قرية أبو سلطان أحد توابع مركز ومدينة فايد تحتل مركز الصدارة في إنتاج المانجو بالإسماعيلية حيث يفضل أهلها زراعة هذا المنتج الذي يحقق لهم أرباحا مادية لابأس بها بعد طرحه في الأسواق المحلية داخل محافظات مصر وفي الدول العربية والأوروبية ومن أهم أصنافه العويس والزبدة والسكري والكيت والكونت والناعومي والهايدي والجولوك وفجري كلان. في البداية يقول الدكتور محمد مطرب رئيس مجلس إدارة شركة الإسماعيلية لأسواق الجملة إن75% من أراضي قرية أبو سلطان مزروعة بحدائق المانجو وهي تحتل المرتبة الأولي في إنتاج هذا المحصول منذ سنوات بعيدة داخل المحافظة وحتي الآن لوجود امتيازات تنفرد بها منها عامل الطقس والتربة الرملية ومن أهم أصناف المانجو التي يبدأ تداولها في الأسواق خلال النصف الأخير من شهر يوليو وحتي أول سبتمبر العويس ومتوسط حجمه250 جراما للحبة الواحدة ولونه أصفر وقشرته ناعمة سميكة والبذرة صغيرة وهي خالية من الألياف وسعر بيعها في موسم الحصاد يتراوح مابين8 و15 جنيها للكيلو الواحد وهناك نوع الكنت وشتلته مستوردة من فلوريدا وجنوب أفريقيا وأشجاره دائما متوسطة النمر وثماره مستديرة مطولة ولون القشرة أصفر برتقالي بخد أحمر ومتوسط نسبة السكريات بها من15 إلي17% وتصلح للعصائر ويتم تصديرها للخارج للأسواق العربية والأوروبية بجانب أصناف الناعومي والهايدي. ويضيف بسام زهران مزارع أن الشباب في قرية أبو سلطان ينتظر بفارغ الصبر موسم حصاد المانجو للعمل به ويحصل الواحد منهم علي يومية لاتقل عن70 جنيها ودورهم ينحصر في قطف الثمار ووضعها داخل الأقفاص تمهيدا لنقلها للأسواق المحلية أو تصديرها للخارج وإنتاج المانجو في العامين الأخيرين واجه صعوبات بسبب سوء برودة الطقس وهطول الأمطار الذي يؤدي لتدمير الأزهار وإصابة الثمار بالبياض الدقيقي وهناك كثير من المزارعين تعرضوا لأزمات مالية واضطر البعض منهم للاقتراض لتدبير أمورهم المعيشية ونأمل أن نعوض خيرا في الموسم القادم والمطلوب من المسئولين عن القطاع الزراعي عمل حملات منظمة للمزارعين لتبصيرهم كيفية التصدي للمخاطر التي تؤثر سلبا علي إنتاجية الفدان لثمار المانجو مع توفير السماد اللازم لهم الذي يحصلون عليه من السوق السوداء ويكلفهم ذلك مبالغ مالية كبيرة. ويشير محمد مبارك مهندس زراعي إلي أن المانجو الإسماعيلاوي الفاخر موجود في قرية أبو سلطان التي تكثر بها الحدائق عن مثيلاتها في أنحاء المحافظة وإن كانت منطقة شرق قناة السويس قد بدأت في منافستها حيث يفضل صغار وكبار المزارعين زراعة الأرض بأشجار المانجو ومن ضمن الأصناف التي تشتهر بها القرية الزبدة وشكل ثمرتها بيضاوي عريض مضغوط قليلا كبيرة الحجم متوسط وزنها600 جرام خضراء اللون في بعض المناطق وقشرتها سميكة ناعمة حلوة الطعم ونسبة السكر بها12% وهي مطلوبة في الأسواق المحلية وبالتحديد في محافظات القاهرة والإسكندرية ويستخدمها أصحاب محلات المرطبات في تقديم مشروبها من العصير للزبائن الذين يقبلون عليها ومعها السكري ومن المشاكل التي يعاني منها المزارعون انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار الغزيرة تؤدي دائما لانخفاض حجم ثمرة المانجو وعدم نموها بالشكل الكامل بجانب نقص مياه الري وغلاء الأسمدة. ويوضح محمد سيد الجبلاوي تاجر أن المانجو ترتبط بالحياة الاجتماعية لأهالي الإسماعيلية بشكل عام ومزارعيها وموزعيها علي وجه الخصوص لأنها تحدد ملامح حياتهم المعيشية خلال موسم جني الثمار وعادة مايكون في منتصف شهر يوليو حيث يشارك الكبار والصغار في جني المحصول وتعبئته ونطرحه من خلال مزايدات في سوق الجملة تجري في أوقات مبكرة من الصباح وتشهد قدوم أعداد كبيرة من التجار من مختلف المحافظات للحصول علي احتياجاتهم من المانجو التي يفضل المزارعون وضعها داخل أقفاص بلاستيكية وأخري خشبية وكراتين بأوزان مختلفة أما تصديرها للخارج يحتاج لعناية فائقة وهناك دول تحتاج أصنافا محددة سواء بالسعودية أو الامارات والكويت وفرنسا وإيطاليا تتمثل في الكيت وهي ثمار كبيرة الحجم يتراوح وزنها من400 إلي500 جرام لونها أخضر غامق يميل خدها للقرمزي ولحمها متماسك ونسبة المواد الصلبة الذائبة16% وبلاشك هناك أزمة نواجهها في العامين الأخيرين تتمثل في ظهور عصابات المانجو التي تقوم بالسطو علي السيارات المحملة بالثمار قبل نقلها للمحافظات وأخري تسرق الثمار من علي الأشجار وهذا يؤثر علي التاجر وأصحاب الحدائق علي حد سواء والمطلوب توافر التواجد الأمني لحمايتنا من الخارجين عن القانون. ويؤكد تامر أيوب صاحب حديقة مانجو- أن قرية أبو سلطان تأتي دائما في المقدمة لإنتاج هذا المحصول الذي تشتهر به الإسماعيلية وهناك مناطق أخري مثل المسبخ ونمرة3 وشرق قناة السويس يوجد بها حدائق كثيفة للمانجو وهناك شتلات مستوردة من الهند وسيلان لأصناف الهندي بسنارة وقلب الثور والجولوك وأرومانس ولانجرا وفجري كلان وعويس ومبروكة وسيلان1 و48 وأخري مستوردة من فلوريدا مثل الكاري والكوشمان والدوت وإدوارد وفلوريجون وجيلين وجولدن لاينز وكيت وهادن وباكمير وأصناف محلية وأهمها الزبدة والتيمور والمسك والكوبانية والدبشة وصديق والملك وصباع الست ونحن نعيش علي محصول المانجو لأنه يحدد مناسباتنا الاجتماعية خصوصا في حفلات الزواج وشراء العقارات وغيرها من السلع التي تحتاج للمال الوفير لكن لابد من الوقوف عند قضية هامة تتمثل في قيام بعض المزارعين باستخدام أنواع الأدوية المهربة من إسرائيل التي ترش ثمار المانجو بعد قطفها خضراء وتتحول خلال يوم واحد للون الأصفر حتي يتم طرحها بالأسواق لتحقيق مكاسب مادية وهؤلاء فئة معدومة الضمير لابد للمسئولين عن القطاع الزراعي محاربتهم لأنهم يدمرون الصحة العامة للمواطنين الذين يتعرضون للإصابة بالفشل الكلوي والأمراض السرطانية.