السلاح النووي الإيراني المفترض خطر حقيقي داهم علي دول الجوار في الخليج العربي وعلي المنطقة بأسرها, ولكنه أقل خطورة من نووي إسرائيل الموجود بالفعل, وكلاهما شر مواجهته حتمية. العرب يكتفون بمراقبة الصراع الكلامي الدائر بين الطرفين, ومحاولات الدول الكبري لإجهاض البرنامج النووي الإيراني تارة بمحادثات5+1, وأخري بالتهديدات بتوجيه ضربة عسكرية ساحقة ماحقة, ومرة بتشديد العقوبات الدولية علي اقتصاد طهران. القائد الأعلي للجيش الإيراني أكد أن جيش بلاده قادر بمفرده علي تدمير إسرائيل من دون الحاجة لاستخدام كل قدرات طهران المسلحة. رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بني جانتز أعلن قدرة الدولة العبرية بمفردها علي مهاجمة البرنامج النووي الإيراني من دون مساعدة أمريكية. صحيفة صنداي تايمز البريطانية ذكرت أن محادثات تركية إسرائيلية علي وشك الانعقاد بهدف الترتيب لتوجيه ضربة عسكرية لإيران انطلاقا من الأراضي التركية استنادا لزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة لاسطنبول التي وصفتها بأنها تهدف لتوثيق المصالحة بين أنقرة وتل أبيب, مشيرة إلي زيارة متوقعة لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف أميدور الي أنقرة مطلع الأسبوع الحالي لعرض تزويدها بصواريخ متطورة وأجهزة مراقبة مقابل السماح للطيران الحربي الإسرائيلي باستخدام قواعد جوية شمال غرب أنقرة. الصحيفة البريطانية تؤجج عن عمد مخاوف العرب من برنامج إيران النووي, وتصب مزيدا من الزيت علي الحرب الكلامية بين طهران وتل أبيب. تركيا من جانبها لم تعقب علي السيناريو الصحفي البريطاني لا بالنفي ولا بالتأكيد, تاركة المجال خصبا للتحليلات الخيالية التي لا تهدف إلا إلي خلق حالة من القلق لكل الأطراف المعنية بهذ الصراع, في أجواء لم تعد تحتمل مثل هذه التكهنات في منطقة ملتهبة بالصراعات والحروب الأهلية والخلافات الطائفية والمذهبية. قد تكون إسرائيل جادة في تهديداتها المتكررة لإيران بحكم اعتيادها الاعتداء علي جيرانها ولكنها مازالت غير قادرة علي تنفيذها وإلا كانت فعلتها منذ سنوات مثلما حدث مع البرنامج النووي العراقي في ثمانينيات القرن العشرين, بينما هي حتي الآن تكتفي باستعراض قوتها في إطلاق التصريحات. بينما إيران التي تتوعد بمحو إسرائيل من الوجود لا تفعل أكثر من تصدير الثورة إلي جاراتها ودعم الشيعة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ولا شيء علي الإطلاق ضد إسرائيل.. بل علي العكس كل التحركات الإيرانية تصب في صالح إسرائيل! [email protected] رابط دائم :