دخلت الأحداث في شبة الجزيرة الكورية نفقا مظلما وتعالت أصوات الحرب في كوريا الشمالية. مع التأييد الشعبي لكبح جماح أمريكا وكوريا الجنوبية مما أدي إلي اتخاذ خطوات عملية علي أرض الواقع ولجوء الزعيم الكوري الشمالي إلي اعطاء أوامر بتجهيز جميع الأسلحة وانتظار ساعة الحسم لتدمير البر الأمريكي. جاء ذلك في الوقت الذي حذرت فيه روسيا من خروج الوضع عن السيطرة في بيونجيا نج مما سيؤدي الي الانزلاق في حلقة مفرعة. فقد نشرت وكالة أنباء كوريا الشمالية المركزية صورة يتلقي فيها الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون تقريرا من كبار المسئولين العسكريين, حيث ظهرت خريطة بعنوان خطة القوات العسكرية الاستراتيجية لضرب الأراضي الأمريكية, بالإضافة لقائمة الأسلحة وقد كتبت علي يسار الخريطة. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية اليوم الجمعة أن الصورة التي التقطت لاجتماع طارئ لقادة عسكريين مع الزعيم الكوري الشمالي توضح العتاد الحربي والأسلحة التي تملكها كوريا الشمالية. وأوضحت الصورة40 غواصة حربية و13 سفينة انزال و6 كاسحات و27 زورق دعم حربية و1.852 طائرة حربية وتمت تغطية عدد آخر من العتاد العسكري بواسطة المسئول العسكري الكبير. وقال مسئولون عسكريون في سول إن هذه البيانات لا تختلف كثيرا عن بيانات وزارة الدفاع في سول لكن مع وجود بعض الاختلافات. وأمر جونج اون أمس قواته بإتمام كل الاستعدادات لتوجيه ضربات صاروخية إلي الأراضي الأمريكية والقواعد الأمريكية في المحيط الهادئ ردا علي طلعات تدريبية تقوم بها قاذفات بي-2 في منطقة يسودها توتر شديد. وأصدر الزعيم الكوري الشمالي امره هذا خلال اجتماع طارئ عقده مع كبار قادة الجيش, مؤكدا ان هذا الأمر يشكل ردا مباشرا علي استخدام القوات الأمريكية قاذفات خفية من طراز يو اس بي-2, قادرة علي إلقاء قنابل نووية, خلال مناورات مشتركة تجريها حاليا مع الجيش الكوري الجنوبي. وقال جونج أون بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الشمالية الرسمية انه في حال قام الأمريكيون بعمل استفزازي أرعن فإن القوات المسلحة الكورية الشمالية ستضرب بلا شفقة البر الأمريكي... والقواعد العسكرية في المحيط الهادئ بما في ذلك هاواي وجوام وتلك الموجودة في كوريا الجنوبية. ونفذ مئات آلاف العسكريين والمدنيين مسيرة في ساحة كيم ايل-سونج في وسط بيونج يانج إعرابا عن تأييدهم لإعلان زعيمهم, شارك فيها جنود ومحاربون قدامي وعمال وطلاب, بغياب كيم جونغ اون. وأكد التليفزيون الرسمي الكوري الشمالي ان التجمع جري تأييدا للقرار الذي اتخذه الجيش الثلاثاء الماضي وصادق عليه زعيم البلاد أمس بضمان الجهوزية لتنفيذ ضربات صاروخية في الاراضي الأمريكية والقواعد الامريكية في المحيط الهاديء. ويري الخبراء بغالبيتهم ان الشمال لا يملك التكنولوجيا اللازمة لإطلاق صواريخ علي أهداف بعيدة كهذه. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أمس عن مصدر عسكري جنوبي لم تذكر هويته انه تم رصد زيادة كبيرة في تحريك الآليات والاشخاص في مواقع إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت أمس الأول ان قاذفتين من طراز بي-2 تعتبران من القطع الأساسية في قوة الردع الأمريكية, حلقتا فوق كوريا الجنوبية في مهمة تدريبية, في تأكيد علي التزام واشنطن حيال حليفها الكوري الجنوبي في ظل تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. واعتبر كيم ان طلعات القاذفتين تخرج عن اطار استعراض القوة بل تشكل انذارا أمريكيا يثبت انهم يريدون اشعال حرب نووية بأي ثمن. وفي الوقت نفسه حذرت روسيا أمس من تحركات أحادية الجانب من شأنها ان تؤدي الي فقدان السيطرة علي الوضع في كوريا الشمالية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي قد نفقد السيطرة علي الوضع الذي ينزلق إلي دوامة حلقة مفرغة. رابط دائم :