طالب علماء النفس والاجتماع صانع القرار بأن يدرك ان تلبية هذه المطالب والعمل علي تحقيقها بشكل فعلي هو الضمانة الحقيقية لحدوث الاستقرار واستكمال بناء الدولة المصرية من جديد. في البداية يؤكد الدكتور عبدالحميد زيد وكيل نقابة الاجتماعيين وأستاذ علم الاجتماع ان خروج المصريين في تظاهرات واحتجاجات هو حق من حقوق الشعب مادام سلميا فهو امر صحي في المجتمع وحل جيد في يد الناس لإثبات أن الشارع قادر علي التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه ما لم يتم تلبية الاحتياجات او تأخيرها موضحا انه علي الرغم من ان التغيرات في الشخصية يمر ببطء الا ان ما حدث للمصريين خلال السنتين الماضيتين خاصة بعد إسقاط النظام السابق وفرض إرادة الثوار علي الدولة وكسر ذلك لحاجز الخوف من الحاكم او الخنوع له من اهم السمات التي حدث فيها تغيير ادي الي تكرار الخروج في تظاهرات واحتجاجات علي فترات مد وجزر بين الجماهير والسلطة. ويطالب الدكتور عبدالحميد زيد بالحرص علي استمرار سلمية جميع التحركات المجتمعية خاصة في ظل القلق المجتمعي الحالي بهذا الشأن مؤكدا انه علي السلطة الحاكمة تأمين ذلك وعدم منعها او تقييدها او الحجر عليها وانما الاستجابة لها بخطوات عملية يشعر بها الناس وتؤثر علي حياتهم. وتحذر الدكتورة سامية خضر استاذة علم الاجتماع جامعة عين شمس من الشعور الذي يجتاح المجتمع حاليا بالخطورة الداهمة في ظل افتقاد الأمن وتدهور الأحوال الاقتصادية والذي ادي الي زيادة الاكتئاب والتوهان بين المصريين وقلل من امتلاك البصيرة بخصوص المستقبل بما يهدد بمزيد من الغضب الشعبي المصاحب للعنف خاصة مع تكرار الخروج في تظاهرات احتجاجية للمطالبة بحقوق واحتياجات أساسية بسيطة وضرورية لحياتهم. وتطالب الدكتورة سامية خضر السلطة الحاكمة بمراعاة الوعي والحكمة في التعامل مع الجماهير الغاضبة حاليا للحفاظ علي الدم المصري وعدم اراقة المزيد منه وتفهم ان موجات الانتفاضات لن تتوقف مهما كانت المواجهات والتحديات مادامت الاهداف التي تمت المطالبة بها لم تتحقق وان تحقيق مطالب الناس واحتياجاتهم وحده هو ما يضمن السلامة والاستقرار. ويعلق الدكتور جمال ابوشنب استاذ الاجتماع السياسي بجامعة الاسكندرية قائلا: المجتمع المصري ينتابه القلق والخوف مما سيحدث بما يعني ضرورة قراءة الوضع بشكل جيد حتي يمكن التعامل مع الأزمة الحالية بحكمة تعبر بمصر لمستقبل طالب به المصريون منذ يناير2011 فالأحداث خلال العامين الماضيين تشير بوضوح الي ان السلطة دائما ما كان تقديرها ورد فعلها ليس علي مستوي الحدث سواء بالنسبة للنظام السابق او المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية او حتي السلطة الحالية مما يؤكد عدم القدرة علي قراءة الشارع وحركته ويتسبب في استمرار الاحتقان وعدم الاستقرار وتكرار موجات الغضب وهو ما يمكن ان يؤدي الي نتائج لا يرضاها اي مصري غيور علي بلده وحريص علي سلامتها خاصة في ظل الانقسامات الحالية بين المواطنين والقوي السياسية وما يستتبعه من مخاوف لدي الكثيرين. ويضيف أبوشنب علي السلطة الحالية في ظل رئيس جمهورية منتخب بارادة الناس تغيير طريقة التعامل مع الناس والتصرف بحكمة لامتصاص الغضب الشعبي عن طريق ادراك ان التحدي الحقيقي بعد الثورات هو حدوث الاستقرار واكمال بناء الدولة مما يستلزم اصدار قرارات ترتبط بتلبية احتياجات الجماهير مؤكدا ان الشعب المصري محب للحياة ومتفائل ويحب قياداته وقليلا ما يثور مما يعني ان تكرار الاحتجاجات والتظاهرات يعني ان الشعب يري ان بلاده تسير عكس الاتجاه الذي يريده وان الاحتقان والصدامات ستستمر حتي تلبية احتياجات الناس واولها الامن الذي لا يشعر به المصريين حاليا. تحقيق: فاطمة العربي