الرغبة الجنسية تعمي أبصار أصحابها من ضعاف النفوس, وتضع غشاوة علي بصائرهم.. فيتمادون في إجرامهم حتي لو كان ذلك علي حساب سمعة ومصير امرأة شريفة. فمنذ أيام في منطقة المنيب بمحافظة الجيزة, كانت عقارب الساعة تشير إلي السابعة مساء, عندما خرجت أمل من منزلها وتوقفت في أحد الشوارع تنتظر وسيلة مواصلات تستقلها لتوصيلها إلي السوق لشراء مستلزمات الطعام لتجهيزالعشاء لزوجها وأولادها, بعد عودته من يوم عمل شاق. لم تكن تعلم المسكينة أن ذهابها إلي السوق في ذلك اليوم, سيقلب حياتها رأسا علي عقب, وأنه لن يمر كما اعتادت كل يوم عند الذهاب إلي السوق والعودة منه...فبعد نزولها إلي الشارع وفي أثناء وقوفها ساقها القدر إلي مكان لم يكن في حسبانها. فقد توقف أمامها توك توك بداخله شابان يجلسان في مقدمته, سنهما تقارب عمر ابنتها فاستقلته لتوصيلها إلي السوق, ولكن في الطريق توقف قائد التوك توك بحجة تفريغ بنزين من جركن بلاستيك بحوزته, وعند ذلك فوجئت بأحدهما يجلس بجوارها ويضع مطواة في جانبها, ويهددها بأنها إذا تحدثت سيجعل المطواة تخترق جسدها. لم تستوعب أمل ما يحدث لها من هول المفاجأة التي ألجمت لسانها. وعند ذلك اضطرب قلبها, وارتعشت فرائصها, وشعرت بالخطر. وفي خلال دقائق عدة مرت عليها كالدهر, كان التوك توك يسير بسرعة جنونية ليتوقف في منطقة زراعية بعيدا عن العمران تسمي ال7 شجرات بأبوالنمرس, وهناك جردها السائق وصديقه من ملابسها بالقوة, فانفجرت في البكاء والتوسلات غير أنهما لم يرحماها, وظلت تصرخ بأعلي صوتها ولكن لم يجد صراخها آذانا صاغية. وعندما قاومتهما بكل ما أوتيت من قوة, تعديا عليها بالضرب وكمما فمها, وقيداها وتناوبا اغتصابها بكل وحشية حتي الساعات الأولي من صباح اليوم التالي, واستوليا علي هاتفها ومبلغ مالي, وعند ذلك تركاها في حالة إعياء شديدة ولاذا بالفرار. استجمعت المجني عليها قواها وتمكنت من السير حتي الطريق الرئيسي وكانت ممزقة الثياب, وعادت منهكة إلي منزل والدتها بمنطقة دارالسلام بالقاهرة, في الوقت الذي كان فيه زوجها وأولادها في انتظارها ويبحثون عنها في كل مكان. وأخبرت والدتها وأشقاءها بما حدث, فاتصلوا بزوجها وأخبروه بما حدث لها ليصطحبها إلي قسم شرطة الجيزة, ويحرر محضرا بالواقعة. وكان اللواء حسين القاضي حكمدار الجيزة قد تلقي إخطارا من اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث, بورود بلاغ من علاء43 سنة نقاش من محافظة بني سويف ومقيم المنيب, يفيد بقيام شخصين باختطاف زوجته واغتصابها تحت تهديد الأسلحة البيضاء. وأدلت الضحية بأوصاف المتهمين أمام اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث, وتبين من تحريات اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة أن مرتكبي الواقعة هما: رمضان22 سنة, ونجاتي18 سنة. أعد العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع الغرب أكمنة, نجح خلالها المقدم حسام أنور رئيس مباحث قسم الجيزة ومعاونه الرائد محمد الجيار في القبض علي المتهمين وبعرضهما علي المجني عليها تعرفت عليهما. تم تحرير محضر بالواقعة, وقرر حاتم فضل رئيس نيابة الجيزة حبس المتهمين أربعة أيام احتياطيا علي ذمة التحقيقات, التي أشرف عليها المستشار أحمد البحراوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة, وجدد قاضي المعارضات مدة الحبس45 يوما, تمهيدا لإحالتهما إلي محكمة الجنايات.