القت حالة الانقسام التي تشهدها الساحة السياسية حاليا بظلالها الكئيبة علي رجل الشارع المصري الذي وجد نفسه محصورا بين مطرقة نظام مرتبك متخبط وسندان معارضة تبحث عن مصالحها حتي وإن جاءت علي جثة الوطن. انقسمت آراء الشارع حول ما حدث من اشتباكات وتجاوزات وأعمال عنف وتخريب أمام قصر الاتحادية ومشاهد حرق وسحل من جانب المتظاهرين وبعض المندسين داخلهم ومن جانب رجال الشرطة وطريقة تعاملهم مع الأحداث.. حيث جاءت آراء البعض مؤيدة لضرورة تعامل الشرطة بكل قوة وحسم مع مثيري الشغب والمخربين وإن اختلفوا حول مشهد السحل الذي تعرض له أحد المتظاهرين علي يد بعض رجال الشرطة.. فيما طلب آخرون بضرورة استبعاد الحل الأمني تماما في التعامل مع المظاهرات.. بينما أعرب فريق ثالث عن تخوفه من إعادة إنتاج نظام مبارك من خلال التعامل العنيف للشرطة مع المتظاهرين. ومثلما انقسمت الآراء حول طريقة تعامل الشرطة مع الأحداث اختلف الجميع حول أداء مؤسسة الرئاسة خلال الأزمة التي تعيشها مصر حاليا. في البداية قال نجيب الرفاعي بالمعاش ومن أبطال حرب أكتوبر: في حكمة بتقول الحر لا يضر وما يحدث بمحيط ميدان التحرير أو أمام قصر الاتحادية لايمت للحرية بصلة, ويضيف أن التعامل مع المتظاهرين بالجيش والشرطة هو أمر خاطئ لأنه لابد أن تحدث استفزازات يستغلها البعض في إثارة الشغب.. وإن كنت أري والكلام لنجيب رفاعي أن الشرطة تعاملت بأقصي درجات ضبط النفس باستثناء الحادث الفردي الذي قام به بعض أفرادها من سحل مواطن أمام الاتحادية..وطالب رفاعي جميع القوي الثورية لإيقاف التظاهرات لمدة أسبوعين حتي يتبين المخربون ويمكن للشرطة التعامل معهم. وحمل رفاعي جبهة ما سماها ب تقسيم الوطن المسئولية عن الأحداث مع مؤسسة الرئاسة التي تأخرت في التعامل بجدية مع الأحداث. فيما رفض رمضان محمد عبد الحميد 23 سنة نقاش ما اسماه ب حياد الشرطة في مثل هذه الأحداث مشيرا إلي أن ما يقوم به مثيرو الشغب أمام الاتحادية تخريب متعمد لمنشآت الدولة وتعد علي الشرعية. وطالب رمضان مؤسسة الرئاسة بعقد مصالح وطنية مع جميع القوي السياسية ومصارحة الشعب بالحقائق والاستعانة بذوي الخبرة في إدارة شئون الدولة.. لافتا إلي أن الدولة لن تقوم بجماعة الإخوان المسلمين وحدها. بينما فتحت ابتسام فؤاد حاصلة علي ليسانس آداب فرنساوي( منتقبة) النار علي العناصر التي حاولت اقتحام قصر الاتحادية واتهمتهم ب خيانة الأمانة وقالت إن الشرطة لابد وأن تتعامل بقوة أكبر للسيطرة علي البلد قبل أن يسقط في فوضي عارمة لا يحمد عقباها واتهمت ابتسام بعض المرشحين السابقين وجبهة ما أسمته ب الخراب وبعض وسائل الإعلام بالتسبب في تلك الأحداث..وأيدت الجهود التي يبذلها الرئيس لاحتواء الموقف ودعوته للحوار الوطني. وبانفعال شديد حمل حمدي إسماعيل بالمعاش مؤسسة الرئاسة مسئولية الأحداث وقال إن الرئيس محمد مرسي تخلي عن وعوده التي قطعها علي نفسه إبان توليه المسئولية وبات لا يتعامل بصراحة مع الشعب ويعتمد فقط علي أعضاء جماعته يقصد الإخوان المسلمين وقال: لابد أن يعمل الرئيس لمصلحة الوطن وليس لمصلحة جماعته والتيار الذي ينتمي إليه, وأضاف أن أفعال الرئيس وقراراته هي التي اطلقت شرارة الأحداث. وقالت آمال الألفي-37 سنة- مدخلة بيانات بالمطار إنه لابد من أن نفرق بين المتظاهرين السلميين الذي يجب أن تتعامل معهم الشرطة بأسلوب حضاري وتؤمنهم طبقا للقانون وبين العناصر المخربة التي حاولت اقتحام قصر الاتحادية وتقوم بأعمال عنف. وأشارت إلي أن تعامل الشرطة مع الأحداث لم يخرج عن النطاق القانوني باستثناء حالة سحل مواطن الذي اعتبرته أمرا مرفوضا شكلا وموضوعا. الأسلوب الذي تعاملت به الداخلية مع أحداث الاتحادية كان أكثر من سيئ, ومشهد السحل خير دليل علي ذلك, بهذه الكلمات عبر مينا ممدوح راتب إخصائي علاج طبيعي بمستشفي جامعة6 أكتوبر عن غضبه تجاه ما حدث أمام قصر الاتحادية وقال: يجب علي الشرطة أن تتعامل بآدمية حتي مع المخطئ لأنه في الآخر مصري.. وأشار مينا إلي أن مشهد سحل مواطن مصري في الشارع يذكرنا بما كان يحدث أيام مبارك.