جاء تصريح الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج, بأن رياح الربيع العربي لاتزال تحاصر البلدان العربية التي تفتقر إلي الديمقراطية والحرية, وأنه ليست هناك أي دولة بمنأي عنها, بمثابة الصدمة لدول لخليج التي حصنت نفسها خلال الفترة الماضية بالتسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية لإخماد فتيل أي ثورات قد تندلع ضد النظام. ومن جانبها ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الربيع العربي ليس بعيدا عن دول الخليج, خاصة أن نسائمه بدأت أن تهب علي البحرين والأردن والكويت, إلا أن الوقت لم يحن بعد لاندلاعها, إذ إن مواجهة الحاكم ومطالبته بالتغيير في دول الخليج ليست بالأمر السهل, حيث إن أمراء وملوك الخليج يرهبون الشعب بأن خروجهم إلي الشارع للمطالبة بحقوقهم في التغيير, والقضاء علي الفساد, وإنهاء الحكم الاستبدادي, يعني خروجا علي الحاكم, ومحاولة لقلب نظام الحكم. ويري الكاتب جوناثان باور في صحيفة ديلي ميرور البريطانية, أن الربيع العربي يصارع في دول الخليج التي تعيش تحت مظلة أنظمة تحكم قبضتها علي الحكم, معتمدة علي دعم ومساندة الحكومات الغربية التي تحافظ علي الاستقرار, وتضمن بقاءهم في الحكم, إلا أن نجاح ثورتي مصر وتونس يبشر الخليجيين بقدرتهم علي إحداث التغيير. ويري باور أنه علي الرغم من أن المواطن الخليجي يعيش حياة اجتماعية واقتصادية أفضل من التي انتفض بسببها الشباب المصري والتونسي والليبي, إلا أن أعباء الحياة زادت بشكل كبير واحتياطي النفط والبترول يتقلص تدريجيا في ظل الزيادة السكانية, حيث زادت نسبة البطالة في الخليج خلال السنوات القليلة الماضية بشكل ملحوظ. وبرغم التحالف القوي بين الخليج والدول العربية التي تعهدت بعدم التخلي عن ممالكها بعدما فقدت حلفاءها في مصر وتونس, لكن العدالة الاجتماعية والحريات والديمقراطية التي يحلم بها الخليجيون كفيلة بإشعال فتيل الثورة التي قد تغير ملامح المنطقة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ملوك الخليج في وضع لا يحسدون عليه, وبعد أن كانت لهم الكلمة العليا في البلاد, باتوا ينصتون إلي طموحات شعوبهم وتطلعاتهم برغم قدرتهم علي إخماد أي ثورة قد تندلع علي الأرض الخليجية. رابط دائم :