جاء رفض مجمع البحوث الإسلامية لمشروع الصكوك الاسلامية ليفتح مجال الجدل علي مصراعيه حول هذا المشروع بل يزيد من مخاطره ما لم تراع ضوابط تطبيقه وقواعد تنفيذه بما يحافظ علي سيادة البلاد وبما يقطع الطريق ويسد الثغرات امام أي محاولات للسيطرة علي مشروعات استراتيجية مصرية قد يهدد المساس بها أمن واستقلال البلاد واستقرارها, ورغم تحفظي علي إلصاق كلمة اسلامية للصكوك بغية إلباسها ثوب الاسلام رغم ان فكرتهاتعتمد بالأساس علي نشاط مالي استثماري شأنه شأن بقية الانشطة الاخري لكن لا ضير من هذا اللباس طالما انه ير فمن قاعدة الغنم بالغرم تنطلق الصكوك أي علي أساس المشاركة في الربح والخسارة وهي تماثل الي حد ما نظام الاسهم في الشركات حيث تؤسس الشركات التي تصدرالصكوك بقيم متساوية وتطرحها للاكتتاب العام ومن مجموع حصيلة البيع تتكون الشركة المستثمرة ويكون من حق كل حامل صك المشاركة في رأس المال والإدارة والتداول والهبة والإرث ونحو ذلك من المعاملات المالية. وقد تكون الجهة المصدرة لهذه الصكوك أحد المصارف أو أي بيت تمويل إسلامي أو شركة أو جهة حكومية لها شخصية معنوية,, ويكون لها هيئة رقابة شرعية للتأكد من أن إصدارها واستثمارها وتداولها وتصفيتها يتم وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية ومباد ئها, وكذلك للقوانين والقرارات المنظمة لها وتتنوع الصكوك الإسلامية ما بين صكوك إجارة, وصناعة, ومرابحة, ومشاركة, ومضاربة, ومزارعة وغير ذلك من الانشطة التجارية والاستثمارية وطالما هي كذلك فهي تخضع للمخاطر العامة شأن أي نشاط استثماري, ووفق هذا المفهوم يحق للمصريين والاجانب جمع الأموال من المواطنين واستثمارها في مصر وهنا تبرز أهمية الضمانات التي تحافظ علي هذه الأموال التي تجمع باسم الاسلام وهنا تكمن أيضا أهمية ضوابط استثمارها في مجالات مشروعة. من حصيلة المناقشات التي دارت حول الصكوك التقطت بعض الملاحظات التي أبداها خبراء اقتصاديون في مقدمتها ان الصكوك الإسلامية المزمع إقرارها قد تفتح الباب أمام تملك الأجانب لمشروعات مهمة مثل محورتنمية قناة السويس في ضوء خلو المشروع من استثناء مثل هذه المشروعات الاستراتيجية. ولعل هذه المخاطرتعيد إلي الأذهان المخاوف التي أثارها مشروع الصكوك الشعبية الذي طرحته حكومة نظيف في اكتوبر2010 وحينها قامت الدنيا ولم تقعد متهمة نظام المخلوع ببيع شركات مصر للأجانب وتم إسقاط المشروع. في الختام اقول: أيا كانت المسميات ومهما تختلف الأهداف والمقاصد فإن مصر الثورة لن تقبل بأي شيء يضرها أو يمس سيا دتها حتي لو ارتدي العباءة الإسلامية!