شق سكون الليل التواشيح والأدعية يلقيها المؤذن قبيل صلاة الفجر بقرية سروهيت بمركز منوف وانتبه الحاج شوقي من منام ه داخل حظيرته وقام يتوضأ من الصنبور القريب واتجه الي العزاء المحببة اليه الصلاة عليه وظل يتركه حتي سمع الاذان ينطلق من المسجد القريب فاتجه اليه وبالرغم من وصوله الي الستين من عمره ولكنه كان يتحرك بقوة وصحة بادية تبعث علي الاندهاش لكل من عرفه فكان موضع الحسد من الجميع, طيب المعشر ينشر حبه لكل جيرانه, ولا يعادي أحدا وعاد الحاج شوقي من صلاته ودب النشاط في أوصاله واتجه يطمئن علي بهائمه بالحظيرة ليقوم بأعمال الفلاحة المعتادة وعلي الفور, انتبه لاختفاء أحد الخراف ممن يحرص علي تسمينه الفترة الأخيرة والتفت يبحث عنه في الأماكن القريبة وهو يفكر في أنه قد يكون شرد بعيدا في أحد الغيطان البعيدة وبحث عنه كثيرا ولكن دون جدوي فاتصل بابنه وأوصاه أن يبحث في الزراعات القريبة وحضر الابن الي أبيه وقد أضناه التعب بدون أدني أثر للخروف, فأرسله الي خاله يستعلم منه عن مكان الخروف وعاد الخال مع ابنه واتجها مع الحاج شوقي الي أحد الجيران المعروف بصداقته لبعض المجرمين المشهورين بسرقاتهم وأنكر من اتجهت اليه الظنون صلته بأي سرقة للبهيمة, وبدأ الخال يفاوض ويحايل المشكوك في أمره ويقايضه بمكافأة مالية نظير عودة المسروق وبعد مناقشات طويلة كان الرد بأنه سيتصرف.. وفي اليوم التالي بمجرد دخول الحاج شوقي الي الحظيرة فوجئ بالخروف أمامه يأكل مع أقرانه, فانتابته حالة من الغيظ والهياج وصاح مستنكرا أن تكون هذه معاملة الجيرة وحسن العشرة ومرت الساعات بحلوها ومرها ونام الحاج شوقي وهو يفكر حائرا كيف سرقت بهيمته في المرة الأولي ثم تعود من دون أي كسر بالباب أو آثار عنف وانتهي الي ضرورة تغيير القفل الخارجي للباب تحسبا لدخول اللصوص منه بعد فتحه بنسخة من مفتاحه قد سرقت منه, وبعد فترة من القلق غفلت عيناه المرهقتان لم يشعر الحاج شوقي ذو البنية القوية المسن كم مر من الساعات ولكنه انتبه علي صوت تحطم زجاج المصباح الخارجي أمام باب حظيرته, فاستجمع شتاته وبدأ يستيقظ بكامل حواسه ليستطلع الأمر وتحرك في الظلام مرتابا وأحس بخيال شخص أو أكثر يدلف في خلسة الي حظيرته لم يكن الحاج شوقي يهاب شيئا إلا الله فصاح في شجاعة محذرا الداخلين الي المكان معتقدا أنهم الصوص يعاودون السرقة, ولكنه كان واهما فقد كان هو المقصود لم يصدق المزارع عينيه أن هناك من يتعمد ازهاق روحه فهو لم يؤذ مخلوقا طوال عمره المديد وسيرته الطيبة خير شاهد عليه ولكن لم يكن هذا وقت الأفكار الطيبة كان الحاج شوقي يحاول إنقاذ روحه ممن أعمي الإجرام قلوبهم, ولكن الحاج شوقي لم يكن أبدا صيدا سهلا فهو عفي الجسد كان يقاوم في استماته محاولة قتله الغريبة. وكان القاتل يعافره في استماتة لإغماد سكينة في صدره للمرة الثانية وقوة الرجل المسن تحول دون التكرار, وأسعف خوف القاتل يديه بطعنة أخري غادرة أودع فيها رعبه وخسته إذا نجا الرجل الكبير وأفشي سره وعرفه الأهل بالمنوفية فأغمد السكين بكل قوته هذه المرة لتودي بحياة المسن شديد المراسي, وقام يجري مرعوبا عامود من النار هوي بين ضلوعه هكذا شعر الحاج شوقي وشعر أن كل الخزي والعار وعدم المروءة تتجسد في شخص الجبان الهارب ذي الطعنات الغادرة. ولكن الحياة مازالت لم تغادر تحامل الرجل الكبير علي نفسه وتحرك خارج المكان وزحف علي يديه وقدميه ودماؤه تتفجر منه بغزارة, وخرج من باب الحظيرة وخرج صوته صائحا لينقذه أي سامع واقترب من الجيران من هز اسماعه صوت الرجل المحتضر فاقترب بعضهم وشاهدوا الرجل في هيئة تجمد الدم في العروق وهو يمسك السكين لينزعها من صدره ولكن المقبض كسر فقط وبقي في يده وظل النصل طاعنا في الصدر الطيب. وسمعه الجميع وهو يقول قتلني اثنان.. ثم صعدت روحه الي بارئها وسط استنكار وشهقات وأسف كل محبيه, كان اللواء أحمد عبدالرحمن مدير أمن المنوفية قد تلقي اخطارا من اللواء جمال شكر مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ من مستشفي منوف بوصول مزارع جثة هامدة ووجود شبهة جنائية في وفاته بالانتقال تبين للواء مجدي سابق عفيفي مساعد المدير للأمن العام وصول شوقي مرسي عاشور67 سنة جثة هامدة عقب إصابته بطعنات غائرة بالصدر. أمر مدير الأمن بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد أشرف الجرواني مفتش المباحث والنقيب محمد حجاج وتوصلت تحرياتهما الي قيام جاره محمد ماهر23 سنة كهربائي الشهير ب السمور بطعن جاره بسكين مطبخ داخل حظيرته لاتهامه بسرقته الماشية, وبتكثيف التحريات تمكن من القبض علي المتهم الذي اعترف بقتله للمجني عليه بعض مواجهة الشرطة له تحرر المحضر رقم3446 جنح مركز منوف لسنة2013 واحيل للنيابة لمباشرة التحقيق. رابط دائم :