واصل المحور السياسي والاقتصادي طغيانه علي فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين المقامة حاليا بأرض المعارض , وهذا يظهر من خلال عناوين النقاشات الرئيسية والمناظرات المقامة به, خصوصا وأن المحور الرئيسي هذا العام جاء بعنوان حوار لاصدام, ويري المثقفون أن توسيع النقاش حتي يشمل ما هو اقتصادي وسياسي واجتماعي يبرز المعني الحقيقي للثقافة. حيث قال الكاتب مكاوي سعيد إنه من الطبيعي أن يلقي الوضع السياسي والاقتصادي بظلاله علي معرض الكتاب هذا العام, للظرف الذي يمر به البلد ولمرور الذكري الثانية لثورة25 يناير, لذلك فالنقاش الأغلب سيتسم ب الطابع السياسي حتي ولو كان له علاقة بالأدب والإبداع لكنه سيتماس مع الثورة وسيتفاعل معها مشيرا إلي رصده بعض السلبيات أهمها الإقبال الضعيف من الجمهور وهذا طبيعي لأن البعض متخوف من المشاركة والجميع في انتظار مرور الذكري الثانية للثورة, كما ان هناك عددا من المشاركين في الندوات لم يحضروا جلساتهم وهذه طبيعة كل عام, كما أنه لايوجد دليل يوجه الجمهور إلي الخيم والمكتبات فهناك سوء في التنظيم, لكن الشيء الإيجابي والأهم هذه النقاشات الموسعة التي تتيح للجماهير العريضة وهي غير مثقفة أو مفكرة أن تفهم الوضع حولها وتشارك فيه ويستطيع أن يناقش من هم مع السلطة أو المعارضين وهذا الحراك سنستفاد منه جميعا, وليس الأهم في المعرض الشق الإبداعي لأن المبدع له منافذ اخري يلتقي فيها جمهوره من خلال حفلات التوقيع أو الندوات التي تقام علي مدار العام, كما يجب أن نهتم بالمشاركات العربية بجانب المشاركات المصرية. وأوضح الناقد د. مدحت الجيار أن معرض هذا العام أقيم في ظروف صعبة جدا منها التوتر العام الموجود في مصر في كل الأطراف ومنها التحسب من أشياء تعطل المعرض نفسه, والمشكل الحقيقي الموجود في مصر الآن هو مشكل مزدوج وهو مشكل اقتصادي وسياسي لذلك كان المعرض دعوة للحوار وجاء المحور الرئيسي بعنوان حوار لا صدام, فتأثرت الانشطة بشكل عام بهذا العنوان وهذا ليس معناه انه لايوجد حراك ابداعي فهناك مخيم للشعر ومخيم للشخصيات العامة والمقهي الثقافي, ويعني هذا ان من وضع البرنامج حاول ان يجعله متوازنا حتي لايقال انه جامل احدا علي حساب أخر, ونحن نتحسب ان يتعطل المعرض عطلة طويلة ونرجو ان يمر المعرض بسلام. كما أقيم عدد من الندوات الثقافية والفنية والتي لم تختلف عن بعضها في اعتذار المشاركين والمتحدثين في مقابل حضور واضح من الجمهور ورفض المشاركون في المناظرة السابعة دور الإعلام وتأثيره في تطور المجتمع المصري ان يتم وضع الإعلام في قفص الاتهام بشكل دائم لدوره المهم في حياة أي شعب والقائم علي كشف الحقيقة والتنوير. * وقال الإعلامي حازم غراب رئيس قناة مصر25 أن الاعلامي اذا أراد أن يتحول إلي سياسي فليتحول لكن عندما يكون دوره إعلاميا يجب ان يتخلي عن موقفه السياسي ويكون محايدا, مشيرا إلي أن دور الإعلام في المجتمع هو البناء رغم ان البعض يستخدمه في الهدم من خلال التعتيم السياسي والذي استخدمه الأمريكان من قبل ضد الأخر الأيديولوجي بشكل درامي, لكن المشكلة أننا امة غير ديمقراطية, ودور الإعلام أن يدافع عن الوحدة الوطنية والامن القومي للمجتمع. * وأضاف الإعلامي حافظ الميرازي لابد ان نتفق علي ان تكون هناك معايير مهنية للعمل الإعلامي, ويفترض أن اطرح مع الضيف ما يمكن ان يسأله رجل الشارع, أما بالنسبة لقناعاتي الشخصية فمن الممكن الإعلان عنها كمواطن لكن يجب ان احترم الضيف أيا كان خلافي معه بجانب الإختلاف بيني وبين الزملاء, ويجب ان تكون مبنية علي الإحترام فهناك فرق بين لغة الشارع ولغة الإعلام وهنا جهاد النفس, والإعلامي يجب ان ينحاز في الحفاظ في مهنيته.