انتهى سكان عزبة العسيلى بكرداسة من صلاة الظهر بمسجد العزبة، تحرك اثنان من الفلاحين إلى أرضهما الزراعية للاطمئنان على مواشيهما، وأثناء مرورهما بجوار حظيرة مواشٍ خالية مملوكة لأحدهما، شاهدا جثة ملقاة على الأرض وسط الحظيرة مطعونة بسكين مقبضه بارز من الظهر ونصله اخترق البطن، فاستغاثا بأهالى العزبة الذين تجمعوا حول الجثة لكنهم لم يتعرفوا على هوية صاحبها، تصادف خروج «جمعة سيد عبدالعاطى»، 25 سنة عامل بناء، متأخراً من المسجد ليشاهد تجمع الأهالى حول حظيرة المواشى التى تبعد حوالى 500 متر عن الكتلة السكنية فتوجه إلى هناك مسرعاً لمعرفة ما يحدث وبمجرد مشاهدته الجثة صرخ: «أخويا عبدالعاطى» وأصيب بحالة هستيرية، لكن الأهالى سيطروا عليه ومنعوه من الاقتراب من الجثة وطالبوه بإبلاغ الشرطة. تلقت شرطة النجدة بالجيزة بلاغاً فى الساعة «الواحدة ظهرا» من شقيق القتيل، وبعد التأكد من صحة البلاغ تحرك رجال المباحث بعد 20 دقيقة ووصلوا إلى مكان الجثة وبدأت معاينة مسرح الجريمة. المعاينة أثبتت أن الجثة لشخص يدعى «عبدالعاطى سيد عبدالعاطى» 27 سنة، مقيم بشارع على حسن بمنطقة صفط اللبن، متزوج ولديه طفلان «ولد وبنت»، مسجى على وجهه، بكامل ملابسه، يبرز من ظهره مقبض سكين كبير الحجم، نصله يخرج من البطن، مصاب بطعنتين أسفل الرقبة من الخلف و4 طعنات نافذة بالعمود الفقرى، وجروح قطعية باليدين والصدر، وخدوش «خرابيش» فى الرقبة من الأمام. أضافت المعاينة أن دماء المجنى عليه متناثرة على أرضية الحظيرة وجدرانها المبنية من الطين التى يبلغ ارتفاعها نحو مترين، وبتفتيش ملابس القتيل عثر على متعلقاته كاملة ما عدا هاتفه المحمول. رجال الأدلة الجنائية أخذوا بصمات جميع من دخلوا مسرح الجريمة لمضاهاتها بالبصمات الموجودة على السكين، وتسجيل بياناتهم الشخصية لأخذ عينات من دمائهم، فى حالة إثبات المعمل الجنائى وجود عينة دماء أخرى بمكان الواقعة. خلال الوقت الذى تستغرقه عملية مضاهاة البصمات وتحليل عينات الدماء سيعكف فريق من رجال البحث الجنائى على فحص علاقات المجنى عليه.. وضع رجال المباحث تصوراً مبدئياً للجريمة، يفترض أنها حدثت كالتالى: استدرج المتهم القتيل إلى حظيرة المواشى بحجة التفاوض فى أمر ما بعيداً عن الأهالى، وفور دخوله عاجله القاتل بالطعنات من الخلف، فحاول القتيل الهرب بالتحرك داخل الحظيرة، طارده القاتل وشل حركته، بإحكام قبضته اليسرى على رقبته وظل يطعنه بالسكين حتى سقط على وجهه، ثم طعنه الجانى فى الظهر حتى اخترق السكين جسده وخرج نصله من البطن واستقرت جثته على جانبها الأيمن، وسرق هاتفه المحمول وفر هارباً. أضاف التصور أن القاتل غير محترف، وقوى البنية لتمكنه من السيطرة على القتيل، وتنفيذ الجريمة فى 5 دقائق تقريبا،ً بطعنات قوية حطمت عظامه مما يشير إلى أن الانتقام هو دافع الجريمة. اعتبر رجال المباحث « بصمة الإصبع» الموجودة على السكين هى الشاهد الأول على الجريمة، وهاتف المجنى عليه الشاهد الثانى لكشف ملابسات الجريمة والقبض على القاتل فى وقت قليل. أرجع التصور قيام القاتل بسرقة هاتف الضحية لإيهام رجال البحث أن الجريمة تمت بغرض السرقة.