كل من يتابع التليفزيون أو حتي الحوار بين المهتمين بالسياسة, بل والناس العاديين.. يلاحظ أن هناك نبرة جديدة بدأت تسري بين المصريين, وهي بدء الحديث بتعبير نحن وهم, فلم يعد هناك شيء واحد يجمع الكل. بل حدث انقسام بين الناس.. أو بمعني أوضح بين من يمكن أن نطلق عليهم الإسلاميين وبين الفئات الأخري من المحايدين أو الليبراليين أو المنتمين لتيارات سياسية أخري. هناك فئة نحن وفئة هم, فلم تعد نحن تعني الحاضرين, ولم تعد هم تعني الغائبين, ولكن الكل حضور في المشهد السياسي, والكل حضور في المشهد التليفزيوني.. وكأنها كما قلت في المقالة السابقة مباراة بين فريقين نسي الجميع فيها أنهم ككل مصريون.. وطنيون.. يسعون كما يظن كل منهما أنه يسعي لخير البلد. الحقيقة أن المشهد بقدر ما هو إيجابي فهو أيضا سلبي.. إن دل فإنما يدل علي فراغ عملي, إن صح هذا التعبير.. فكأنما الكل قد تحول من المشاركة إلي المشاهدة دونما أي إنتاج عملي لمصلحة البلد, وكأنما المباراة قد طالت دون أن يحرز أي الفريقين هدفا لمصلحته أو لمصلحة البلد. * إن الطاقة الزائدة هي بطبيعتها طاقة عدوانية.. فإما أن تستغل في عمل مجهد مفيد, وإما أن تبدد في عمل عدواني ضد المجتمع أو حتي ضد نفسه. وفي اعتقادي أن هذه الطاقة ليس من المصلحة محاولة إخمادها, فهي لن تخمد لمصلحة أحد الطرفين إلا علي حساب الطرف الآخر, وستظل النار تحت الرماد في انتهاز الفرصة.. والحل الوحيد كما أراه هو تحويل تلك الطاقة إلي طاقة منتجة, وذلك بوجود مشروع قومي كبير يتجه إليه الطرفان ويتوحدان ضد طرف ثالث, كما تتحد فأسان ضد كتلة من الخشب بقطعها والاستفادة منها.. هل يكون المشروع هو تعمير سيناء فعلا لا قولا؟.. هل يكون المشروع هو غزو الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية؟!.. هل يكون المشروع هو البحث عن منتج كبير تحتاجه السوق العالمية وتعمل فيه ملايين الأيدي العاطلة! هناك مشاريع كثيرة إذا خلصت النية, وهناك الطاقة المليونية في انتظار الانطلاق.. ولا حل آخر. [email protected] رابط دائم :