس من المتوقع أن تنفض إيران أيديها من سوريا بل ستعتبرها امتدادا لشباكها التي تود اقتناص أكبر عدد ممكن من الدول المجاورة أملا في المزيد من القوة الاقليمية وتعزيز النفوذ الشيعي في دول المنطقة. وتشير الصحيفة إلي أن الولاياتالمتحدة بقدرتها العسكرية الهائلة لم تستطع إعادة النظام الي عراق ما بعد صدام نظرا لاشتعال العنف الطائفي وتدخل دول كثيرة في الساحة العراقية كما ان نتائج عمليات الغزو السابقة لها في أفغانستان والعراق جعلتها تقف علي الحافة بالنسبة للصراع السوري. وذكرت الصحيفة أن أي حكومة سورية جديدة ستكون في وضع لا تحسد عليه, لأن القاعدة تسيطر علي مناطق ريفية وحضرية في سوريا, بينما لا تسيطر الا علي مناطق حدودية في العراق, مما يجعلها تستطيع إحلال الفوضي في البلاد في أي وقت الي جانب اشتعال الحرب بين العلويين والسنة في سوريا علي غرار تصاعد الصراع الطائفي في العرق بين السنة والشيعة في أعقاب سقوط نظام صدام.