تسببت المادة12 من الدستور الجديد في جدل واسع في الأوساط العلمية والتي تنص علي(حماية الدولة للمقومات الثقافية والحضارية واللغوية للمجتمع, وتعمل علي تعريب التعليم والعلوم والمعارف). لتثير زوبعة بين أساتذة الجامعات والطلاب فكان الترحيب من جانب الأساتذة و الباحثين لما تتضمنه من الحفاظ علي الهوية العربية وتاريخها, بينما قوبلت بالرفض من جانب بعض الطلبة لما أثير حولها من شكوك وما تمثله من خطر علي مستقبل طلاب المدارس التجريبية والكليات التي تدرس موادها باللغات الأجنبية ووصفوها بأنها قتل للعلوم والمعارف والتطور المنشود الذي يريدونه لمصر. في البداية يقول الدكتور كريم درويش كبير الباحثين في المعهد القومي لتعريب العلوم بقطر لأبحاث الحوسبة والأستاذ بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة إن تعريب العلوم ستكون له أثار إيجابية علي المدي البعيد فهذا لايمنع ان نتعلم اللغات الأجنبية الأخري أضاف أن جودة التعليم شيء والتعريب شيء آخر و أنها ستكون صياغة للعلوم باللغة العربية وليس تعريبا لها موضحا أنة لابد من تأسيس الطالب فكريا وذهنيا باللغة العربية وبعد ذلك تعليمه لغة أخري حتي يتقن كل لغة يتعلمها. بينما أشار الدكتور محسن رشوان استاذ الاتصالات بجامعة القاهرة والمدير التنفيذي لمؤسسة تقنيات اللغة العربية أنه لو تم تطبيق هذا المفهوم بموضوعية فلن تكون له أي سلبيات و قال إن دقة الفهم تزيد عند الدراسة باللغة العربية مشيرا إلي أنه لا بد من ترجمة المصطلحات الي العربية بدقة واتقان بقدر الامكان وذلك ليس معناه أهمال اللغات الأجنبية الاخري ولكن المقصد هنا ان يفهم المحتوي باللغة العربية الأم فهي تعد خطوة ايجابية للجيل الناشيء حتي يستطيع اتقان اللغة الأساسية وبعد ذلك يتقن أي لغة اخري حيث ان أغلبية الدول ترجمت العلوم الي لغتها الام وليست بلغة أخري حيث رأي أن هناك أملا في التدريس باللغة العربية فضلا عن أي لغة أخري وقال إنه سيكون لمجمع اللغة العربية دور كبير في هذا الشأن. فيما رأي المهندس حمدي سليمان مبارك مدير قسم أبحاث اللغة العربية ان المقصود من هذه المادة ليس إلغاء التعليم باللغات الأجنبية لأنها لغات العلوم والمعرفة ولكن هذه اللغات صعبة علي فئات كثيرة من المجتمع لا يتقنها سوي المتعلمين لذا يجب علي الدولة تعريب العلوم لكي يسهل تعلمها علي فئات عريضة من المجتمع وتبقي الكتب الأصلية ليتم تعلمها بلغاتها الأصلية وذلك لمن يتقن هذه اللغات وبذلك نكون قد أتحنا العلم الموجود باللغات الأجنبية لشرائح كبيرة من المجتمع, وبعد تعريب هذه العلوم يكون التواصل أسهل بين من تعلم العلوم بلغات أجنبية ومن تعلمها باللغة العربية ومثال علي ذلك ان يقوم المهندس الزراعي بترجمة آخر الابحاث في زيادة المحاصيل الزراعية ومكافحة الحشرات باللغة العربية وإتاحة هذا العلم للمزارع البسيط الذي بدون شك سيستفيد من اللغة العربية أكبر من أستفادته باللغة الأجنبية. ومن جانبه أوضح الدكتور سامح الأنصاري رئيس قسم اللغويات بكلية الآداب جامعة الأسكندرية أن التعليم قضية حدودية وأن عدم وجود مجهودات لدعم التعليم يكاد يصل بنا الي مسح الهوية العربية وموضحا أنه عندما نقول تعريب نقصد استخدام اللغة العربية في التعليم وإذا تكلمنا عن تعريب المصطلحات فهنا يجب أن نقف حيث لايمكن تعريب المصطلحات وإذا كانت هناك أي محاولات لترجمة المصطلحات لابد من الاحتفاظ بصيغتها الأجنبية جنبا الي جنب اللغة العربية الي أن ينتج العرب المعرفة وليس معني استخدام اللغة العربية في التعليم والكلام للدكتور سامح الأنصاري- ألا نهتم باللغات الأجنبية الأخري حتي يتسني لنا نقل المعرفة من اللغات الأجنبية الي العربية فمن يفهم التعريب يلغي استخدام اللغات الأجنبية فهو مخطيء. ويري الدكتورعادل عبد الجوادرئيس المجلس الاستشاري للتعليم العالي أن العديد من الدول الأجنبية لا تدرس إلا بلغتها الأصلية مثل فرنسا والبرتغال والمانيا وغيرها من الدول المتقدمة موضحا ان الدراسات في مصر في حقبة الأربعينيات والخمسينيات كانت باللغة العربية ومنها تخرج علماء عظام مثل الدكتور مصطفي مشرفة وآخرون غيره وليس معني ذلك إلغاء التعليم التجريبي كما يشيع البعض ولكن سيتم إتاحة تلك العلوم باللغة العربية في المكتبات لجميع الفئات ومشيرا الي أن العلوم باللغة العربية واللغات الأجنبية لن تهمل ولكن ستدرس كلغة حتي يفكر ويؤلف ويكتب بلغته الأم وحتي لا تحدث فجوة. بينما أشار الدكتور جمال عصمت نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي إلي أنه لا داعي للقلق بشأن تعريب العلوم موضحا أنه ليس معناه أن تدرس هذه العلوم باللغة العربية ولكن ستتم إتاحتها باللغة العربية وأن يكون التعريب لأمهات الكتب حتي يتاح لجميع فئات المجتمع التعرف علي العلوم والمعارف وليست فئة واحدة وليستطيع الكل التواصل والتفاعل معا وضرب مثالا علي ذلك أن تعليم المهندس ليس كتعليم العامل الذي يعمل معة فلابد أن تعرب هذه العلوم والمعارف ليتواصل الاثنان معا بطريقة سلسة. وأوضح الدكتور خالد سمير أنه رغم كثرة عيوب الدستور إلا أن هذه المادة تعد خطوة إيجابية في مسيرة التعليم في مصر ورأي أن هذه المادة من المواد الجيدة التي تؤكد علي هوية الدولة و قال إن تسعة وتسعين في المئة من دول العالم يسيرون علي هذا النهج ومنهم سوريا بأعتبارها دولة عربية شقيقة ورأي أن تعريب العلوم واجب حيث يوجد هناك العديد من الدول التي لاتتحدث الا بلغتها الاساسية كألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول حيث رأي أنها مسألة حاجز نفسي وليس أمرا آخر مشيرا إلي ان هناك مصطلحات معربة أصلا. فيما أكدت الدكتورة ليلي سويف أستاذة العلوم بجامعة القاهرة إلي أن هذه المادة من المواد المهمة في الدستور التي تؤكد علي الهوية والسيادة العربية وأنها خطوة جيدة في مسيرة التعليم والعلوم والمعرفة لاتاحتها لجميع فئات المجتمع. ومن جانب آخر قال علي حسن طالب بكلية الأعلام إن هذه المادة ليست لها أهمية لأننا لسنا دولة متقدمة وحين نكون كذلك نستطيع حينها أن نفرض لغتنا بعلمنا حيث رأي أن الهوية العربية ليست بتعريب العلوم ولكن بالتأكيد علي أن اللغة العربية هي اللغة الاصلية لجمهورية مصر العربية أي بتدريس اللغة العربية نفسها وليس بتعريب العلوم غير العربية حيث قال أيضا أن التعريب بمثابة انقطاع عن العالم المتقدم بعلومه ومعارفه. وأشار عمر شاهين طالب بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية أنه مؤيد لهذه الفكرة للتأكيد علي الهوية والسيادة العربية ولكن من جانب آخر رأي أنها سوف تعيق شباب الخريخين عند التقدم لسوق العمل لأن العمل يحتاج إلي اللغات الأجنبية أكثر من اهتمامه باللغة العربية لذي رأي أنها ستكون مشكلة بالنسبة لهم. بينما أوضح معتز خليفة طالب بكلية تجارة جامعة القاهرة أنه مؤيد وبشدة لهذه المادة تأكيدا علي الهوية العربية العريقة وليس معني التعريب إلغاء اللغات الأجنبية الأخري وأضاف أن العلوم كانت مترجمة قديما في عهد الحسن بن الهيثم فهذا ليس جديدا وليس عيبا وستكون خطوة جيدة وسيظهر نتائج هذة المادة في المستقبل. أوضح عبد الرحمن محمدطالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنه معارض لهذه المادة وبشدة لأن المصطلحات الأجنبية ليست قابلة للتعريب وأضاف نحن لسنا من اخترعنا الطب والهندسة ليكون لدينا المصطلحات الخاصة بنا مشيرا الي ان معظم ما يدرس اكتشف علي أيدي أجانب ورأي أن الدراسة بالأنجليزية ميزة وليست عيبا. رابط دائم :