جاء الاتفاق بين الولاياتالمتحدة والصين علي ضرورة إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي والتعاون علي إنهاء حالة التوتر التي احدثتها كوريا الشمالية في المنطقة, ليثير استياء الأخيرة التي اعتبرته تهديدا وتغييرا في موقف الصين التي بدت وكأنها تتخلي عن حليفتها, فيما يراه البعض استمرارا للعبة القط والفأر التي تتبعها بكين مع واشنطن منذ سنوات. وتساءلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية هل ستتمكن الصين من كبح جماع كوريا الشمالية؟ واجابت بأن الصين هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تؤثر علي قرار بيونج يانج لانها أهم شريك اقتصادي لبيونج يانج واقرب حليف دبلوماسي حيث يمكنها استخدام نفوذها الاقتصادي في منع بيونج يانج عن شن الحرب ضد الولاياتالمتحدة. ويأتي الاتفاق الصيني الأمريكي بمثابة كارت أصفر لكوريا الشمالية التي كادت أن تورط بكين في حرب مع الولاياتالمتحدة لأن الصين لن تقف صامته في حال اندلاع الحرب وتترك الطفل المدلل كيم جونج ليسلم المنطقة علي طبق من ذهب للولايات المتحدة التي قد تعزز من وجودها وسيطرتها في المنطقة وهو ما يهدد التنين الصيني الذي يحارب منذ سنوات طويلة زيادة النفوذ الامريكي, لذا أعلنت صراحة عن معارضتها علي تهديدات بيونج يانج الطائشة والتي قد تقود المنطقة الي حافة الهاوية. ويمهد التحول الكبير الذي بدا علي ملامح السياسة الصينية لبدء صفحة جديدة مع الولاياتالمتحدة بعد سنوات من التوتر ليلقي بظلاله علي العلاقات بين البلدين وينذر بالتحول الواضح في سياسة بكين التي لجأت الي سياسة النأي بالنفس, متخلية عن بيونج يانج.