هل تجعل فرنسا من مالي ليبيا جديدة هكذا قالت صحيفة الجارديان البريطانية أمس مشيرة إلي ان الغزو الفرنسي لمالي قد يخلق منها ليبيا جديدة مليئة بالنزاعات والميليشيات المسلحة التي تشعل فتيل الحرب الأهلية. وأضافت ان فرنسا تدخلت عسكريا في مالي لكنها لم تكن تتخيل انها ستتعامل مع قوي قادرة علي إلحاق الكثير من الخسائر بها, فلقد اتخذت فرنسا من مالي مرتعا لها ولقواتها وجنودها بل وجعلت الجزائر في وجه المدفع, فالجهل الفرنسي بالعقلية الجهادية اضر بالجزائر ايضا التي عاشت خلال الأيام الماضية صراعا شرسا مع حركة الموقعون بالدماء الجهادية التي اعتقلت اكثر من100 رهينة اجنبي يعملون بمنشأة عين أمناس للغاز ردا علي فتح الجزائر أجواءها للطائرات الفرنسية, والتي انتهت بعملية عسكرية للجيش الجزائري اثارت الكثير من الانتقادات للجزائر نظرا لانها وضعت مسألة القضاء علي الجهاديين صوب عينيها وليس تحرير الرهائن ولم تهتم بجمع اي معلومات استخبارية حول المسلحين الذين تخوض الحرب ضدهم. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ان فرنسا اخطأت خطأ جسيما, حينما عاشت في معزل عن المجتمعات الإسلامية وعن افكارها وهو ما وصفته بغير المقبول, متسائلة هل ستنجح فرنسا في مهمتها دون دراسة ما يدور في عقل من تحاربه؟. وارجعت الصحيفة التدخل الفرنسي في مالي إلي أهداف استعمارية لكنه بذرائع مختلفة هذه المرة, فلم تجد فرنسا سببا أفضل من القضاء علي الجماعات المسلحة في مالي لتأخذه كذريعة للتدخل من أجل السيطرة علي حقول البترول والغاز, والسؤال هنا هل ستتمكن فرنسا من أداء مهمتها بنجاح وهي لاتعلم ما في جعبة الإسلاميين لها. والجميع يدرك خلفيات التدخل الفرنسي في مالي والذي لايمكن اختزاله في مواجهة المسلحين فقط, بل لمطامعها الاقتصادية, ففرنسا كقوة استعمارية كبري لن تتنازل عن بسط نفوذها في افريقيا مستعمرتها القديمة خاصة بعد الانتشار الصيني والإيراني والروسي فيها, وهذا هو الدافع الوحيد الذي جعل فرنسا تهرول غير مبالية بقرارات مجلس الأمن, للتدخل في مالي ولعب دور شرطي افريقيا. واشارت الصحيفة إلي ان المقارنة باتت واضحة فالتدخل الفرنسي في ليبيا لم يختلف كثيرا عن مالي وهو ما ينذر برؤي مستقبلية سوداوية في هذا البلد الذي تقدر مساحته بضعف مساحة فرنسا ويمهد الطريق ايضا الي خلق ليبيا جديدة تكون ملاذا للكتائب وارض خصبة للميليشيات.