تصاعدت مشاعر الغضب والحزن ببورسعيد أمس عقب تشييع الدفعة الثانية لضحايا أعمال العنف(9 مواطنين) ممن سقطوا ضحية الإطلاق العشوائي للرصاص الحي أثناء تشييع جنازة أمس الأول التي ضمت30 بورسعيديا.. وبالإجماع أعلن مواطنو المدينة تحديهم قراري الطوارئ وحظر التجوال وإصرارهم علي خرق الحظر المفروض رسميا من التاسعة مساء وحتي السادسة صباحا, ودعت بعض الرموز السياسية والتجارية المواطنين لمسيرة من أمام مسجد مريم في تمام الثامنة من مساء أمس لتحدي الحظر ورفض قرار الطوارئ, علي غرار ما حدث في ساعات تطبيق الحظر الأولي في منتصف ليلة أمس, حيث تدفق الآلاف للشوارع وميدان الشهداء للتعبير عن غضبهم والهتاف ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. وبعيدا عن الموقف الشعبي والسياسي بالمدينة استعدت المنطقة المحيطة بقسم شرطة العرب بعض الهدوء في ساعة متأخرة من مساء أمس بعد يومين من المواجهات الدامية بين مجموعات من الملثمين والمجهولين وقوة القسم التي أسفرت عن سقوط3 قتلي وعشرات المصابين, كما ساد الهدوء الحذر محيط سجن بورسعيد المستهدف من جانب ألتراس المصري الغاضبين وأقسام شرطة الشرق والمناخ والضواحي وبورفؤاد. وشهدت المدينة لليوم الثالث علي التوالي غياب جميع المظاهر الحياتية اليومية للمواطنين خاصة مع إغلاق منطقة الاستثمار والمنطقة الصناعية جنوبالمدينة وشركات ومنشآت هيئة قناة السويس والتوكيلات الملاحية وديوان عام المحافظة والأحياء ومديريات الخدمات المختلفة, علاوة علي إغلاق مكاتب البريد والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي. من جانبه أكد د. مصطفي كامل محافظ بورسعيد السابق أن قرار فرض حظر التجوال ببورسعيد لم يأخذ في الاعتبار طبيعة مواطني المدينة واقتصادياتها المرتكزة علي الأعمال المينائية التي لا تتوقف شحنا وتفريغا علي مدار ساعات الليل والنهار. وقال إن مواطني المدينة وشبابها مطالبون بالالتزام بالهدوء والابتعاد عن كل ما من شأنه الإضرار بممتلكات الأفراد والمنشآت العامة بالمدينة. غلاء مفاجئ!! وفي أول أيام حالة الطوارئ شهدت أسواق المدينة إقبالا هائلا للمواطنين الساعين لشراء احتياجاتهم الغذائية من سلع أساسية وخضراوات وفاكهة طازجة الذين أصيبوا بصدمة مفاجئة نظرا لنقص المعروض من السلع الغذائية لامتناع الموردين بالمحافظات المجاورة عن الوفاء بالتزاماتهم نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة بالمدينة ورفض شركات النقل دخول بورسعيد, وهو ما انعكس بالسلب علي أسعار المعروض من الخضار والفاكهة, حيث بيعت بأسعار مضاعفة وغير مسبوقة بالشهور الأخيرة, وأغلقت معظم المحلات بالأسواق أبوابها. عودة اللجان الشعبية!! ولمواجهة حالة الغياب الأمني عن المدينة انتظم شباب بورسعيد في معظم الأحياء ومدينة بورفؤاد في تشكيلات اللجان الشعبية لتأمين المناطق السكنية والتصدي لعصابات النهب المنظم التي روعت المواطنين عقب تفجر أحداث العنف. جولة ميدانية!! كان اللواء أركان حرب أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني قد تفقد مدينة بورسعيد أمس, حيث اطلع علي تطورات الأوضاع ميدانيا في محيط سجن بورسعيد المؤمن بتشكيل كامل من آليات وضباط وجنود الجيش إلي جانب قوة التأمين التابعة للشرطة, ومحيط مباني ومنشآت هيئة قناة السويس لمتابعة إجراءات تأمين المجري الملاحي للقناة, وكذلك المواقع الحيوية الأخري خاصة مباني المصالح الحكومية( ديوان عام المحافظة) ومديرية الأمن ومحطات شركة الكهرباء, وهيئة ومشروعات الاستثمار والمنطقة الصناعية, ومنطقة البنوك وشركات التأمين بشارع الجمهورية, وكشف اللواء أحمد وصفي عن تسيير بعض سيارات الجيش في أحياء بورسعيد لمطالبة مواطني المدينة الشرفاء بالالتزام بحظر التجوال وضبط الأعصاب. سرقة الجامعة!! تعرضت بعض المباني الحكومية لحالات سرقة علي مدار اليومين الماضيين, حيث أعلن د. عماد عبدالجليل رئيس جامعة بورسعيد سرقة أجهزة ومحتويات كليتي الآداب والتربية الأساسية الواقعتين بمحور محمد علي وبالقرب من سجن بورسعيد, حيث تفجرت أعمال العنف السبت الماضي. وأضاف أن المسروقات عبارة عن أجهزة كمبيوتر ومعدات مختلفة, مشيرا إلي تعليماته لعمال وموظفي الكليتين بعدم التعامل أمنيا حفاظا علي أرواحهم خاصة مع تسلح اللصوص بالأسلحة الآلية. رابط دائم :