رغم تأكيد ايران أن بشار الأسد سيظل الرئيس الشرعي لسوريا حتي تنتهي فترته الرئاسية وانه سيخوض الانتخابات المقبلة في2014 الا أن عزمها علي نقل الجناح المسلح لحزب الله اللبناني الي العراق يكشف عن يقينها بأنه آن الأوان لرزحيله بعد فشله في القضاء علي الثورة التي قتل خلالها اكثر من70 الف شخص واصاب مئات الالاف بدم بارد وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ان خطوة نقل الجناح المسلح لحزب الله للعراق يعد انتصارا لاسرائيل وأمنها الاستراتيجي في المنطقة حيث بدأت تحقق حلمها بالقضاء علي ما تعتبره محور الشر المتمثل في سوريا التي تعاني حربا اهلية قد تؤدي الي حرق المنطقة وايران المرتبكة التي تبحث عن مخرج للأزمة وحزب الله الذي بات هو الاخر يبحث عن ارض بديلة للبنان نظرا لأن الاسد يعد حلقة الوصل بينه وبين ايران وتفكير ايران في العراق كوطن بديل لحزب الله يشير إلي علاقتها القوية بقادة العراق وعلي رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تأمل ان يكون بديلا للأسد في الوقت الذي تخطط فيه لجعل العراق حليفا جديدا لها للحفاظ علي توازنها الاقليمي الذي بات مهددا بعد رحيل الأسد. وتري ايران ان الأزمات جاءت بالجملة في ظل رفضها وقف برنامجها النووي وفقدان حليفها الوحيد في المنطقة لذا عمدت إلي اعادة ترتيب أوراقها والتفكير في ملاذ آمن لحزب الله لتكون قادرة علي التواصل معه في مرحلة ما بعد الاسد وكذلك لابعاده عن لبنان التي قد تعاني حربا طائفية صدرتها اليها الحرب السورية وجعلتها كالقنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في اي لحظة وبعد عامين من الحرب الدامية التي يشنها الأسد ضد الثوار تخشي طهران من تصدير الازمة الي لبنان التي قد تشهد حربا شرسة ضد حزب الله لتوريطه لبنان في الصراع الدائر بسوريا وهو ما قد يحدث انشقاقات داخل الحزب وبالتالي اضعاف نفوذه الذي يعد ورقة ايران الأخيرة في المنطقة وتخطط ايران منذ وقت طويل في مد نفوذها الشيعي إلي العراق وذلك عبر تقسيم وتفتيت جنب العراق لتكون دولة شيعية كبيرة يكون امتدادا للجمهورية الاسلامية وذلك بعد فشل حليفها المالكي في تحقيق ذلك طوال الفترة الماضية وهو ما يهدد بإشعال حرب طائفية عنيفة بين سنة وشيعة العراق قد تخرج عن حدود الدولة التي ستصبح بؤرة ملتهبة وتستغل طهران رياح التغيير التي هبت علي العراق وتطالب برحيل المالكي كورقة للضغوط عليه حيث تخطط لاستثمار تلك الخلافات بينه وبين السنة لاقناعه بالموافقة علي استقبال جنود حزب الله المدربين جيدا علي حرب الشوارع وهو ما يحتاجه المالكي في مواجهة المتظاهرين وكذلك خصومة السياسيين الذين يحشدون الساحة ضده وطبقا للصحيفة فان العراق يعاني وضعا أمنيا هشا وتفكك جميع الأجهزة الحساسة والانقسام الطائفي والحزبي وكلها عوامل تصب في صالح طهان التي تستعد لعقد صفقة مع المالكي تساعده بمقتضاه علي الخروج من ازمته علي ان يكون رجلها في المنطقة ولذلك قررت استغلال تلك الظروف الصعبة لفرض سياساتها التي تقوم علي المد الشيعي وزيادة نفوذها ليمكنها هذا من مواجهة الخليج ذي الاغلبية السنية وكذلك تعزيز قدرتها علي مواجهة الغرب الذي يسعي لكسر جناحها لتهديدها مصالحه في المنطقة وهو ما يصب ايضا في صالح المالكي الذي يبحث عن مخرج لإنهاء الازمة المتصاعدة في بلاده ليحتفظ بمنصبه كما ان أصابع ايران تلعب في العراق منذ زمن بعيد حيث انها طوال السنوات الماضية وهي تقوم بتمويل جماعة عصائب أهل الحق الوجه الآخر لحزب الله والتي تحلم بتطبيق النموذج الاسلامي الايراني في الحياة السياسية العراقية والتي اقحمت نفسها علي الحياة السياسية من خلال عزمها خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة لتعزيز النفوذ الشيعي داخل البلاد رابط دائم :