لا أجد تفسيرا منطقيا لموقف القيادي الإخواني عصام العريان من اليهود المصريين ودعوته لعودتهم من إسرائيل إلي مصر. العريان الذي عاد قبل أسبوعين من زيارة لواشنطن لا يقبل نقاشا في هذا الصدد ويجاهد دفاعا عن دعوته التي أظن أنها ذات بعد سياسي تلمسه عقول لا تري ولا تسمع ولا تتكلم بلسان مصري مبين. في بداية الدعوة كنت أظن أنه يمزح مخففا عن المصريين اكتئابهم وهمومهم حتي تابعت اتصالا هاتفيا له مع فضائية أون تي في قال فيه إنه علي المصريين اليهود في إسرائيل العودة لمصر, وبرر ذلك بأنه لا يجوز حرمانهم من جنسيتهم ومن العيش علي أرضهم, وأن حل القضية الفلسطينية يبدأ بخروج اليهود من فلسطين وعودة المصريين منهم لبلادهم وعندما شككت ريم ماجد في ولائهم لأنهم يهود إسرائيليون كان الإخوان يتوعدونهم حتي وقت قريب:خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود رد العريان: أنا لا اتكلم عن مواطنين محتلين ولكن عن مواطنين مصريين. ولا أدري من هم اليهود الذين يقصدهم وهل سيحددهم بناء علي احصاءات1925 حيث كان عددهم بمصر حوالي80 الفا أم أنه سيضيف إليهم اليهود من أصل أجنبي ممن هاجروا لمصر وتجنسوا بالمصرية وكذلك اليهود من جنسيات مختلفة الذين اختاروا الحياة بمصر واحتفظوا بجنسيتهم فكل هؤلاء هاجروا إلي إسرائيل ولم يتبق منهم بمصر سوي نحو100 يهودي حسب احصاءات.2005 العريان يقول تارة إن جمال عبد الناصر كان وراء هجرتهم وأخري يقول إنه بريء منها ولكنه يتجاهل علاقة فضيحة لافون تلك العملية السرية الإسرائيلية الفاشلة التي كانت تعرف بعملية سوزانا لتفجير أهداف مصرية وأمريكية وبريطانية بمصر, في صيف1954 بتلك الهجرة التي تواكبت أيضا مع التجمع بفلسطين الذي اختلف عليه اليهود أنفسهم بين مؤمن بالوطن الموعود وكافر بالجنسية باعتبارهم منفيين بأمر الله. ولا أظن أن ترديد هذا الكلام في هذا التوقيت يأتي دون دلالة خصوصا فيما يتعلق بالموقف الأمريكي من الدستور المصري بمادته الثالثة التي تعترف لأول مرة في تاريخ الشعب المصري بوجود اليهود المصريين وحقوقهم وممتلكاتهم ولهجة البيت الأبيض تجاه الأحداث والتطورات الأخيرة والتغول من جانب الجماعة علي المعارضة وعلاقة ذلك بمحاولة الإخوان الرد العملي علي تقرير مركز سايمون وايزينتال الذي صنف الجماعة ضمن أكثر الجهات المعادية للسامية في العالم وكذلك التعاطي البديع مع دعوات بعض نواب الكونجرس الأمريكي لوضع حلول للمهاجرين اليهود من العرب وتعويضهم وأن تكون البداية بمصر. وأري أن القضية ليست دستورا يمكن تمريره بالأغلبية ولا شرعية تحسمها المليونيات ولكن الأمر يرتبط بحسابات سياسية دقيقة لأنها لن تزيد إنقسام المصريين فحسب وإنما ستدمر مصر وتفتح أبواب تلاعب إسرائيل كعدو معنا بورقة التعويضات بشهادات إخوانية أيضا ولن يجدي في ذلك سوي الاعتذار لكرامة المصريين وشهدائهم وليس الترتيب لمليونية إخوانية إسلامية عند المعبد اليهودي للترحيب بيهود الدكتور العريان!