رغم أنه ميكانيكي ويكسب مبلغا ملائما يضمن له حياة كريمة يوميا, إلا أن الطمع سيطر عليه هو وشقيقاه, حيث أرادوا أن يحصلوا علي مبالغ مالية كبيرة بأقل جهد وأسرع وقت ممكن, حتي يستطيعوا الإنفاق علي نزواتهم النسائية وسهراتهم الحمراء وركوب أحدث السيارات. وفي إحدي السهرات, تعرفوا علي شقيقين تاجري مخدرات لهما نفس ميولهما الإجرامية, وبعد لقاءات متعددة بينهم تعاطوا خلالها جميع أصناف المخدرات, اتفقوا علي تكوين عصابة لسرقة السيارات من المواطنين, تحت تهديد الأسلحة النارية, واختاروا مسرح محافظتي القاهرةوالجيزة لارتكاب جرائمهم. حيث يساومون أصحاب السيارات علي مبالغ مالية مقابل إعادتها لهم, وفي حال عدم التوصل لاتفاق, يقومون بتغيير معالمها, وبيعها بأوراق مزورة مستغلين حالة الانفلات الأمني التي تشهدها أنحاء الجمهورية.. لكنهم سقطوا في نهاية المطاف, في أيدي رجال الشرطة بعد ارتكابهم العديد من جرائم السرقة بالإكراه في شارع البطل احمد عبد العزيز بالدقي, وترويعهم العديد من المواطنين الأبرياء, ليكون مصيرهم الحتمي الزج بهم إلي غياهب السجون. نشأ محمد40 سنة ميكانيكي في منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية, وسط أسرة فقيرة, وقد قام والداه بالعمل ليلا ونهارا, حتي يتمكنا من توفير متطلباته اللازمة لإكمال تعليمه, حيث راودتهما أحلام كثيرة, بأن يخلصهما ابنهما من حياة الفقر التي تتجرع مرارتها وتكتوي بنارها الأسرة. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن; حيث خالط الابن أصدقاء السوء, وبدأ يهرب من المدرسة.. وقد حاولت أسرته تقويم اعوجاجه, لكنه لم يستجب لهم, وكان همه وكل تفكيره جمع المال, حتي يصبح له رصيد هائل في البنك. ترك المدرسة وهو في المرحلة الابتدائية, وعمل في ورش كثيرة, حتي استقر به الحال في ورشة ميكانيكا, وتعلم المهنة وأتقنها وبعد أن أصبح يكسب أموالا كثيرة, اصطحب شقيقيه اللذين يصغرانه معه وهما حسام37 سنة ميكانيكي, و أحمد36 سنة وعلمهما المهنة, ولكن بدلا من تشجيعه لهما علي مساعدة أسرتهم, عرفهما علي هاني37 سنة, وشقيقه رجب22 سنة وهما تاجرا مخدرات, واصطحبهما معه إلي أوكار الليل, حيث أدمنوا جميعا علي السهر مع الراقصات, فباتوا ينفقون كل ما يتحصلون عليه من عملهم علي فتيات الليل, حتي صاروا غير قادرين علي الخروج للعمل. لقد تراكمت عليهم الديون, فنصحهم مسجل خطر صديقهم يدعي رامي بتكوين عصابة لسرقة السيارات. وبالفعل شرعوا مع تاجري المخدرات في نشاطهم الإجرامي, وارتكبوا أكثر من15 جريمة سرقة سيارات ملاكي من الجيزةوالقاهرة, وقاموا بتغيير معالم بعض السيارات المسروقة, مستغلين خبرتهم.. غير أن أمرهم انكشف في نهاية الأمر, وخصوصا بعد استيقافهم صاحب شركة في أثناء سيره بشارع البطل احمد عبد العزيز بالدقي وتهديده بالبنادق الآلية وسرقة سيارته ولاذوا بالفرار. وكان اللواء حسين القاضي مدير أمن الجيزة بالإنابة, قد تلقي إخطارا من اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث, بتعدد البلاغات من المواطنين عن سرقة سياراتهم بالإكراه بمنطقة الدقي, آخرها بلاغ من شريف37 سنة صاحب شركة يفيد بقيام5 أشخاص بسرقة سيارته في أثناء صعوده كوبري أكتوبر من شارع البطل أحمد عبد العزيز وأن المتهمين اتصلوا به وساوموه علي دفع مبلغ30 ألف جنيه لإعادة سيارته إليه, وبالفعل تقابل مع أحد المتهمين ودفع له المبلغ واستلم سيارته وحضر لإبلاغ الشرطة. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواءين طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث ومحمود فاروق مدير مباحث الجيزة, وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب جرائم السرقة6 أشخاص وهم: محمد40 سنة وشقيقاه حسام وأحمد, وصديقهم هاني وشقيقه رجب وصديقهم رامي, وجميعهم يقيمون بمنطقة شبرا الخيمة بالقليوبية, ويرتكبون جرائمهم بمحافظتي القاهرةوالجيزة. تم عمل أكمنة بقيادة العميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال, نجح خلالها المقدم أحمد الوتيدي رئيس مباحث الدقي ومعاوناه النقيبان مصطفي عرفة حمزة, وعمرو مصطفي عبد العال في القبض علي زعيم العصابة محمد وشقيقة حسام, وبمواجهتهما اعترفوا بتكوين عصابة لسرقة السيارات بالاشتراك مع المتهمين الهاربين, وعثر بحوزتهما علي أسلحة نارية ومبلغ مالي. وقد اعترفا بارتكابهما العديد من السرقات وأرشدا عن أماكن تصريف السيارات المسروقة.