لم تكد تمر سوي أشهر قليلة علي التحاقها بإحدي الجامعات الخاصة, حتي كشفت آلاء عن إدمانها المواد المخدرة, وباتت معروفة لجميع أقرانها من طلبة السنة الأولي في كلية الإعلام بإحدي الجامعات الخاصة بأكتوبر. لقد أصبحت الطالبة الجامعية ابنة الثمانية عشر ربيعا, تعاني من شرود الذهن, وعدم التركيز, وهو ماظهر جليا خلال حضورها للمحاضرات, وقد دفع ذلك زميلاتها للتساؤل عن الحالة التي تمر بها, بعد أن تغيرت ملامح وجهها وتغيرت طباعها, وتحولت من طالبة نشيطة إلي كسولة, لا هم لها سوي النوم داخل المحاضرات. وبعدما كانت هي تشيع المرح والنشاط, وتنال إعجاب كل من يعرفها, باتت كئيبة, مكفهرة, لاتعرف الابتسامة.. وبمرور الأيام تزداد سوءا, حتي اكتشف زملاؤها بالكلية أنها مدمنة مخدرات.نشأت هذه الفتاة في إحدي قري الوجه البحري, وانتقلت إلي محافظة الجيزة وهي في الخامسة من عمرها, لتتولي خالتها تربيتها بعد وفاة والدتها, حيث اعتبرتها أغلي من ابنتها التي لم تلدها, وكرست كل جهدها لها, وأصبحت تنفق عليها ببذخ. قدمت الخالة أوراق آلاء في إحدي مدارس اللغات بمنطقة الدقي, حتي باتت متفوقة في دراستها, وعندما وصلت إلي المرحلة الجامعية ذللت أمامها خالتها كل عقبات الحياة. ولكن يبدو أن معاملة خالتها الناعمة لها, كانت كلمة السر في انحرافها. حيث كانت تغدق عليها بالمال الكثير, الذي لفت انتباه نهي إحدي صديقاتها مدمنة المخدرات في الكلية, والتي اقتربت من آلاء, وتعرفت عليها.. ومع مرور الأيام توطدت علاقتهما وأصبحت آلاء تتقابل معها يوميا, بحكم أنها زميلتها, وقد استطاعت نهي التأثير عليها وإقناعها بجميع تصرفاتها غير المنضبطة. وبالفعل بدأت تصطحبها معها في السهرات في صالات الديسكو, وشجعتها علي التعرف علي عدد من الشباب, ومن هنا باتت تقضي معظم وقتها في الرقص معهم حتي الصباح. وفي أحد الأيام كانت آلاء مرهقة من كثرة السهر, ومع اقتراب موعد الامتحانات وكثرة المحاضرات وضغط المذاكرة, قدمت لها صديقتها قرصا مخدرا علي أنه منشط ومقو للذاكرة حتي اعتادت تعاطي هذه الأقراص. وبعد مرور عدة أيام, طلبت آلاء من صديقتها الجرعة اليومية, ولكن الأخيرة أخبرتها علي طريقة محترفي الإجرام- بأن الأقراص نفدت منها, ودعتها إلي الذهاب معها إلي شقة أحد الشباب, الذي هومفتون بجمالها ومأخوذ بمفاتن جسدها, لتحصل منه علي هذه الأقراص. رفضت في بادئ الأمر, إلا أنها وأمام رغبتها في تناول الجرعة اليومية وإلحاح صديقتها, ذهبت معها.. وبعد أن دخلتا شقة الشاب أخبرهما بعدم حيازته أقراصا, وقدم لهما- عوضا عن ذلك- تذكرتي هيروين, تراجعت آلاء, ولكن بعدما شاهدت نهي تتقدم, تشجعت وفعلت مثلها, ولم تشعر بنفسها إلا وهي في أحضان الشاب ينهل من جمالها ويعبث بكرامتها. صارت آلاء مدمنة تفعل أي شيء حتي تحصل علي جرعة المخدرات. ومع مرورالوقت, حصل الشاب علي ما يريده منها, فتوقف عن إعطائها ما تحتاجه من مواد مخدرة. ولأنها سقطت في مستنقع الإدمان, راحت تطلب من خالتها مبالغ مالية كبيرة لشراء المخدرات في الوقت الذي عجزت فيه الخالة عن تلبية طلبها. وأمام احتياجها لتناول المخدرات, هداها شيطانها للتخلص من خالتها والاستيلاء علي مصوغاتها الذهبية والاستحواذ علي أموالها, ولتحقيق هدفها الشيطاني, استعانت بابنة خالتها وزوجها لمرورهما بضائقة مالية, حيث وافقا علي الفكرة وكانت العقبة امامهم الخادمة, فجلست آلاء معها وأقنعتها بالاشتراك معهم في الجريمة, مقابل تقسيم المسروقات بينهم فوافقت علي الفور, ومن دون تفكير. وفي يوم الجريمة حضرالمتهم محمد31 سنة سائق تاكسي متنكرا في زي امرأة منتقبة وفتحت له الخادمة باب الشقة, وعندما شاهد المجني عليها ضربها ب فازة علي رأسها ليسقطها علي الأرض, وفي أثناء مقاومتها أسرعت آلاء إلي المطبخ, وأحضرت برطمان الشطة ووضعتها في عين وفم وأنف خالتها حتي تكتم أنفاسها, وماهي إلا دقائق معدودة, حتي كانت المجني عليها سلمت روحها إلي بارئها, من دون أي ذنب اقترفته. وكان اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة قد تلقي إخطارا من اللواء كمال الدالي مديرالإدارة العامة للمباحث, بورود بلاغ من آلاء18 سنة, باكتشافها مقتل خالتها داخل شقتها بشارع مصدق بالدقي, وذلك بعد عودتها من الكلية إثر إصابتها بجروح بالوجه والرأس, وسرقة بعض مصوغاتها الذهبية. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث, وتبين من الفحص والمعاينة عدم وجود بعثرة حقيقية بملابس المبلغة, كما تبين أن الجثة في حالة تيبس, ما يتعارض مع توقيت مغادرة المبلغة الشقة. وكشفت تحريات اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة والعميد عرفة حمزة رئيس مباحث قطاع الشمال, أن المبلغة مدمنة مخدرات, وبمواجهتها وتضييق الخناق عليها, اعترفت بارتكابها الجريمة بالاشتراك مع وسام27 سنة ابنة خالتها وزجها قرني31 سنة سائق تاكسي وخادمة المجني عليها(14 سنة). وفي أثناء ذلك, حضر شريف توفيق رئيس نيابة الدقي للمعاينة, واستمع إلي اعتراف المبلغة والخادمة بارتكابهما الجريمة, وأمر بضبط واحضار المتهمين الهاربين, وتم التنسيق مع مصلحة الأمن العام ومديرية أمن القاهرة وتوجهت قوة أمنية بقيادة المقدم أحمد الوتيدي رئيس مباحث الدقي ومعاونيه النقيبين كريم الفيشاوي ومحمد مجدي, وتم بالفعل ضبطهما بمنطقة المقطم. وقد اعترفا بارتكابهما الجريمة بالاشتراك مع المتهمتين لمرورهما بضائقة مالية, وأرشدا عن المسروقات التي باعاها بمبلغ3850 جنيها تقسم علي جميع الجناة بالتساوي. تم تحرير محضر, وقررت النيابة حبسهم احتياطيا علي ذمة التحقيقات, التي تجري بإشراف المستشار محمد زكري المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة, جددها قاضي المعارضات15 يوما علي ذمة القضية, تمهيدا لإحالتهم إلي محكمة الجنايات.