تستعد قوات الناتو بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لشن هجوم واسع النطاق علي إقليم قندهار جنوبأفغانستان لملاحقة عناصر حركة طالبان, وسط تنامي الرأي العام الأمريكي الرافض للحرب, بينما يتزايد الاحتقان الأفغاني بسبب سقوط عدد متزايد من المدنيين علي أيدي قوات الاحتلال. إحصائيا كشفت صحيفة جارديان البريطانية عن أن واشنطن تنفق نحو60% من الدخل القومي علي الجيش والشرطة وسط تعثر اقتصادها, وتزايد معدلات البطالة, وتعالي الأصوات المطالبة بالالتفات نحو أمريكا من الداخل بدلا من إنفاق ملايين الدولارات علي مستنقعات الحروب دون جدوي. وليست مفاجأة أن الشعب الأفغاني يبحث أيضا عن نقطة رجوع لإنهاء هذه الحرب حيث كشفت أحدث استطلاعات الرأي عن أن94% من مواطني إقليم قندهار يرفضون الحرب ويفضلون التفاوض بين قوات الاحتلال وحركة طالبان. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأفغان يعتبرون ناقلات حلف الناتو والمعدات الحربية الأمريكية تتساوي في خطورتها مع نقاط تفتيش طالبان والقنابل المزروعة علي جوانب الطرق, وكلاهما يعرضان حياتهم للخطر. ونقلت الصحيفة عن أحد زعماء القبائل الأفغانية قوله: إن الشعب الأفغاني يكره قوات الناتو, مضيفا أن وجودهم يعرض حياة الأفغان للخطر حيث يقتلون المدنيين الأبرياء, ويمنعونهم من السفر علي الطرق. ممارسات قوات الناتو بقيادة الولاياتالمتحدة جعلت الأمور تتجه من سييء إلي أسوأ في الآونة الأخيرة, حيث اعترفت قوات الناتو بأن القوات الأمريكية الخاصة قتلت خمسة مدنيين من بينهم ثلاث نساء اثنتان منهمن حاملتان. وداخل الكونجرس الأمريكي تتعالي الأصوات بإنهاء الحرب علي أفغانستان حيث تقدم ويسكونسن السيناتور الديمقراطي, والجمهوري والتر جونز عن ولاية كارولينا بمشروع قرار للرئيس الأمريكي باراك أوباما لوضع جدول زمني للانسحاب من أفغانستان, الذي يلقي قبولا واسعا داخل الكونجرس. الضغط علي إدارة أوباما من داخل الكونجرس بالطريقة نفسها سوف يسفر أيضا عن وضع جدول زمني للانسحاب, خاصة أن أغلبية الشعب الأمريكي ضد الحرب وكل أسبوع يضغط آلاف الأمريكيين علي نوابهم والكونجرس من أجل إنهائها.. تحرك الولاياتالمتحدة من جانب واحد لنشر قوات خاصة في قندهار استعدادا لهجوم موسع عليها رغم تحذير الحكومة الأفغانية من شنه دون تنسيق علي المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية من المتوقع أن يزيد من حجم فشل قوات الناتو وزيادة الرفض للحرب داخل الولاياتالمتحدةوأفغانستان.