قابلتها للمرة الثانية خلال رئاستها لوفد بلادها في اجتماعات المجلس الوزاري لدول حوض النيل بشرم الشيخ وطلبت منها اجراء حوار معها علي غرار حوارها السابق مع الاهرام المسائي و الذي تم بمكتبها في كمبالا يناير الماضي ووافقت علي ان يكون بعد انتهاء الاجتماعات مباشرة الا ان الاجتماعات الماراثونية استمرت الي الساعات الاولي من الفجر وسط خلافات شديدة وانسحبت هي منها في الثانية صباحا لشعورها بإعياء.. وفي اليوم الثاني اتصلت بالوزيرة الاوغندية ماريا موتوجومبا في الفندق الذي تقيم به بشرم الشيخ, واجابت عن اسئلتي عبر الهاتف علي النحو التالي ثم استكملت بقية الحوار من خلال رئيس بعثة الري المصرية المهندس جمال شاكر الذي نقل لها اسئلتي واتي بإجابتها عبر الايميل. * سألتها: لماذا انسحبت من الاجتماعات؟ ** لم انسحب ولكن شعرت بإرهاق شديد لأنني ظللت في هذه الاجتماعات من التاسعة صباحا وحتي الثانية فجرا فاستأذنت من الدكتور علام وزير الري المصري الذي كان يتولي رئاسة الاجتماعات وتركت مساعدي يتولي رئاسة الوفد الاوغندي. * لماذا رفضت اوغندا التوقيع علي الاتفاقية الاطارية؟ * لم نرفض وانما مصر والسودان هما من رفضتا!! * كيف ذلك والاتفاقية الاطارية في مصلحتهما؟ ** لانهما رفضتا اعادة تقاسم مياه النيل علي الرغم من ان اوغندا وبقية دول حوض النيل كانت مستعدة لتوقيع البروتوكول باتفاقية اطار العمل التعاوني. * وهل هذا الاتفاق يضمن حقوق مصر والسودان التاريخية في مياه النيل؟ ** مصر والسودان متمسكتان بحقوقهما التاريخية من نهر النيل والتي جاءت بالاتفاقيات التي وقعت عامي1959,1929 وهذا الامر ترفضه كل دول المنبع لان تلك الاتفاقيات وقعت اثناء الاحتلال وبالتالي لم تعد صالحة الان وكل البلاد حرة حاليا ولها استقلالها كما ان دول المنبع لاتستفيد مثلما تستفيد مصروالسودان وهما دولتا مصب من المياه التي تسقط علينا كدول منبع واريد ان اقول لك ان الخوف لدي السياسيين المصريين يجعلهم يتمسكون بتلك الاتفاقيات القديمة وهذا اساس الخلافات بيننا. * لكن الاتفاقيات الدولية معترف بها دوليا ولا يمكن الرجوع عنها وإلا يمكن الرجوع في الحدود بين الدول لانها حددت ورسمت اثناء الاحتلال؟ ** نحن نتحدث عن شعوب سبعة بحاجة الي مياه اكثر ومشروعات اكثر وليس من المنطقي ان استأذن مصر والسودان قبل اقامة اي مشروع لتوفير حاجة شعبي من المياه او الكهرباء كما انها اتفاقيات متنازع عليها من بقية دول المنبع علي مر السنوات حيث ان تلك الاتفاقيات تعوق تنمية موارد نهر النيل * ربما هذه المشروعات تمنع وصول حصة دول المصب من المياه؟ ** ليست هناك دولة تريد ان تفعل ذلك فالعلاقات بين دول النيل ازلية وبها العديد من اوجه التعاون والمشروعات المتشابكة لو عدنا الي اجتماعات شرم الشيخ ماذا ترين فيما توصلت اليه من نتائج؟ كلمة واحدة نحن اتفقنا علي الا نتفق. وماذا عن موقفكم بشأن التوقيع علي الاتفاقية من جانب واحد كدول منبع؟ نحن قررنا التحرك نحو المرحلة القادمة في اتجاه التوقيع علي الاتفاقية والتي ستبدأ في14 مايو وسيكون التوقيع خلال مدة لا تتجاوز عاما واحدا وبعد ذلك سوف تنشغل دول الحوض بعمليات التصديق علي الاتفاقية,* لكن هذا الاتجاه سيزيد الانقسامات بين دول الحوض؟ ** الانقسامات موجودة من فترة واجتماعات شرم الشيخ تعدهي الثالثة التي تحدث فيها خلافات فقد حدث ذلك ايضا في مايو العام الماضي عندما قررت الدول السبع لحوض النيل تبني اتفاقية اطار العمل التعاوني بينما رفضت مصر والسودان وكان ذلك في كينشاسا ثم بعد ذلك في الاسكندرية هل ترين انه يمكن عودة الدول العشر الي مائدة المفاوضات مرة اخري حول الاتفاقية الاطارية؟ ** التفاوض لم ينقطع ولن ينقطع المهم النتائج!! * اذكرك بما قلته في حوارك السابق مع الاهرام المسائي بكمبالا من انكم في اوغندا تتفهمون موقف مصر وتحترمون حقوقها في مياه النيل؟ ** وما زلنا عند رأينا ولكن وكما قلت لك ايضا ان اهمية المياه بالنسبة لمصر واوغندا وكل دول النيل مشتركة ويجب مراعاة حاجة شعوبنا للمياه التي تتساقط علينا ولا نستفيد منها واذا اردنا ان نفعل ذلك رفضت مصر والسودان بحجة ان هذه المشروعات ستحجز المياه عنهما.