ارسل السلطان العظيم صلاح الدين الأيوبي إلي أحد حكام الولايات الإسلامية برسالة ينصحه فيها قائلا احذرك من الدخول في الدماء لان الدم لا ينام وأعلم أن ما بينك وبين الناس لا يغفر إلا برضاهم. وما بينك وما بين الله يغفره الله لانه كريم هكذا كان يري هذا السلطان العظيم المسلم إسلاما نقيا مدي حرمة الدماء عند الله فلقد ترسخ في قلبه وذهنه قول الله تعالي من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وهكذا يكون الحاكم المسلم الحق. اما ما نحن فيه الآن في ظل الدماء الزكية التي تسفك والأرواح البريئة التي تحصد من أجل دنيا زائلة ومتاع مؤقت وطموحات سياسية بالية لا تقترب من مفاهيم الإسلام الصحيح القويم الذي جعل من حرمة الدماء كحرمة الكعبة والأشهر الحرم. ولا أدري من الذي سيتحمل عبء هذه الدماء أمام الله ومن الذي سيتحمل الوقوف يوم المشهد العظيم بين يدي الله ويسأل ما ذنب هذه الروح التي ازهقت وما الجرم الذي ارتكبته. ولا أدري كيف يستطيع رئيس الدولة أن ينام وهذه الدماء لن تنام لكونها طالبت يوما بالحرية وبالعدالة وبدستور يحفظ لها ولأمتها الكرامة. ولا أدري بماذا يفكر الرئيس الآن وقد ارتبط حكمه بدماء الشهداء وتزين بلون الدم الطاهر لخيرة شباب مصر. ولا أري ان الرئيس سيغمض له جفن ولو لوهلة لهذا الانقسام بين أطياف الأمة والذي ينذر بحرب أهلية قد تنهي هذه الدولة وتتركها كالرماد في وقت نحن في مسيس الحاجة إلي اتحادها ووقوفها صفا واحدا في مواجهة عدو يتربص بها. ولا أجد سبيلا إلي توحد الأمة مرة أخري في ظل التناحر فيما بينهم والدماء التي ستقف حتما حائلا دون تحقيق أي مصالحة بين الأطراف بل سيظل النزاع قائما حتي تجف كل أواصر الحب والمودة بين أطياف الوطن. ولا اعتقد أن هناك بارقة أمل في ظل هذا التشيع للسيد الرئيس واعتبار معارضيه من الخوارج وهو للأسف تشيع لفرد لا تشيع للإسلام الذي يدعو إلي السلام والمحبة وجعل دخول الجنة مرتبطا بالتحاب بين المسلمين كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولا أجد كلمات تسعفني في ظل عتامة وحزن القلب وظلمة المشهد الذي نعيشه سوي سؤال للسيد الرئيس إذا كان الحاكم يسأل عن الشاة إذا تعثرت فعما ستسأل يوم القيامة؟ [email protected] رابط دائم :