الكتابات المشتركة بين المبدعين في أعمال أدبية واحدة فكرة ليست جديدة, لكنها انقطعت عن الظهور منذ فترة طويلة لتعود مرة اخري من جديد كعملية تنشيط لواقع الثقافي, ومن تلك الأعمال التي ظهرت اخيرا المجموعة القصصية دويتو للكاتب هشام الخشن والكاتبة رشا سمير. قال هشام الخشن للأهرام المسائي اختارنا اسم دويتو للعمل لأنه يحمل فكرة الثنائي رغم أنها كلمة دخيلة علي لغتنا والعمل مكتوب باللغة العربية, وفكرة الدويتوهات قديمة وجاءت من الموسيقي أولا فكانت الألحان العالمية تستخدم في ضمنها دويتو عزف بين آلتين فقط, ومن بعدها انتقلت للرياضة حتي وصلت للتمثيل والسينما والتي تبلورت معها فكرة الدويتو, وظهرت تلك الفكرة عندنا في السينما المصرية بين صلاح ذو الفقار وشادية, وبين إسماعيل ياسين وزينات صدقي وغيرهما وأضاف هشام أنه بدون شك أن انتقال فكرة الدويتو للعمل الأدبي به نوع من الإثراء للعمل الأدبي وللموضوع بطريقة كبيرة, وقامت فكرة العمل بيني وبين د. رشا علي أن نكتب مجموعة قصصية مشتركة بحيث اني أكتب قصة وترد عليها هي بقصة والعكس وفي المنتصف ظهرت أفكار لقصص كتبناها بشكل مشترك منها قصص أكملها أو قصص تضع لها هي بداية جديدة. وهذا دور الدويتو, حيث يفجر كمية طاقات ابداعية غير عادية, لكن لا استطيع أن أقول انها كتابة تفاعلية, فأتذكر أحد الأعمال التفاعلية التي كتبت في الخارج وكانت رواية كتبها17 كاتبا كل واحد كتب فصلا وسلمه للاخر فكانت الرواية منفصلة, لكن أنا ورشا كنا نفاجيء بعض بالكتابة. ومن جانبه قال الشاعر عبد المنعم رمضان صاحب كتاب متاهة الإسكافي وهو كتاب مشترك مع الفنانة التشكيلية اللبنانية نجاح طاهر ظهرت في فترة الستينيات هذه الفكرة والكتابة الثنائية ففي مجلة شعر اللبنانية كتب انسي الحاج ونادية تويني قصيدة مشتركة, كما كتب انسي الحاج وشوقي أبو شقرة أيضا قصيدة مشتركة, وكتب محمود درويش وسميح القاسم نصا شعريا مشتركا, وفي مرحلة تالية كتبت رواية مشتركة بين جبرة ابراهيم جبرة وعبد الرحمن منيب, وفي مصر في الستينيات أيضا كتبت مجموعة مشتركة لثلاثة قصاصين منهم أحمد هاشم الشريف, وأحمد الشيخ, فالظاهرة قديمة ولها تاريخ طويل, لكن اختفت منذ التسعينيات غير انها الان ظاهرة تعاود الظهور, وليست تنشأ لأول مرة, وكنا نعتقد أن يلجأ لها الكتاب الشبان لكن هناك كتابا كبارا قاموا بتلك الكتابة ولم يحتكرها سن معين, والغريب أن هذه الاعمال المشتركة لم تلفت الانظار في تلك الفترة, لكن أعمالهم المفردة انتبهنا إليها, وكانت الأعمال المشتركة تعبيرا عن صداقة كانت أو شراكة في الرواية والموقف السياسي والاجتماعي, واتمني اننا نصادف عملا يكتب بطريقة الدويتويلفت الأنظار لها.