تحد من آمال تعافي الاقتصاد لاعزاء للاقتصاد المصري فكلما حاول الخروج من عنق الزجاجة والبدءفي التعافي تتوالي عليه الضربات التي تعيده للخلف عشرات الخطوات وجاءت أخرها الأحداث التي شهدتها الذكري الثانية للثورة من اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط وسط البلد وميدان التحرير وتصاعد الأحداث بالميادين المختلفة في المحافظات. وتخوف المستثمرون من نتائج هذه الأحداث علي المناخ الاستثماري في مصر والذي ينذر باستمرار حالة الاحتقان الداخلي وغياب الاستقرار الأمر الذي يؤدي لهروب الاستثمارات وانكماش الانتاج والتصنيع. والحال نفسه سيطر علي الأسواق التجارية خاصة محلات وسط البلد التي أكد أصحابها ترقبهم لنتائج الأحداث مبديين استياءهم من جراء الأحداث التي شهدتها سوق التوفيقية أمس وأدت لتعطيل أنشطتهم التجارية. وجاءت الأحداث والاشتباكات التي وقعت أمس لتعصف بآمال سوق الملابس الجاهزة في الانتعاش بعد بدء الأوكازيون الشتوي وهو الأمر الذي أدي لتخوف العاملين فيها من استمرار الأحداث ودفع العديد منهم لاستمرار غلق محالهم التجارية لليوم. اشتباكات الذكري الثانية تدق ناقوس الخطر مع تصاعد الأحداث بميادين المحافظة المختلفة بصورة مخيفة في ذكري الثورة الثانية, أجمع مستثمرون أن أحداث الشغب والاشتباكات التي شهدتها الذكري ستلقي بظلالها السلبية علي الحركة الاستثمارية, مما يسفر عن مزيد من الانكماشات الإنتاجية والصناعية, في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلي كل دقيقة إنتاج. وأكد أسامة حفيلة, رئيس جمعية مستثمري دمياطالجديدة, أن ما تشهده مختلف الميادين من اشتباكات دامية يعمق الأزمة الاستثمارية بصورة فجة, الأمر الذي يزيد من مخاوف أصحاب رءوس الأموال وسط عدم تحرك المسئولين واكتفائهم بدور المتفرج. وقال إن الفترة الماضية كان يتردد فيها أن هناك ضخا لاستثمارات جديدة, لكن بعد أحداث أمس الصورة ستشهد تغييرا, فالجميع سيراجع نفسه, سواء كان مستثمرا مصريا أو أجنبيا قبل اتخاذ أي خطوة. وأضاف أن الوضع الحالي يدفعنا إلي نفق مظلم ودمار شامل لما تبقي من اقتصاد بعد معاناة سنتين, لافتا إلي أنه آن الأوان للوقوف متحدين لمواجهة مرحلة الخطر التي لن تفرق بين غني وفقر, إنما ستعصفنا أجمعين. وطالب المسئولون بضرورة التخلي عن التصريحات الوردية والوهمية, ليعلم الشعب المصري مدي خطورة الموقف, ويشعر بالمسئولية الكاملة لما يفعله حتي يعرف إلي أين نحن ذاهبون. محمد المرشدي, رئيس جمعية مستثمري العبور, أوضح أن أحداث أمس ستؤدي إلي مزيد من انكماش الاستثمارات, مما ينعكس علي القطاعين الإنتاجي والصناعي سلبا, الذي لم يعد في مقدرته التحمل كما كان. وأكد أن الوضع الداخلي مقلق علي مستوي رءوس الأموال المحلية أو العالمية, فالأموال بطبيعتها جبانة تهرب من المخاطر, لافتا إلي أن النهضة الاقتصادية مرهونة بالاستقرار السياسي والأمني وفي الشارع المصري. وأشار إلي أن الوضع الاستثماري الحالي لا يحتمل أي فوضي, لأن هذا سيؤدي إلي قتله نهائيا, في الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد إلي سواعد أبنائه ليعود إلي طبيعته في أقرب وقت. أحمد المهدي