عندما أرسل الله سيدنا موسي إلي فرعون كانت النصيحة الإلهية الأولي له ولأخيه هارون.. فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي صدق الله العظيم اذا نري الحكمة الألهية في التعامل مع حاكم طاغية اقنع المصريين بأنه لابد أن يقولا له كلاما لينا. من بين هذا الكلام اللين قول موسي لفرعون إنك فرقت أهل مصر شيعا. أردت بهذه المقدمة أن أحاول تفسير بعض ما يحدث علي الساحة السياسية. الرئيس مرسي ليس مثل فرعون فهو رجل مسلم متدين ومع ذلك نري ونسمع كل يوم عن جماعات وحركات غريبة كان آخرها جماعة البلاك بلوك ولايعنيني مسمي هذه الجماعة ولكن أهدافها. رأي أعضاء هذه الجماعة أنهم في أثناء وجودهم في كثير من المظاهرات يتعرضون للاعتداء فرأوا أن يكونوا هذه الجماعة للدفاع عن ضعفاء المتظاهرين. والسؤال الآن من الذي دفع هؤلاء لهذه السلوكيات الشاذة التي تدمر أمن المجتمع وتحوله شيعا؟ بالطبع لانعلم لماذا ؟ ويقول لنا علماء الاجتماع السياسي إن ظهور مثل هذه الحركات مؤشر خطير علي بدء التفكك السياسي والاجتماعي لأي مجتمع وهذا ما لانتمناه لمصرنا الغالية قد رأيت علامة من علامات هذا التفكك وأزعجتني كثيرا عندما أصدر المستشار طلعت ابرهيم النائب العام قرارا بضبط واحضار جميع مرتدي الأقنعة السوداء فذهب عدد منهم وتظاهروا أمام مكتبه في تحد سافر لهيبة دولة القانون. إن حصار هذه الحركات سيكون دمارا محدقا علي مصر ووحدتها فلابد ان يتصدي كل مصري غيور علي وحدة هذا البلد الذي لم يتفرق أهله شيعا منذ أن وحده الملك مينا مؤسس الأسرة الأولي قبل2500 سنة من ميلاد السيد المسيح. إن كانت جميع النخب والقوي السياسية قد خذلتنا جميعا بمواقفها المهترئة المتغيرة دوما. فلقد رأينا جميعا حزبا سياسيا اسلاميا يقول علي جبهة الانقاذ المعارضة إنهم علمانيون ويرفض تماما الجلوس معهم علي مائدة الحوار وفجأة نري زعيم نفس الحزب يلتقي مع عضو بارز في جبهة الانقاذ ويتحدثا الي الشعب المصري بمفردات خطاب مختلف تماما بما يوحي في النهاية لنا أنهم سمن علي العسل ووجهاتهم واحدة من اجل مصر. أصبحت لا أصدق أن هناك فصيلا أو حزبا سياسيا يعمل لصالح مصر.. الجميع يعمل لصالح ذواتهم وعلت الأنا لديهم وحدث كل منهم شيطانه بأنه هو الزعيم الأوحد أو المنقذ أو الملهم المؤيد من الله. وأقول لهذه القوي والنخب السياسية التي دخلت منذ عامين في صراع الديكة: ضعوا خلافاتكم الإيديولوجية جانبا... مصر في خطر حقيقي وتحتاج إلي وحدتكم واتفاقكم علي كلمة سواء وإلا فالسواد سيلف الجميع ولن يستثني أحدا. [email protected] رابط دائم :