كنت أتمني من الرئيس محمد مرسي وهو يوجه كلمته مساء الأحد إلي المصريين أن يعلن بصراحة ووضوح أبعاد المؤامرة علي أمن مصر وعلي أمن شعبها, كنت أتمني أن يعلنها بصراحة ووضوح وأن يحدد أسماء من خططوا ودبروا لنشر الخراب والدمار وإسالة دماء المصريين في ذكري ثورتهم المجيدة. لا يمكن أبدا السكوت عما يحدث في مصر منذ أن جاء مرسي إلي الحكم, وما حدث من قبل عندما أصبح لتيار الإسلام السياسي صوت عالي في الشارع المصري, من يومها كان الهدف واضحا ومعلوما وهو إفشال التجربة الإسلامية بأي وسيلة وطريقة حتي ولو كانت تدمير مصر وهدمها علي رءوس الجميع. هذا ما جاءت من أجله وما راحت تعمل له وتسعي إليه جاهدة جبهة إنقاذ مصر, فهي جبهة شيطانية شريرة, ترتدي قياداتها مسوح الرهبان وهم الشر بعينه, لم تعد تهمهم مصر في شيء, كل ما يهمهم هو إقصاء جماعة الإخوان المسلمين من المشهد بأي ثمن, وفي مقدمتهم الرئيس مرسي, الذي حاولت جميع القوي اسقاطه ولكنه فاز بإرادة من بقي من شرفاء الوطن. وعندما فشلوا في ذلك كانت الخطة وضع العراقيل وحفر الحفر في طريقه, حتي لا يحقق شيئا, وحتي يدفعوا الناس دفعا للمطالبة بإسقاطه, لأنه لم يحقق للمصريين ما ثاروا من أجله, وكادت خطتهم تنجح في ظل ضبابية المشهد السياسي, وفي ظل مؤامرات قوي الثورة المضادة المستمرة. راهنت جبهة خراب مصر علي صبر الشعب وعلي قوة تحمله, وراحت تصب النار في الزيت من خلال أجهزة الإعلام العميلة التي ينتشر فيها تلاميذ آل سبأ وخلفاء عبد الله بن أبي بن سلول من إعلاميي الإفك, وراح زعماء الجبهة يتاجرون بأحلام الشباب, وبآلام الناس, حتي حانت الذكري الثانية للثورة التي بدلا من أن يحتفلوا بها, ويطالبوا بسلمية باستكمال تحقيق أهدافها, ويمدوا يدهم لمن تولوا مسئولية البلاد ويحاسبوهم محاسبة الشريك ويؤكدوا أحقية الشعب في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية, وضرورة العمل علي رفع المعاناة عن الناس, وحل قضاياهم ومشكلاتهم الأساسية, راحوا يعدون العدة لطعن الوطن في القلب, وعلي تدمير أي مكتسبات تحققت علي طريق البناء الطويل, ودربوا الشباب علي مهاجمة المصالح وحرق الأقسام والمنشآت العامة, ونهب المحال والمدارس والجامعات, وكونوا منهم مليشيات كراهية وحقد ضد بلدهم وضد المصريين جميعا, فرأينا البلاك بلوك وغيرها من تكوينات الحرق والدمار, التي راحت تحرق الأقسام في السويس وبورسعيد والاسماعيلية والقاهرة والإسكندرية والجيزة وفي سائر محافظات مصر. كان التخطيط محكما والمال وفيرا إلي الدرجة التي تحولت فيها الاحتفالات إلي معارك بين الشباب الذي أراد له قادة جبهة أشرار مصر أن يقود حطب الغدر, وأن يكون وقود معارك الدمار والتدمير الممنهج. وبكل خسة راح رجال جبهة تدمير مصر يحاولون الوقعية بين أبناء محافظات القناة وبين سائر إخوانهم في القاهرة والمحافظات الأخري, مستغلين التوقيت الخاطيء وغير المبرر لإعلان الحكم في قضية مذبحة بورسعيد, مشعلين نيران الفتنة, ومنفذين أبعاد مؤامرتهم الشيطانية في إشعال نيران الغضب ضد الحكومة مستغلين ثورة الغضب في نفوس أبناء بورسعيد الشرفاء, فراحوا بأموالهم يجندون البلطجية لقتل المتظاهرين الغاضبين ورجال الشرطة, لزيادة حدة الخلاف وتصعيد الأمور. ومع انني مع ما قاله الرئيس في خطابه من أن الحوار بين أبناء الشعب المصري لا بديل عنه, وهو السبيل الوحيد للعبور بمصر إلي الاستقرار والأمان, إلا انني لا أتوقع خيرا من وراء الحوار مع أولئك الذين تآمروا علي بلادهم, والذين كانوا سببا في مقتل أكثر من30 مصريا, والرقم قابل للتزايد, فهم لايريدون دستورا ولا توافقا, ولا غيره من تلك الأمور التي يرفعونها وهم يرتدون قميص الثورة, فكل ما يريدونه حقا هو السيطرة علي الحكم والسلطة حتي ولو كان ذلك علي حساب الوطن, وفوق جثث المصريين. ولذلك توقعت من الرئيس أن يخرج إلي الناس ويكشف لهم أبعاد المؤامرة والمشاركين فيها من قيادات الداخل ورجال الخارج حتي يعلم المصريون حقيقة تلك الجماعات التي تهيج الناس, وتقود الشباب إلي قبورهم, ليس لشيء سوي لتحقيق أهداف قوي الثورة المضادة التي لا تريد لمصر أبدا أن تعود إلي ريادتها. [email protected] رابط دائم :