وضع الخبراء السياسيون ورؤساء الأحزاب خارطة طريق للوصول للاستقرار في ظل هذه الأحداث والمطالبات بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, ففي ظل حالة التخبط السياسي والحالة الضبابية المسيطرة علي عقول المواطنين بسبب الدعوة المقدمة من اعضاء جبهة الانقاذ الوطني وبعض السياسيين لخوض الانتخابات قبيل انتهاء المدة الفعلية لرئيس الجمهورية جاءت ردود الفعل متباينة... في البداية رفض مجدي كركر أمين عام حزب العمل, الدعوات المنادية بالتبكير بإجراء انتخابات متهما من يسعي لتنفيذها بالتآمر علي استقرار مصر, وقال ان البلد لن تستمر بهذه الدوامة وسوف تسقط اذا استمر الصراع علي الكرسي. ويقول ان نفقات إعادة العملية الانتخابية والدعاية تقدر بالمليارات وتؤدي إلي خسائر اقتصادية لا حصر لها قائلا: ان التكاليف للاعلان والدعاية وخوض الانتخاب من الأفضل ضخها بالميزانية وإنقاذ الاحتياطي النقدي. فيما يري مرجان مصطفي محمد سالم الجوهري قائد التيار السلفي الجهادي, ضرورة إعطاء الفرصة للرئيس والقيادات والمسئولين وانتظار استكمال مدته كاملة وبعدها تقيم الفترة بأسس شاملة ومعرفة ما ينبغي فعله, وطالب الرئيس بضرورة اتخاذ إجراءات فورية وفتح حوار مجتمعي موسع مع القوي الثورية والتصدي للمفسدين والمخربين والعناصر المأجورة لافساد الحياة السياسية. وقال الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة إنه لا يوجد قواعد محددة لتبكير الانتخابات الرئاسية لان مصر نظامها رئاسي بالرغم من أنه يجمع بعض صفات النظام البرلماني في حالة مشاركة رئيس الجمهورية اختياره لرئيس الوزراء مع البرلمان والموافقة عليه ولكنه لا يصنف في النهاية كنظام برلماني رئاسي مختلط ولكنه يعد نظاما رئاسيا. ويري علوي أن انتخابات رئاسية مبكرة ليس وقتها فالتوجه الحقيقي يجب أن يكون لحل المعضلة السياسية التي توجد علي أرض الواقع فهناك ثلاث قوي سياسية في مصر الآن قوي للتيار الحاكم وقوي سياسية تنتمي للمعارضة وقيادتها معروفة علي الساحة المصرية وقوي ثورية شبابية غير ممثلة في النظام وهذه هي المشكلة ولن يتم الوصول إلي الاستقرار قبل استيعاب هذا النوع الثالث سواء في الاجهزة البرلمانية او الحكومية. ويؤكد الدكتور عثمان محمد عثمان أستاذ العلوم السياسية أنه من الصعب إجراء انتخابات مبكرة لأن الشارع سيلقي فوضي عارمة بإجراء تلك الانتخابات, و كذلك تأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية بسبب الخلاف السياسي والانفلات الامني والمحافظات التي تشهد حالة الطوارئ. ويري اللواء عبد المنعم طلبة خبير استراتيجي أن ما يحدث الآن هو تعرض الدولة لخطر شديد سواء داخليا أو خارجيا وأنه الوضع الطبيعي بعد إجراء الاستفتاء علي الدستور اجراء انتخابات رئاسية ولكن الدستور سمح للرئيس بأن يستكمل مدته الرئاسية كاملة. ويقول يسري العزباوي خبير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية. بالأهرام إن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خطورة شديدة في ظل الوضع الحالي وحالة الاحتقان وغليان الشارع المصري وعدم استقرار الأمن بما يفرز برلمانا لاينتمي كل الانتماء الي الشارع وسيسيطر اتجاه واحد عليه او تيار واحد والمطلوب وبشكل آني هو استقلال السلطة والنظام واتخاذ مجموعة من القرارات التي تصب في مصلحة الشارع وإعادة تشكيل الوزارة برئاسة رئيس الجمهورية والعمل علي إبطال سياسة التخوين والتصريحات التي تطلق من حين لآخر لعودة الثقة مرة آخري.