أدي الارتفاع الكبير في أسعار الريال السعودي أمام الجنيه المصري إلي قلب موازين موسم الحج هذا العام. ففي الوقت الذي أكدت فيه جميع الجهات المسئولة عن تنظيم الحج متمثلة في وزارات السياحة والداخلية والتضامن الاجتماعي عدم زيادة أسعار الحج هذا العام, نجد أنها تراجعت عن موقفها وسمحت للجهات المنفذة للحج خاصة شركات السياحة والجمعيات الأهلية بزيادة أسعار الحج هذا العام بنسبة20% كحد أقصي عن العام الماضي, وذلك لمواجهة الزيادة الكبيرة في أسعار الريال الذي تقوم تلك الجهات بدفع جميع الخدمات الخاصة بالحجاج من إيجار فنادق ومساكن ومخيمات ووسائل نقل خلال الأراضي السعودية بالريال ولذلك فإن الزيادات التي طرأت خارج إرادة الشركات, الأمر الذي سيؤدي إلي عدم تمكن المواطن البسيط من أداء الفريضة هذا العام وعليه أن ينتظر لحين استرداد الجنيه المصري الذي يدخر به تحويشة العمر لأداء الفريضة لقيمته أمام الدولار والريال. ففي الحج السياحي ارتفعت أسعار الحج البري إلي22 ألف جنيه, والطيران3 نجوم32 ألف جنيه, والأربعة نجوم41 ألف جنيه والخمسة نجوم50 ألف جنيه, وجميع برامج الطيران لا تشمل تذكرة الطيران التي تصل إلي8 آلاف جنيه بالإضافة إلي الحج الفاخر الذي ليس له سقف في الزيادة طبقا للخدمات. وأكد مصطفي عبداللطيف وكيل وزارة السياحة رئيس الإدارة المركزية للشركات حرص الوزارة علي مصلحة الحجاج والمعتمرين في المقام الأول, ولذلك فإن الوزارة كانت قد قررت أن يتم تنظيم رحلات الحج هذا العام بنفس أسعار العام الماصي, وذلك علي الرغم من ارتفاع أسعار الفنادق بمكة والمدينة فإن الارتفاع الكبير الذي طرأ علي سعر الريال أمام الجنيه أدي إلي موافقة الوزارة للشركات السياحية المنظمة للحج والعمرة ليرفع الأسعار بحد أقصي20%, وهي أقل من الزيادة التي حدثت في سعر الريال أمام الجنيه طبقا للجهات الرسمية وليس في السوق السوداء التي يصل فيها سعر الريال إلي نحو240 قرشا ومرشح للزيادة مع زيادة الإقبال في عمرة رجب وشعبان ورمضان, ومع موسم الحج, مشيرا إلي أن الوزارة سمحت بهذه الزيادة نظرا لأن التمسك بأسعار العام الماضي مع ارتفاع أسعار الفنادق والريال سوف يؤدي إلي عدم قيام الشركات بتنظيم الحج هذا العام لأنها سوف تتعرض لخسائر كبيرة, مشيرا إلي أنه حتي مع تلك الزيادة فإن هامش الربح لدي الشركات المنظمة في ظل ضوابط الحج المصرية والسعودية سوف يؤدي إلي انخفاض هامش الربح للشركات بصورة كبيرة. وأوضح عبداللطيف أن الجهات الأخري المنظمة للحج مثل الجمعيات والداخلية سوف ترفع أسعار الحج هذا العام لأن الموضوع خارج عن إرادة الجميع, فجميع الخدمات والإجراءات الخاصة برحلات الحج يتم دفعها بالريال مثل الفنادق والأوتوبيسات والمحطات حتي مني وعرفات وحتي الأغذية والمشروبات التي تقدمها الشركات للحجاج يتم شراؤها بالدولار, فجميع الخدمات التي يتلقاها الحجاج ارتفعت بنسبة كبيرة فيما عدا تذكرة الطيران التي يتم دفعها بالجنيه المصري, إلا أنها تعرضت للزيادة بنسبة10% عن العام الماضي طبقا لما أعلنته شركات الطيران. وحول تأثير الزيادة علي رحلات العمرة, أشار وكيل وزارة السياحة إلي أن الوزارة لا تحدد أسعارا لرحلات العمرة, ولذلك فهي علاقة تجارية بين الشركات والمعتمرين, فإذا كانت الشركات قد أعلنت برامجها وأسعارها وتقدم المواطن للحجز وطرأت أي زيادة علي الأسعار تكون تفاوضية مع الشركة وعليه أن يختار, موضحا أن غالبية الشركات ملتزمة بتحمل الفروق التي طرأت علي سعر الريال مادامت أعلنت عن أسعار الرحلات وتقدم المواطن علي أساسها. وقال عبداللطيف إن الارتفاع الكبير للريال أمام الجنيه سوف يؤدي إلي انخفاض مشتريات المصريين والحجاج من السعودية لأن المعتمر أو الحاج سوف يقارن بين الأسعار في مصر والسعودية في ظل التغير الكبير في سعر الجنيه والريال, ونجد أن الأسعار في مصر أقل بكثير من السعودية. رابط دائم :