جنيف وكالات الأنباء: قاطعت اسرائيل أمس جلسة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة كان من المقرر أن تدقق في سجلها وهو ما يمثل سابقة أثارت قلق نشطاء حقوق الانسان وكثير من الدول الغربية. ولاحظ رئيس المجلس السفير البولندي ريميجيوش هنشل غياب الوفد الاسرائيلي وأمر بتعليق الاجتماع لفترة وجيزة لتحديد الخطوة التالية. ووصف غياب الوفد بأنه مشكلة مهمة وموقف لم يسبق له مثيل مما ادي الي تعليقات من اعضاء المجلس البالغ عددهم47 بالاضافة الي الدول التي تحمل صفة مراقب. وكانت اسرائيل التي تتوقع التعرض للانتقاد بسبب طريقة تعاملها مع الاراضي الفلسطينية والتي تقول ان هدفها الحفاظ علي الامن قد علقت العلاقات مع المجلس في مايو الماضي بسبب ما تصفه بانحيازه ضدها. وكان مقررا أن يدقق المجلس في سجل اسرائيل في اطار عملية المراجعة الدورية العالمية التي يراجع المجلس بموجبها سجلات جميع الدول الاعضاء في الاممالمتحدة. وجرت آخر مراجعة لسجل اسرائيل في ديسمبر2008 بحصور وفدها. وقال بيتر سبلينتر ممثل منظمة العفو الدولية لدي الاممالمتحدة في جنيف في مدونة أمس لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المتمردة بين193 دولة فغيابها المتعمد من شأنه أن يخرب مبدأ العالمية. وقالت سفيرة حقوق الانسان الامريكية ايلين تشيمبرلين دوناهو للصحفيين الاسبوع الماضي: شجعنا اسرائيل علي ان تأتي الي المراجعة الدورية العالمية لتدافع عن نفسها وتعرض الوضع من وجهة نظرها فيما يخص حقوق الانسان. نحن نعتقد انها فرصة جيدة للقيام بذلك. جاء ذلك في الوقت الذي أكدت فيه السفيرة وفاء بسيم مندوبة مصر الدائمة لدي الأممالمتحدةبجنيف أن مجلس حقوق الإنسان أصبح اليوم علي المحك وعليه أن يحمي مصداقيته وهو يواجه حالة عدم تعاون وعدم امتثال لآلية المراجعة الدورية الشاملة من قبل إسرائيل الدولة العضو كامل العضوية في الأممالمتحدة وبرغم أن كل دول العالم تمر بتلك الآلية دونما استثناء. جاء ذلك في كلمتها أمام الجلسة التي ناقش فيها مجلس حقوق الإنسان تداعيات غياب اسرائيل ورفضها الامتثال لآلية المراجعة الدورية الشاملة لتقريرها عن حالة حقوق الإنسان في إسرائيل. وقالت إن مجلس حقوق الإنسان عليه في هذا اليوم التاريخي أن يواجه لحظة الحقيقة وأن يختار بين حماية المبادئ وأسس العمل التي قام عليها خاصة عولمة حقوق الإنسان والموضوعية وعدم الانتقائية وتنفيذ الدول لالتزاماتها أمامه وإما أن يسمح المجلس بجره إلي مرحلة من التسييس والاستقطاب والانتقائية لأعماله وبما سيؤدي إلي فشله كما فشلت من قبل لجنة حقوق الانسان بالأممالمتحدة. ودعت السفيرة وفاء بسيم مجلس حقوق الإنسان إلي تحمل مسئولياته وعدم السماح بإيجاد ثغرة وسابقة تفتح الباب أمام مزيد من حالات عدم التعاون ليس فقط مع آلية المراجعة الدورية الشاملة ولكن مع كل الآليات الدولية لمجلس حقوق الإنسان. رابط دائم :