واصلت الطائرات الحربية الفرنسية أمس قصف المواقع التابعة للمتمردين الإسلاميين في مالي, مما اضطر المتشددين إلي التنازل عن المزيد من الأراضي أمام تقدم القوات الفرنسية وقوات مالي. وقال أحد سكان بلدة أنسونجو, وهي بلدة تقع بالقرب من حدود النيجر, إن الضربات الجوية اضطرت المقاتلين الإسلاميين الي التخلي عن بعض المواقع الرئيسية. وشهدت مدينة تمبكتو, القديمة التي تقع إلي الغرب, غارات جوية تسببت في إعاقة الإدارة الإسلامية في المنطقة. وقال ضابط من مالي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: مادامت الجماعات المسلحة مازالت موجودة في هذه المناطق, ستستمر الغارات الجوية عندما نكتشف قاعدة( للمتمردين), نفجرها. وقال أحد سكان المدينة إن قوات الاسلاميين لا تزال موجودة بالمدينة رغم الغارات الجوية. وقصفت القوات الفرنسية هذا الأسبوع قاعدة للمتمردين في المنطقة, والتي كانت عبارة عن قصر بناه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أطيح به من السلطة في عام.2011 وكان القذافي يستثمر في دول غرب أفريقيا, ومالي علي وجه الخصوص, في اطار مساعيه لاكتساب نفوذ إقليمي. وأضاف الرجل: يأتي المتمردون من الصحراء ويذهبون اليها طوال الوقت من الصحراء.. ولكنهم مازالوا هنا. وأدي تقهقر المتشددين من مدينة ديابلي وسط مالي في عودة السكان إليها مجددا, بعدما كان المتمردون سيطروا عليها لفترة وجيزة عقب بدء القوات الفرنسية عمليات القصف الجوي. ومن جانبه, خرج المجلس الإسلامي الأعلي في مالي عن صمته منذ بدء عملية التدخل الفرنسي العسكري في مالي, وأعرب عن دعمه الكامل لها. وقال الإمام محمود ديكو رئيس المجلس هو أكبر منظمة إسلامية في هذا البلد-حسبما ذكر راديو( فرنسا الدولي) أمس- إن فرنسا أسرعت لإنقاذ شعب منكوب والذي أهملته جميع الدول المسلمة. وتأتي هذه التصريحات ردا علي ارتفاع أصوات بعض الصحفيين والدعاة في بعض وسائل الإعلام في دول عربية إسلامية بينها تونس ومصر وموريتانيا, التي تفيد بأن التدخل العسكري الفرنسي يعد عدوانا ضد المسلمين. في الوقت نفسه, ذكرت تقارير صحفية جزائرية أن اليابان قررت إغلاق سفارتها في مالي مؤقتا مرجعة ذلك إلي تدهور الوضع الأمني هناك. رابط دائم :