صرخ الرجل في وجه زوجته محذرا بألا ترفع صوتها بالسباب لئلا يسمعها الجيران ولكن الزوجة هزأت به ولم ترتدع لتحذيراته كعادتها واستمرت ترد علي تأنيبه لها بالصبر علي ضيق ذات اليد بالتطاول والكلمات اللاذعة, وطال الجدال بينهما وشعر الزوج بأنه ضل طريقه بهذه الزيجة التي لم يهنأ فيها كما توقع.وأحس بأنه فقد حاسة السمع وغاب بذهنه لحظات يسترجع شريط حياته حتي وصل إلي اللحظة التي يهان فيها علي يد زوجته التي لم يهدأ صوتها. وأفاق علي قفزها باتجاه باب الشقة وفتحته في سرعة وخرجت منه وهي تنهي عراكها بتأكيدها أنها لا تريد هذه الحياة. ذهل الرجل من جرأة زوجته وانتفض وهو يقف مشلول الحركة علي صوت صفق الباب الذي كاد ينخلغ من عنف المرأة المارقة. وهم بفتح بابه يستطلع أمرها وخرج إلي الشارع ولكن المرأة ذابت في ظلام الشارع, رجع الرجل يحمل ثقل الخزي فوق رأسه نادبا حظه في الوقوع في زوجة لا تراعي أي عرف في تعاملها معه, وأمسك بهاتفه يخرج أرقام هواتف أقاربها ليشتكيها لهم للمرة الألف.. ولم يكن يعلم أن الزوجة تفكر في أمر آخر, وفي الشارع كان أحد الذئاب يجلس علي مقهي يسحب دخان الشيشة راميا نظراته متأملا للغاديات والسائرات من النسوة يختزل من صورهن ما يعيش به في خيالاته المريضة كعادته كل يوم بعد عودته من عمله كسمسار حتي لمح الزوجة المارقة تسير بطريقة لا تخفي علي من يدعي الخبرة في النساء مثله فاتبهت حواسه, والقي بالشيشة في هدوء مثير وقد صوب عينيه علي المرأة معيدا حساباته للمرة الرابعة قبل أن يتحرك متابعا سيرها متلفتا بحذر ليتأكد من وجودها بمفردها في هذه الساعة من الليل, والتقت نظراتهما في لحظة خاطفة أرسل فيها السمسار ما يريد مستخدما غمزة خفيفة بعينه اليسري مكتفيا بإطاحة رأسه إلي الخلف استقبل شيطان الزوجة الرسالة وأحسن ايصالها للمرأة الغاضبة فبطأت خطواتها كأول رد علي غمز الرجل الذي فرك يده جزلا وتسارعت خطواته ممنيا نفسه بصحبة ترضيه, ولم يطل الوقت في تعارف عرف السمسار كيف يتجاوزه بسرعة مبديا تعاطفه مع من لايحسن الازواج معاملتهن ويحتجن إلي صدر حنون طيب مثله وفعلت كلمات الرجل فعل المغناطيس للحديد, ولانت المرأة وتحركت بصحبته تلوذ ببيته كمكان آمن للمبيت وتبرأ الشيطان مما فكرا فيه, وانتصرت غرائزهما استقرت المارقة4 أيام في منزل السمسار معلنة أنها ملت حياتها مع زوجها الذي هربت منه وستطلب الطلاق ثم تعود إلي السمسار لتتزوجه طار لسمسار من الفرحة وأسكره الحرام الذي يعيش فيها مع المارقة ووعدها بانتظارها ليعيشا أفضل أيامهما كزوجين بعد العقد عليها,وفي نهاية اليوم الرابع عادت الزوجة إلي الزوج الذي ضمر جسده وكاد يفقد عقله لغيابها وفوجئت الزوجة بأشقائها ينهرونها محذرين من مغبة غضب الله عليها لغيابها وتمردها علي الزوج المسكين رق قلب الزوجة وشعرت بفداحة جرمها ومصيبتها الأخري بمعاشرتها غير زوجها ومزقها الندم وبدأ عقلها يعود إلي صوابه, ولكنها نسيت السمسار الذي كان يعيش في خيالات وصور رسمها بعيدا عن شيطانه, وانتظر أن تعود إليه الزوجة المارقة طوال الليل, لكنها لم تعد, ومر عليه نهار اليوم التالي جالسا علي المقهي تأكله الأفكار حتي أتي الليل فاتجه إلي وكر الحرام ممنيا نفسه بأن تعود المرأة وخاب ظنه للمرة الثانية فظل ساهرا حتي الصباح ينظر إلي الجدران غير مصدق أن المرأة خدعته وأن أحلامه انهارت, وجلس في المقهي مبكرا علي غير عادته وبدأ يسأل عن المرأة حتي علم أن وئام الأسرة قد جمع شملها وأن الاقارب أصلحوا ذات البين, وعندما تأكد من معلوماته شعر باختناق وأصر علي أن يحقق ما يريد مهمها كلفه الأمر وبالقوة, فأمر ولده بأن يتصل بصديقه للاستعانة بهما في تأديب أحد المتأخرين في سداد أموال مستحقة له, واستجاب الشابان للشيطان واتجه ثلاثتهم إلي الزوج المسكين, يراقبونه حتي خرج بعيدا عن مسكنه في صباحه المبكر كعادته متجها إلي عمله, دقائق بطيئة ثقيلة مرت علي الزوج كانت شاهدة علي ما تعرض له من القاء بطانية عليه لالهائه ثم ضربه حتي سكنت جوارحه وطعن بسكين السمسار حتي فارق الحياة الظالمة وانتهي الأمر به جثة غارقة في دمائها ملفوفة ببطانيتين داخل جوال دقيق أزرق مربوط بسلك وحبل غسيل وعثر الأهالي عليها ملقاة في ترعة الحسانية بمنطقة الخصوص بالقليوبية. واستشاط الأهالي غضبا بسبب فداحة الجريمة ولكن اللواءين محمود يسري مدير الأمن ومحمد القصيري مدير المباحث شكلا فريق بحث أشرف عليه العميد أسامة عايش رئيس المباحث توصل إلي أن وراء الواقعة حدوث خلاف بين سمير47 سنة عامل وزوجته قامت علي أشرها بترك المنزل وعادت قبل اكتشاف الحادث بيومين وخلال فترة هروبها نشأت علاقة عاطفية بينها وبين عبدالله47 سنة سمسار ومقيم بالخصوص وعدته خلالها بالزواج منه وتمكن العميد أسامة عايش من القبض علي السمسار الذي اعترف بارتكابه الواقعة بعد مواجهته بتحريات المباحث وبمشاهدته ليلة الحادث عائدا إلي مسكنه في وقت متأخر وفي حالة ارتباك شديدة, وأقر المتهم بقتله المجني عليه بمساعدة نجله ثروت21 سنة سائق توك توك( هارب) وصديق نجله حامد23 سنة عامل بمطعم مقيم بمنطقة حوض صبيح تم تحرير محضر بالواقعة وتكثف المباحث جهودها للقبض علي المتهم الهارب وإحالته إلي النيابة. رابط دائم :