إذا كان فؤاد حداد هو الجسر الذي عبر عليه التغير الشعري مرحلة الزجل إلي مرحلة العامية, فإن صلاح جاهين هو البلورة الشاملة والنقية لمفهوم القصيدة العامية في شعرنا وشعره دائما, هذا ما أكده الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ل الأهرام المسائي في الذكري السابعة والعشرين لرحيل شاعر العامية ورسام الكاريكاتير والفنان المبدع الموهوب صلاح جاهين, مضيفا: اتسم شعره بالسهل الممتنع, وكان القنديل العالي المضيء في سماء العامية, إلي جانب مجهوداته الأخري في رسم الكاريكاتير الذي برع فيه وتقدم الكثير من أبناء جيله حيث كانت رسوماته تصل لكل فئات الشعب وتحركه وتوجهه وتعلمه الكثير, كما كتب دراما غنائية متميزة, ورباعيات مؤثرة شرح من خلالها كيف يعاني الإنسان المصري. من جانبه قال المخرج هاني إسماعيل, الذي قام بتحويل رباعيات جاهين إلي دراما: شرفت بالتصدي لرباعيات جاهين وتحويلها إلي دراما, واستفدت جدا بالتجربة, ولكن لأن مزج الشعر بالدراما جديد علي الناس, كانت هناك صعوبات في استقباله في البداية, ولكن أسعدني استقبال النقاد الذين أكدوا أنها فكرة جيدة, وتجربة جديدة تحسب لأصحابها. وأضاف إسماعيل: جاهين متعدد المواهب, ويمتلك قدرات خاصة جدا جعلته يتفرد علي كل أبناء جيله من الشعراء ورسامي الكاريكاتير, كان أهمها قربه الشديد من البسطاء, ونقل قضاياهم من خلال شعره ورسمه. وقال الشاعر ماهر حسن: إن لم يكتب جاهين إلا علي اسم مصر لكفاه ذلك, وإن لم يكتب سوا الليلة الكبيرة أو مدرسة بحر البقر أو الأغاني التي أرخ فيها للحلم الناصري أو الرباعيات لكفاه ذلك. لقد وصل جاهين بسرعة للناس لأنه كتب بلغة الشارع, وهي اللغة البسيطة التي سخرها بسهولة لخدمتهم. رابط دائم :