العلاقة وثيقة كما يؤكد العلماء بين زيادةالنشاط الزلزالي في عدة مناطق بالعالم, وثورة البراكين والتغيرات المناخية التي تتحول إلي أعاصير وسيول تهدد حياة البشر وبين التجارب النووية والحروب المتتالية التي تستخدم فيها أنواع جديدة من الأسلحة, كما حدث في القصف الإسرائيلي علي غزة, مما يؤدي إلي ارتفاع سخونة الأرض, والتفاعل الإشعاعي علي سطحها وفي باطنها. الحديث عن العبث الإنساني لا يتوقف عند هذا الحد, لكنه مستمر حتي في الأنشطة اليومية حين يحدث الخلل البيئي نتيجة أدخنة المصانع الملوثة للهواء, والعادم المتصاعد من ملايين السيارات وغيرها من مظاهر الحياة الحديثة التي تعتمد علي تدمير البنية الفطرية التي خلقها الله وفق معادلات دقيقة لم يستوعبها العقل الإنساني رغم تقدمه. ولعلنا نأخذ من ثورة البركان في أيسلندا عظة وعبرة في ناحيتين أساسيتين, الأولي أن الإنسان الذي يدعي بلوغه أعلي مراتب العلم والمعرفة, وأصبح يمتلك أدوات لم تعرفها العصور السابقة. هذا الإنسان الذي يملأ الدنيا ضجيجا, ويستعرض قوته علي الآخرين وعلي بقية الكائنات الحية, نراه عاجزا مستسلما أمام السحب المتصاعدة إلي طبقات الجو العليا لتوقف حركة الطيران فوق أوروبا, ونحن هنا نتحدث عن فرنسا, وبريطانيا, وإيطاليا, وإسبانيا, وألمانيا وغيرها, وكلها من الدول المتقدمة التي تحولت مطاراتها إلي مراكز للإيواء أشبه بما يجري في أقل الدول وأكثرها تخلفا, هذا العجز الإنساني يستوجب المراجعة والإدراك واليقين بحتمية التوقف عن هذا العبث الذي يزيد من الكوارث. والناحية الثانية تتعلق بالحالة الإيمانية لدي هذا الإنسان حتي يكون أقل تأدبا في تعاملاته اليومية, وأن يراعي القواعد والأصول والأخلاقيات لأنه في النهاية يقف عاجزا أمام حبيبات دقيقة من الرمال استطاعت أن توقف الطائرات العملاقة. دلالات كثيرة تحملها السحابة التي لا تراها العيون المجردة, لكنها تشير إلي حقيقة ضعف الإنسان الذي لن يبلغ الجبال طولا. muradezzelarab@hotmailcom