وافقت صفية من أول لقاء علي الزواج من محسن - أول شاب تقدم لخطبتها- بعد أن شعرت ناحيته بقبول وانجذاب طبيعي عقب دعوات تلت استخارة وصلوات وتنبأت بأن هذا الشاب سيشاركها حياتها وسيزيدها خلقا بخلقه وتأدبا بأدبه الذي بدا عليه حين حضر في اللقاء الاول, وظنت صفية أنه سيكون زوجا حنونا عليها يعوضها فقدان الأسرة واعتقدت أن رحلة البحث عن شريك الحياة قد انتهت بمجرد دخولها عش الزوجية رغم وجود فوارق اجتماعية بينهما. تزوجت صفية خلال أشهر قليلة مرت في لمح البصر بدا خلالها زوجها محسن فارس الأحلام الذي حملها علي حصانه وأدخلها قصور النعيم, ومر شهر العسل جميلا تذوقت فيه حلاوة الحب ونشوته وعاشت أجمل أيام حياتها, وسرعان ما تعاقبت أشهر زواجهما إلا أن صفية شعرت بأن جنينا يتحرك في أحشائها فذهبت للطبيب لكي يطمئن قلبها, وبعد عدة فحوص وكشف بالاشعة تأكدت من حملها وعادت إلي المنزل تكاد تحملها الرياح من الفرح وانتظرت عودة زوجها من عمله وفتحت له الباب بلهفة شديدة وزفت له البشري وهي بين ذراعيه في فرح كبير. مرت شهور الحمل سريعا ووضعت صفية مولودها الأول واسمته محمود الذي أصبح فيما بعد نافذة السعادة لها ولزوجها الذي بدأ يهتم بعمله أكثر بعد زيادة الأعباء المالية عليه وفي غضون سنوات أصبح لدي صفية4 ابناء ولدان وابنتان وهي النعمة الكبري التي كانت الزوجة تحمد الله ليلا ونهارا عليها وسرعان ما قررت الأسرة ترك الحي القديم الذي تقطنه فيه لتنتقل للسكن في شقه كبيرة بعد أن أصبح لديه4 أبناء. كان الزوج يترك صفية طوال ساعات النهار بمفردها منهمكا في عمله وكانت تلجأ إلي سلوي إحدي جاراتها لتقضي معها بعض الوقت لكي تتخلص من الملل وتؤنس وحدتها لتتوطد العلاقة بينهما حتي أصبحت سلوي اقرب لها من شقيقتها. تصادفت عودة محسن إلي المنزل أكثر من مرة مع وجود صديقتها وكان كثيرا ما يلقي القفشات وهو جالس معهما ويتبادلون الضحك معا وبمرور الوقت وتعدد اللقاءات دفع محسن زوجته إلي توطيد علاقتها بصديقتها حتي أصبحت كل واحدة من الصديقتين تعرف كل شئ عن جارتها الأخري. وبمرور الوقت بدأت العلاقة بين محسن وسميرة تتجه إلي الحب وتطورت إلي عشق ملتهب وبدا كلاهما منجذبا ومولعا بالآخر وبدأ كل منهما يخطط لترتيب موعد للقاء الآخر و تعددت اللقاءات العاطفية بينهما وكشف كل منهما عن مكنون ما بداخله للآخر. ووصل الأمر بينهما إلي أن تواعدا علي الزواج سرا, رغم أن سلوي متزوجة ولديها طفلان إلا أن تيار العشق كان شديدا لتنجرف سريعا في بحر الظلمات جامعة بين زوجين ضاربة بكل القيم والأخلاق عرض الحائط. راودت صفية بعض الأفكار وساورتها شكوك كثيرة بعد أن لاحظت أن صديقتها سلوي تحاول أن تخفي عنها حدثا جللا ولاحظت كثرة خروجها من المنزل لأسباب واهية وكانت في كل مرة تطلب منها أن تهتم بطفليها لحين عودتها لأنها تعلم أن زوجها يعمل مندوب مبيعات بالقاهرة ويظل بعيدا عن المنزل لأيام طويلة. وكانت صفية بحسن نيتها وطيبة قلبها تستجيب لطلبات صديقتها رغم ما يراودها من شكوك تجاهها ولم تكن تضع في حسبانها أن صديقتها التي أصبحت أقرب إليها من شقيقتها ستسئ إليها وتخونها مع زوجها. وذات يوم قررت صفية أن تضع حدا لشكوكها وتتتبع صديقتها حتي تكشف حقيقة السر الذي تخفيه عنها, وبعد مراقبتها لها لاحظت دخولها إحدي الشقق السكنية بعقار حديث وعند سؤالها لسكان المنطقة عنها بحجة أنها تريد أن تسكنها فكانت الصدمة. أكد كل من سألته صفية من السكان أنها شقة تم تأجيرها منذ شهرين وتأكدت بأنها مؤجرة باسم زوجها فصعدت مرة أخري إلي الشقة وطرقت الباب بعنف ولتفاجأ بزوجها يفتح لها الباب مرتديا ملابس النوم.. صرخت صفية في وجهه وأخذت توجه له عبارات اللوم والعتاب متسائلة عن سبب خيانته لها فأجابها بأنه يحب صديقتها ومتزوج منها عرفيا وأنه كان مضطرا لذلك. وحاولت صفية مواجهة صديقتها الخائنة للانتقام منها ولو بكلمات لاذعة تطفئ لهيب غيرتها علي زوجها وغضبها المكتوم من صديقتها التي قابلت الإحسان بالإساءة ولكن زوجها منعها من دخول الشقة لتعود صفية والدموع تنهمر من عينيها علي وجهها متوجهة إلي منزل أسرتها وقصت عليهم ما حدث وقامت بالاتصال بزوج صديقتها الخادعة وأخبرته بخيانة زوجته وجمعها بين زوجين وقررت هي التخلص من زوجها الخائن وتوجهت إلي محكمة الأسرة بالمنيا تطلب الخلع من محسن الذي تركها ولهث وراء نزوته رغم انجابهما4 أطفال. رابط دائم :