لايمكن اعتبار خسارة فريق الكرة الأول بالنادي الأهلي أمام حرس الحدود بثلاثة أهداف مقابل لاشيء في برج العرب مجرد خسارة مباراة في منافسة رياضية.. فالأهلي ليس الفريق الذي يخسر بالثلاثة ودون أن يهز شباك منافسه وتمر الواقعة مرور الكرام خاصة أن الأداء كان سيئا للغاية. وعادت من جديد عقدة اللعب خارج الملعب التي لازمت الفريق لفترات طويلة, حينما يكون حسام البدري مديرا فنيا سواء في ولايته الأولي بين عامي2009 و2010 أو ولايته الثانية التي بدأت صيف العام الماضي ولاتزال مستمرة. وباستثناء الفوز علي الترجي بهدفين لهدف في ملعب رادس في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا العام الماضي, يواجه الأهلي صعوبة في الفوز خارج ملعبه مع المدير الفني وله عدد كبير من التعادلات والهزائم في مبارياته خارج ملعبه. وفي الوقت نفسه, تعد الخسارة انتقاما لمن فوجئوا بالاحتفالات الصاخبة لمسئولي النادي في مقدمتهم حسن حمدي بعد الفوز علي ليوبار الكونغولي بهدفين مقابل هدف والتتويج بطلا لكأس السوبر الإفريقية قبل إيام قليلة من ترقب رابطة الألتراس أحكام قضية مذبحة بورسعيد المحدد لها في التاسع من مارس والتي بسببها لاتزال رابطة الألتراس تقاطع مباريات فريق الكرة وآخرها لقاء ليوبار الذ جري فتح الباب خلاله أمام الحضور الجماهيري وتعاطفت معها باقي روابط المشجعين في النادي وأحجمت عن الحضور. وجاءت الخسارة الكبيرة وهي الأعلي محليا للأهلي منذ سنوات وبعد أيام قليلة من الفوز الصعب ببطولة كأس السوبر الإفريقي لتفتح باب الحديث عن الأحداث الساخنة التي تشهدها القلعة الحمراء في الأيام الأخيرة بسبب سياسات حسن حمدي رئيس النادي وقرارات حسام البدري المدير الفني. الخسارة تعد منطقية فنيا في ظل انهيار الأهلي داخل الملعب خلال90 دقيقة, ولكن النتيجة جاءت في وقت اعتمد حسن حمدي رئيس النادي رسميا قراره برفع راتب حسام البدري المدير الفني إلي150 ألف جنيه شهريا وهو قرار أحدث منذ أسابيع لغطا واسعا وأزمة بين اللاعبين بسبب تضارب سياسات النادي المالية مع فريق الكرة, فهي تمارس ضغوطا هائلة علي اللاعبين من أجل تخفيض تعاقداتهم المالية السنوية عن الموسم الجاري والتنازل عن مستحقات مالية سابقة عن الموسم الماضي وهو ما رفضه عدد كبير من النجوم أمثال محمد بركات وعماد متعب وعبدالله السعيد في وقت سابق والخسارة تعد طبيعية في ظل اندلاع أزمة حول المكافآت المالية للاعبين عن بطولة السوبر الإفريقي بعد قرار حسن حمدي بعدم منح اللاعبين أي مكافآت استثنائية عن التتويج مقابل رفع راتب المدير الفني. ومن الأسباب التي أدت إلي خسارة الأهلي أيضا عدم اتخاذ النادي قرارات تأديبية ضد لاعبين تداخلت حياتهم الشخصية مع مبادئ النادي وتحديدا السيد حمدي مهاجم الفريق الذي تحول إلي مادة لاذعة علي ألسنة مشجعي النادي ورواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بعد ظهور كليب راقص له مع زوجته علي أحد انغام إحدي الأغنيات الشعبية وهو موقف يعد فريدا من نوعه في فريق الكرة, خاصة وأن التصوير تم برعاية السيد حمدي وخلال وجوده في سيارته الخاصة, وطالب المئات من محبي النادي إدارة الأهلي باتخاذ موقف تربوي ضد السيد حمدي ولكن لم تظهر أي ردود أفعال صريحة من جانب حسام البدري الذي ضم اللاعب إلي قائمته التي خاضت لقاء حرس الحدود. المثير أيضا أن جماهير الأهلي انتقمت من حسن حمدي رئيس النادي بنشر صور للراحل صالح سليم رئيس النادي السابق وأفضل إداري عرفته القلعة الحمراء عبر تاريخها وصانع أمجاده وبدأت في عقد المقارنات بين قرارات صالح سليم التربوية وغض حسن حمدي البصر عما يحدث من نجوم الفريق ولم تتوقف المقارنات عند هذا الحد, ويعيش الأهلي حالة غليان داخلية أيضا بسبب شعور لاعبين بعدم وجود عدالة في العقوبات الصادرة من حسام البدري المدير الفني, فهو في الوقت الذي عاقب أحمد شكري لاعب الوسط المهاجم ماليا وأبعده عن حساباته في الوقت الذي تغاضي تماما عن النظر علي واقعة اعتراض عماد متعب في مباراة الفريق أمام تليفونات بني سويف التي خلع فيها قميص النادي وألقاه أمام الجميع, وظهر عليه التوتر الكبير والمثير أن البدري وقتها عاقب أحمد شكري وتغاضي عن واقعة عماد متعب بل واستمرت مشاركة الأخير في المباريات. ومن الملفات التي انفجرت فجأة في النادي خلال الساعات الماضية بسبب سياسات حسن حمدي وحسام البدري, ملف الرحيل الذي بات يسيطر علي عدد كبير من لاعبي الفريق, سواء من رحلوا بالفعل علي سبيل الإعارة حتي نهاية الموسم أو المستمرين. وشهدت الساعات الأخيرة طلب سعد الدين سمير قلب الدفاع الذي لم يجدد عقده مع النادي بعد الرحيل. بعد تلقيه عرضا للاحتراف في النرويج وآخر في العراق, بالإضافة إلي أحمد شكري صانع الألعاب الذي يتفاوض مع أكثر من نادي تمهيدا للانتقال إليه ولو علي سبيل الإعارة بسبب جلوسه علي دكة البدلاء في بداية الموسم قبل أن يجري تجميده من قبل حسام البدري في الفترة الأخيرة. ولم يغلق عدد من نجوم الفريق باب الرحيل عن صفوف الأهلي مثل عماد متعب رأس الحربة في ظل شعوره بالاختناق النفسي في النادي, ومحمد بركات أحد كبار النجوم الرافضين لملف التنازل عن مستحقات سابقة للاعبين وهو أحدهم عن الموسم الماضي. بالإضافة إلي محمد ناجي جدو مهاجم هال سيتي الإنجليزي الذي يلعب معارا برفقة أحمد فتحي إلي صفوف الأخير حتي نهاية الموسم وهو لاعب يرفض العودة مرة أخري إلي الدوري المحلي بعد انتهاء الإعارة.