يبدو أن الفقر والمعاناة كتبا علي أهالي قرية كردوس التابعة لمركز صدفا بأسيوط في الحياة والموت فعاشوا حرمانا في حياتهم من الخدمات الأساسية والإنسانية سواء في التعليم أو العلاج أو حتي الرزق وباتوا مهددين بالفقر في موتهم لعدم وجود مدافن تؤويهم بعد موتهم خاصة وان نصيب الفرد في الحياة والموت من مساحة الأرض لا يتجاوز9 أمتار فقط لا غير وهو ما لا يصدقه عقل بان الفقر يطارد أهالي قرية كردوس سواء في الحياة أو في الموت. ويقول أحمد عبد الرحيم خليفة من أهالي القرية- إن مشاكل القرية كثيرة ومتعددة ولكن هناك بعض المشكلات التي تؤرق أهالي القرية ومنها مشكلة المياه حيث إن المياه التي يستخدمها الأهالي في القرية غير صالحة تماما للاستهلاك الآدمي حيث بات لها لون بعد اختلاطها بحبيبات سوداء دقيقة للغاية ولها طعم غريب يؤكد الجميع أنه كلور مطهر للمياه أما الكارثة الثالثة فهي تتمتع برائحة كريهة تشبه رائحة مياه الصرف الصحي والدليل علي ذلك الشوائب الكثيرة التي تتبقي في كوب الماء الزجاجي بعد ترك الكوب لفترة طويلة. ويضيف أحمد محمد محمود- من أهالي القرية- أن هناك دراسة جادة أجرتها اللجنة الشعبية بالقرية عن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في القرية كشفت عن أن نصيب الفرد في ملكية الأراضي السكنية والزراعية وحتي المدافن لا يتعدي9 أمتار مربعه وهو ما لم تشهده أي قرية من قبل لتكون بذلك قرية كردوس أفقر ملكية للفرد في قري الصعيد وربما في مصر بأكملها. فيما يوضح أحمد محمد سيد من أهالي القرية قائلا أن من أهم المشاكل التي يعاني منها أهالي القرية هو انتشار القمامة ومخلفات الماشية التي يقوم الأهالي بإخراجها إلي الشوارع تمهيدا لنقلها إلي الحقول في مواسم الزراعة وذلك نظرا لضيق المنازل وهو ما يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض ومع ذلك لا يستطيع أهالي القرية فعل أي شيء حيال هذه المشكلة المستعصية. ويشير محمود أحمد من شباب القرية إلي أن نسبة الفقر وصلت بأهالي وشباب القرية إلي أنها أصبحت من القري الأولي علي محافظات الصعيد في تصدير الأيدي العاملة وبالتحديد في مجال المعمار بأنواعه المختلفة الحدادة, النجارة, التراحيل هذا بالإضافة إلي العمالة الزراعية سواء من الرجال أو الشباب أو حتي الأطفال لذا نطالب الحكومة بوضع القرية علي خريطة التنمية وأعطاء فرصة لأبنائها في التملك في قري الظهير الصحراوي سواء بالجبل الغربي أو الشرقي ليكون متنفسا لشباب القرية المقبلين علي الزواج والذين باتوا لا يجدون الأرض التي يقيمون عليها منزل الزوجية. وتحدث حسين سيد عبد الغني من أهالي القرية قائلا إن جميع شوارع القرية عبارة عن حوار وأزقة لا تستوعب دخول السيارات وخاصة أن هذه المباني مشيدة بالطوب اللبن وعلي الطراز القديم فلا مجال للتنظيم أو التوسع وخاصة أن المساحات محدودة جدا وهو ما يضع القرية علي حافة الكوارث في حال حدوث حوادث أو حرائق أو انهيار منازل مما يصعب من عمليات الإنقاذ.