"مرغم عليك يا صُبح مغصوب يا ليل لادخلتها برِجْليَّا ولا كانلي ميل شايلنِّي شيل دخلت انا في الحياة وبكره ح اخرج منها شايلِّني شيل عجبى .. !! في مثل هذه الايام تمر الذكرى 81 على ميلاد الشاعر ورسام الكاركاتير وكاتب السيناريو العظيم صلاح جاهين . حظى الشاعر صلاح جاهين بحب الكثير والكثير من المصرين والعرب جميعا ومن الاجيال التي عاصرته أما الاجيال التي تلته وحتى الشباب الصغير تجده يحفظ على الاقل أكثر من رباعية لصلاح جاهين، حيث كان مفعماً بالموهبة والعاطفة المحاطة بثقافة عمية وفلسفة إنانية تجلت في شعره ومعظم ابداعاته . اسمه الحقيقي محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي وولد في الخامس والعشرون من ديسمبر 1930، بحي بشبرا في شارع جميل باشا. وصلاح جاهين هو الأكبر بين إخوته. التحق بكلية الحقوق بناء على رغبة والده، ووقتها قرر الالتحاق ب كلية الفنون الجميلة دون علم والده لفترة قصيرة، ثم ترك الدراسة بأكملها وانغمس في العمل الصحفي. لأن نجمه بدأ يبزغ في هذه الاثناء حتى كان وقتها ملء السمع والبصر كفنان وشاعر متميز وكان قد اختار طريقه في الحياة،حتى التحق العمل بمجلة روز اليوسف وعمل سكرتير تحرير وظل يرسم بشكل سري إلى أن اكتشفه "أحمد بهاء الدين" -الرجل الثاني بالمجلة وقتها- فأفرد له صفحة كاملة أسبوعيا. استطاع صلاح جاهين ببساطته وتلقائيته التعبير عن كل ما يشغل البسطاء بأسلوب يسهل فهمه واستيعابه وايضا بما تحويه تلك البساطة من فلسفة عميقة ولكنها الانسانية ، أما احترافه فن الكاركاتير ما جعله فارساً يحلق برسومه وكلماته ويطوف بها بين مختلف طبقات الشعب المصري، بل كانت جواز سفره لمختلف البلدان العربية التي رددت كلماته. حظي بحب جماهيري جارف فلم تشهد مصر إلا فيما ندر هذه الموهبة المتسعة الأرجاء شعرًا ورسمًا وغناءً وتأليفًا وتمثيلاً.. كتب ايضاً جاهين العديد من الأغنيات العاطفية والوطنية ، وسيناريو وحوار أفلام مثل – خللي بالك من زوزو – أميره حبي أنا – شفيقة ومتولي – المتوحشة ، كما ألف العديد من مسرحيات العرائس من أهمها وأشهرها أوبريت الليلة الكبيرة ، و اوبريت القاهرة في ألف عام . أنجز جاهين أيضاً المئات من رسوم الكاريكاتير التي بدأ في رسمها أسبوعيا في مجلتي صباح الخير و روز اليوسف الأسبوعيتين، قبل أن ينتقل إلى صحيفة الأهرام التي كانت آنذاك في أوج ازدهارها، فكان يلخص في رسومه اليومية تلك و في صورة كاريكاتيرية ساخرة الموقف السياسي السائد آنذاك.لذلك وصل الى قلوب المصريين البسطاء خاصة البسطاء الاصليين منهم فقد كان جاهين غزيرا في الإنتاج حيث لم يتوقف لحظة واحدة طوال حياته عن الإبداع، أحس أن الحياة قصيرة جدا وسريعة ... فدخل في سباق معها فأنجز المئات من القصائد التي تراوحت بين الزجل و الشعر العامي و الشعر الشعبي و تحولت إلى أغنيات غناها عشرات المطربين . اخبار البديل-اخبار مصر-فن Comment *