طبقا لتقرير أصدرته وزارة الاتصالات, ونشر في جريدة الأهرام, فإن عدد مستخدمي الفيسبوك في مصر بلغ10.7 مليون في مايو2012, مما يضع مصر في المرتبة العشرين بين دول العالم في استخدام الموقع, ويشير التقرير إلي تضاعف أعداد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي عقب ثورة25 يناير, وأرجع تلك الطفرة إلي الأحداث السياسية المتلاحقة في مصر. وفي15 أكتوبر الماضي بلغ عدد مستخدمي الفيسبوك مليار شخص من جميع أنحاء العالم, وهو ما أعلنه مؤسس الموقع مارك زوكربرج, وتزامن ذلك مع إثارة قضايا الخصوصية والأمان فيما يتعلق ببيانات المستخدمين وكيفية تعامل الشركة معها, وفيما يلي مجموعة من الشواهد: * في معركته المستمرة ضد جرائم الإنترنت, حقق الفيسبوك نجاحا جديدا ضد هؤلاء الذين يستغلون موقعه باعتباره آلية عدوي بالفيروسات متاحة وفي متناول يد الجميع, بالتنسيق مع المباحث الفيدرالية في القبض علي عشرة متهمين بالتآمر لإفساد11 مليون جهاز كمبيوتر ببرنامج بنكي مزيف, وتسببوا في خسائر بلغت850 مليون دولار. وشملت القضية متهمين من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والعديد من دول البلقان وبيرو ونيوزيلاندا, وذلك بالتعاون مع فريق الأمن بالموقع الذين تتبعوا المتهمين أثناء إرسالهم رسائل غامضة تتضمن رابطا لموقع خارجي يقوم بتثبيت البرامج الضارة علي أجهزة المستخدمين. ويؤكد مدير الأمن أن إدارته تمضي كثيرا من الوقت في محاولة معرفة من يجلس علي الطرف الآخر ليرتكب جرائم الإنترنت. * هناك تعاون بين موقع الفيسبوك وشركة داتالوجكس لتتبع المستخدمين ومعرفة من يشاهدون الاعلانات المنشورة علي الموقع وعدد من ينتهي بهم الأمر إلي الشراء من منافذ البيع. وتقوم شركة داتالوجكس بذلك عن طريق مقارنة البريد الالكتروني الخاص بحسابات المستخدمين علي الشبكة مع بيانات عملاء منافذ التوزيع. * سمحت إدارة الموقع للعديد من المعلنين باستهداف مستخدمي الشبكة عبر بريدهم الالكتروني, وأرقام هواتفهم المحمولة, والمواقع الأخري التي يقومون بزيارتها. * يسعي مارك زوكربرج إلي تغيير قانون حماية خصوصية الأطفال عبر الإنترنت الذي يمنع المواقع من جمع بيانات عن أطفال تحت سن الثالثة عشرة, مما يعني منعهم من استخدام الفيسبوك, إلا أن لجنة التجارة الفيدرالية ضغطت بقواعد جديدة حتي تعوق استغلال الشركات لبيانات الأطفال. * وفي أغسطس الماضي قام مفوض حماية البيانات الألماني بإعادة فتح التحقيقات حول قاعدة البيانات الهائلة التي تملكها إدارة الموقع والتي تضم صور وجوه المستخدمين, وعن طريق تكنولوجيا تتيح التعرف علي الوجوه وتتبعها آليا يتمكن الموقع من التعرف علي صور المستخدمين في صور الأصدقاء التي يتم تحميلها علي الموقع. واضطرت إدارة الموقع إلي التخلص من تلك التكنولوجيا فيما يتعلق بالمستخدمين الذين يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي. * يقوم الفيسبوك بتتبع المستخدمين عبر أجهزة الموبايل بتتبع التطبيقات التي يستخدمها الناس من خلال الموقع والتي تتيح لهم الدخول علي ملايين المواقع بهويتهم الخاصة بالفيسبوك, وتستغل تلك البيانات في استهدافهم بالاعلانات. * مع التغير المستمر في أعداد الفيسبوك, يشعر المستخدمون بالإحباط والارتباك بشأن خصوصيتهم وخاصة عندما نعرف أن أحدث استطلاع أظهر أن46% من المستخدمين يقبلون صداقات الغرباء, و89% يذكرون تاريخ ميلادهم كاملا, و100% ينشرون بريدهم الالكتروني, و30 إلي40% يذكرون معلومات عن أسرهم وأصدقائهم, مما يسهل عملية سرقة بيانات خاصة وحيوية من مستخدمي الموقع ويساء استخدامها. * ولا يقتصر الخطر علي المستخدمين العاديين في المنازل بل يمتد ليصل إلي الأعمال والمنظمات التي يسهل أن تصبح ضحية لهجوم مستهدف من مجرمي الإنترنت الذين يستغلون بيانات العاملين المتاحة لصالحهم. ولذلك يحجب الكثير من الشركات مواقع شبكات التواصل الاجتماعي عن العاملين, ليس فقط بسبب احتمالات خرق الخصوصية ولكن بسبب مخاوف من انخفاض معدلات الانتاجية. الأمر ببساطة أن الناس كانت تتعامل مع الموقع بطريقة تنطوي علي حسن النية والثقة حين بدأ موقع أنشأه طلاب جامعة, واختلف الأمر بعد أن توسع وامتد وصار أكبر شبكة تواصل اجتماعي تضم موظفين وآباء وأقارب وأصدقاء من الزمن البعيد, هنا تغير الإيقاع, وتسبب عدم المعرفة الدقيقة لكيفية عرض الرسائل القديمة لجمهور المستخدمين علي حائط التسلسل الزمني إلي إرباك المشهد, وإثارة الشكوك ووصل الأمر بالبعض إلي التفكير في نظرية المؤامرة. وهناك قضية أخري خاصة بالتدقيق مفادها أن محتوي الرسائل الخاصة يتم تحليله من قبل الشبكة لحساب عدد مرات النشر والاعجاب والتفاعل بالتعليق التي ينالها محتوي ما سواء كان قصة خبرية أو شخصية عامة أو قضية. وأصبح المستخدم العادي يتعرض لتيارات من البيانات والمعلومات المتلاحقة والتي تعيد توجيه اهتمامات شريحة كبيرة من المستخدمين إلي الشأن العام ليطغي في مواجهة الشأن الخاص. وليس أدل علي ذلك من توظيف الشبكة والدور الذي لعبته في زيادة حالة الاستقطاب داخل المجتمع المصري بسبب الصراع السياسي الدائر في الساحة المصرية والذي انتقل بنفس الحدة إلي صفحات الشبكة. وشهدت السنة الأخيرة مستوي عاليا من التفاعل يبدأ بالبحث عن محتوي, لا مانع من أن يكون مجهول المصدر, وينتهي بإمكان توجيه أسئلة مباشرة وفورية إلي مصدر المعلومة أو التدخل في صناعة محتوي يتعلق بقضية ما من خلال إبداء الملاحظات أو المشاركة في استطلاعات الرأي. إننا أمام ساحة رحبة للبوح تسودها حركة ضخمة بلا قيادة محددة, يؤثر أطرافها في بعضهم البعض, ويمتد تأثيرهم إلي المجتمع من حولهم, وتنبيء الحيوية بأنه مرشح للزيادة في الحجم والتعاظم في الأهمية والأداء. لقد أصبح بإمكان المواطنين المستخدمين للإنترنت في مصر, الذين بلغ عددهم29.5 مليون في فبراير الماضي, إنتاج وتداول وتوزيع وتوظيف المعلومات بعيدا عن مراكز اتخاذ القرار التقليدية في المجتمع, ضمن ما يسمي تمكين الشعوب. وانتقلت عملية إنتاج المحتوي إلي الأرصفة والميادين والمقاهي والمنازل, حيث يقف جميع الأطراف المشاركة في صناعة المحتوي علي قدم المساواة مع بعضهم البعض. والمشكلة كما يبدو أن الشائعات بشأن محاولة تفكيك وفهم كيفية توظيف بيانات المستخدمين من قبل إدارة الموقع لم تقابل بالشفافية من جانب الشركة, وهو الأمر الذي يستلزم مزيدا من الحرص من جانب المستخدمين الذين رغم اعتراضهم علي اختراق خصوصيتهم إلا أن أيا منهم لم يفكر في تعليق حسابه علي الموقع. رابط دائم :