لم يعد الكلام عن خام الذهب مقصورا علي منجم السكري بجبال البحر الأحمر بالصحراء الشرقية, فقد وصل صيت هذا المعدن النفيس إلي جنوب شرق أسوان وتحديدا منطقة وادي العلاقي شبه المعزولة عن المحافظة, حيث تخضع لإشراف قوات حرس الحدود ولايزال الدخول إليها رغم كونها محمية طبيعية بتصاريح مسبقة!! ,وكشفت وقفة نظمها العشرات من قبائل العبابدة والبشاريةبكورنيش النيل أمس بأسوان,احتجاجا علي وفاة بشاري كان ينقب عن الذهب, حيث كان محبوسا لمدة15 يوما علي ذمة المحضر رقم133 جنح عسكرية بتهمة التنقيب في منطقة محظورة عسكريا عن العديد من المطالب لهؤلاء العربان الذين يعيشون في ظروف قاسية تلفحهم الشمس القاتلة ويواجهون ندرة المياه في صحراء جرداء لاذرع فيها ولا ماء وطالب أهالي العبابدة والبشارية المقيمون في جنوب شرق أسوان بمنطقة العلاقي بالسماح لهم بالتنقيب والبحث عن الذهب بإجراءات مقننة شأنهم شأن الباحثين عن المعادن الأخري التي تمتليء بها بطون الجبال, كما طالبوا بإلغاء التصاريح التي بدونها لايستطيعون دخول أماكن إقامتهم, وكذلك بالإفراج عن المقبوض عنهم بمعرفة قوات حرس الحدود وإعادة أجهزة الكشف إليهم. وقال الشيخ عوض هدل شيخ البشارية بأسوان إن الدولة تصر علي معاملة العربان علي إنهم غرباء, رغم أنهم هم حراس البوابة الجنوبية لمصر, فالذهب الذي يبحثون عنه في المناطق المصرح لهم بالرعي فيها لايختلف عن البحث عن الجرانيت والرخام والحديد والتلك والفلسبار والميكا وباقي المعادن, ويواصل قائلا لماذا لاتقوم الدولة بتقنين أوضاع هؤلاء البسطاء الذين كثيرا ماعانوا في الظروف التي مرت بها البلاد, فتسمح لهم بالتنقيب مقابل رسوم محددة أو نسبة تحصل عليها من المستخرج, فالهدف وكما يشير هدل هو تنمية مصر وطالما إن الدولة عاجزة عن البحث, فمن المفروض أن تترك هذا الأمر لمن هم أدري بشعاب العلاقي ودروبها ويطالب الشيخ هدل برد الأجهزة التي تمت مصادرتها من الأفراد, حيث يصل سعر الواحد منه إلي نحو30 ألف جنيه ويتدخل سعد جمعة عبد العزيز بشاري ويقيم بوادي العلاقي قائلا إن العربان يعملون في الرعي وفي مناطقهم ولايتعدونها إلي مناطق محظورة عسكريا, ومع هذا يعاملون معاملة قاسية من رجال الحدود بتفتيشهم تفتيش ذاتي, ويطالب بالتحقيق في وفاة أحد أفراد قبيلته, وأمام هذه المطالب التي طالب بها أهالي البشارية والعبابدة بوادي العلاقي وجنوب شرق أسوان تدخل اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان, حيث قام بمخاطبة كل من الدكتور اسامة كمال وزير البترول, ورئيس الهيئة العامة للثروة المعدنية رافعا مطالب النقابة العامة للمناجم والمحاجر ومشايخ قبيلتي العبابدة والبشارية التي تشدد علي تقنين وضع استغلال ذرات الذهب الموجودة بتراب الرسوبيات بالصحراء الشرقية, وهي ليست لها علاقة بمواقع مناجم الذهب, وطالب بإيفاد لجنة من هيئة الثروة المعدنية وشركة شلاتين تحديدا, لحصر المواقع و عددالعمالة وأجهزة الكشف والسيارات التي تعمل في هذا المجال, حيث جاء وحسب البيان أن هناك أكثر من8500 شاب يعملون هناك, وكذا16 ألف جهاز للكشف عن الذهب, بالإضافة إلي4500 سيارة, وذلك من منطلق الحرص علي تهدئة الأوضاع وعلي أرواح ابناء المحافظة العاملين في مجال التنقيب وعدم تعرضهم للمطاردة من قوات حرس الحدود. ويبقي أن نذكر أن الأمر بات في أسوان جد وخطير ويتطلب بالفعل تدخل أجهزة الدولة حفاظا علي أرواح الشباب من خلال تقنين أوضاع وادي العلاقي بشكل عام.