نعم يا سيادة الرئيس, لم يكن من الممكن أن تبدأ مصر أكبر عملية بناء وتحديث في تاريخها الحديث ما لم تتحرر أرضها وتسترد كرامتها علي أيدي أبطال قواتنا المسلحة الذين قدموا أروع البطولات وارتضوا ضريبة الدم فداء للوطن. استردت مصر كل شبر من تراب الوطن المقدس بعد مفاوضات ضارية استندت في الأساس علي حقيقة باتت معروفة ومعلومة للعدو قبل الصديق وهي أن في مصر جيشا لا حاجة له للقنبلة النووية التي قالوا إنها وحدها التي تهدم خط بارليف فإذا به ينهار تحت أقدام وصيحات رجالنا البواسل في لمح البصر بحسابات زمن الحروب. في ذكري تحرير سيناء ندرك عن يقين ان تلك البطولات هي الرصيد الذي يحمي مصر من المتربصين وما أكثرهم في عصر تسود فيه لغة القوة ولا مكان فيه للضعفاء حتي ولو كان الحق معهم. وندرك أيضا عن يقين أن هناك مخططات شيطانية تستهدف المنطقة التي نعيش فيها سعيا للسيطرة علي ثرواتها واستغلالا لموقعها الفريد وصولا للهيمنة وبسط النفوذ, ولكن التاريخ يسجل دائما أن مصر تظل دائما حائط الصد أمام الغزاة والمعتدين. بخبرة القائد والمقاتل في ميادين الحرب والسلام أكد الرئيس مبارك أمس في خطابه بمناسبة ذكري الانتصارات وفي أول اطلالة له مع الشعب المصري عقب عودته سالما بعد رحلته العلاجية أن مصر وهي تعمل من أجل السلام تدرك أن القوة وحدها هي التي تحمي هذا السلام. وهكذا تبقي قواتنا المسلحة الباسلة المظلة الواقية والدرع الحصين الذي يحمي الأمة ويرد عنها من تسول له أطماعه المساس بالمصالح العليا للوطن وانجازاته فضلا عن حماية كل شبر من ترابه المقدس. وإذا كان التاريخ يسجل أن مصر لم تسع يوما للعدوان أو الهيمنة علي محيطها العربي أو الإفريقي فإنه من الصحيح تماما القول إن مصر وليس غيرها التي تقف بالمرصاد وتتحطم بصلابة مواقفها أحلام اليقظة لقوي الشر والعدوان. muradezzelarab@hotmailcom