ما يحدث في محاكمة رموز النظام السابق في العديد من قضايا الفساد أمر عجيب فهي تسير بسيناريوهات محددة أهم معالمها البراءة أو نقض الحكم ثم الإفراج بضمان محل الإقامة, ناهيك عن أنهم يحاكمون في قشور الفساد وكأننا ثرنا علي هؤلاء من أجل هدايا الأهرام أو لوحات المرو أو قليل من الأراضي وبضع فيللات. ولم أجد ما أقوله بشأن الحكم الذي أصدرته محكمة النقض بنقض حكم الجنايات بحبس زكريا عزمي الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية7 سنوات بعد أن قبلت طعنه شكلا, وفي الموضوع, وإعادة محاكمته والمثير للدهشة ما ذكره جميل سعيد المحامي بأن زكريا عزمي قضي22 شهرا حتي أمس الأول شهرا في الحبس الاحتياطي, وأنه لم يحقق معه, إلا في الكسب غير المشروع, وليس في أي موضوع آخر. وهذا السيناريو تكرر في الآونة الأخيرة مع بعض رموز النظام السابق مثل فتحي سرور وصفوت الشريف وقبلهما الرئيس المخلوع ونجلاه ووزير داخليته وباقي رموز هذا النظام سواء المحبوسون علي ذمة قضايا وجدت تكييفا قانونيا يصب في صالح المتهم ويؤثر علي تحقيق العدالة. ورغم أنني لست خبيرا في القانون إلا أن بعض رجال القانون رددوا أن هذا السيناريو الذي يضرب أهداف الثورة في مقتل جاء نتيجة طبيعية لتكييف قانوني خاطئ وفساد في الاستدلال وطرح الأدلة بحيث تصبح عملية قيد الجريمة ووصفها بشكل خاطئ ويتسبب في عدم انطباق الاتهام علي الجريمة وأجمعوا علي أن ذلك جاء نتيجة عملية نصب باسم القانون كان أبطالها النائب العام السابق والذين معه بتخطيط من أشخاص مجهولي الهوية وكأن دولة القانون كانت في يد الطرف الثالث. وأؤمن بأن القانون فوق الجميع وأننا كمواطنين وكذلك جميع القوي السياسية مطالبون باحترام قرارات جميع المحاكم المصرية سواء التي صدرت بإعادة المحاكمة أو التي ستصدر منها لإيماننا بأن القضاء المصري لا يقضي إلا بالحق ولكني أتمني أن تكون إعادة المحاكمات بمثابة تقص جديد للحقائق ينسف أي خلل في تطبيق القانون. ويقيني أن الشارع المصري لن يصمت في وجه أي تلاعب في آماله وطموحاته في عودة حقوقه ممن سلبوها وسرقوها واغتصبوها تحت ستار30 عاما من الفساد والإفساد والديكتاتورية, وأنه سوف يتصدي وبقوة لمن يحاولون خداعه الآن باسم التصالح مع رموز النظام السابق من رجال الأعمال والمستثمرين الهاربين بتعديلات قانونية خاصة بهم وبرعاية مؤسسات يحتكر صكوكها مستثمرون من الإخوان. أما الخطر الحقيقي فليس في التصالح ولا في أوكازيونات العدالة ولكن فيما يتردد عن الهرولة الإخوانية والسلفية وراء فلول الوطني وبقاياه للترشح مع الجماعة في الانتخابات القادمة, وهذا ربما يكشف الوجه الحقيقي لمن يتاجرون بالدين في سوق السياسة, ربما! [email protected]