عندما يتوجه المواطن المصري للإدلاء بصوته في استفتاء دستور2012, فهو يختار ما بين نعم أو لا في سابع استفتاء تعرفه مصر فيما يخص الدساتير, أو تعديلات الدستور. وما بين عشرات الاستفتاءات التي شهدتها الجمهورية المصرية منذ قيام ثورة23 يوليو1952, ونهاية بثورة25 يناير2011, هناك6 استفتاءات خاصة بالدستور وتعديلاته. وفي ثورة25 يناير نري الآن ثاني استفتاء للشعب وسط آمال عريضة بأن يسير في اتجاه استفتاء2011 من حيث النزاهة, وغياب التزوير, واختفاء الأرقام المريبة. واستفتاء2012 هو ثاني استفتاء لمصر بعد ثورة2011, وقبله كانت هناك5 استفتاءات ظهرت علي دستورين, و3 تعديلات في الجمهورية الأولي بعد ثورة52, وخلال حقبة محمد حسني مبارك. البداية من أشهر معارك نعم ولا في تاريخ مصر المعاصر, وجرت في التاسع عشر من مارس2011 بعد أقل من شهرين علي خلع محمد حسني مبارك من سدة الحكم, وعبر إدارة المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي كان يتولي إدارة شئون البلاد. في التاسع عشر من مارس جري أول وأشهر استفتاء في مصر بعد ثورة25 يناير, وكان عائدا علي تعديلات دستورية قامت بها لجنة قانونية ترأسها المستشار طارق البشري بقرار من المشير محمس حسين طنطاوي في الثالث عشر من فبراير2011, وبعد48 ساعة فقط من تعليق العمل بدستور1971, وشكلت اللجنة لتفتح الباب أمام إجراء تعديلات تعيد من خلالها ترتيب دولاب العمل المؤسسي في الدولة, وكان الغرض منها سؤال الشعب في الأساس هل تريد انتخابات أم دستور؟. وجرت التعديلات الدستورية علي شروط انتخاب رئيس الجمهورية, وكذلك شروط انتخاب مجلسي الشعب والشوري, وبعد انتهاء اللجنة من إعداد الصيغ الدستورية أعلنت اللجنة العليا للانتخابات تحديد التاسع عشر من مارس2011 موعدا لإجراء الاستفتاء تحت إشراف قضائي كامل, وتأمين للقوات المسلحة. وشهدت فترة ما قبل الاستفتاء معركة شرسة, كما دارت حول دستور2012, فهناك التيار الإسلامي الذي دعا إلي التصويت ب نعم من أجل الإسراع في إجراء الانتخابات وظهور مجالس نيابية, بينما كانت هناك تيارات أخري في المقابل يقودها الجانب الليبرالي واليساري تريد التصويت ب لا بداعي ضرورة إعداد دستور دائم للبلاد أولا. وجرت أعمال التصويت في19 مارس, وشارك فيها41.2% ممن تنطبق عليهم شروط التصويت بعدد18 مليونا و537 ألفا و954 مواطنا, واختارت نسبة نعم72.2% بعدد تصويت مباشر14 مليونا و192 ألفا و577 مواطنا, بينما اختار لا22.8%, وبلغت الأصوات الباطلة171 ألفا و190, وأعلنت اللجنة العليا للاستفتاء في العشرين من مارس بعد الانتهاء من أعمال الفرز, نتائج الاستفتاء, وبعد الإعلان عن النتائج أصبح المجلس الأعلي للقوات المسلحة ملزما بإرادة الشعب بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية علي أن تتولي تلك المؤسسات المنتخبة إعداد دستور البلاد. وفي الثلاثين من مارس صدر الإعلان الدستوري الأول في عهد طنطاوي, الذي نص علي التعديلات الدستورية التي اختار الشعب لها نعم, وبدأ في تحديد جدول مواعيد إجراء الانتخابات تمهيدا لتسليم السلطة إلي مؤسسات منتخبة, وعودة الجيش إلي ثكناته. وبرغم الخلاف الكبير الذي سيطر علي معركة استفتاء مارس2011, فإن الإجماع علي نزاهة التصويت وعدم وجود شبهات تزوير خلاله كان مصدر فخر الملايين في مصر, سواء بالمؤسسة القضائية بعد إشراف القضاء علي الاستفتاء, وإدارة المجلس الأعلي للقوات المسلحة له. ولم تكن السعادة إلا نتاج معاناة كبيرة عاشها المصريون مع محمد حسني مبارك ونظامه, صاحب الفضائح العالمية في إدارة ملف الاستفتاءات الشعبية في مصر, سواء الدستورية منها في ظل إجراء العديد من التعديلات علي دستور1971, أو عند انتخابه رئيسا للجمهورية. وأول استفتاء دستوري جاء في عهد مبارك المخلوع كان في عام2005 الخاص بتعديل المادة76 من الدستور, الخاصة بشروط الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية بعد أن أطلق مبارك حملة تجميل وجهه أمام العالم بإقامة انتخابات تعددية في مصر علي مقعد الرئيس, التي كانت تتزامن في العام نفسه2005, وبعد53 عاما من قيام ثورة يوليو و52 عاما من إعلان الجمهورية. وأدار الاستفتاء بنجاح, وفقا لتقديرات نظام مبارك, وزير داخليته حبيب العادلي المسجون حاليا في طرة, وعرف باليوم الأسود في تاريخ مصر المباركي. وشهدت مصر قبل إطلاق التعديلات الدستورية للاستفتاء أزمات لا حصر لها, بدأت بمقاطعة أحزاب المعارضة والمجتمع المدني لها, مرورا بظهور قائمة ترزية القوانين التي نسبت إلي أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وقتها, والتي اتهمت بإعداد قوانين ونصوص دستورية تخدم فقط نظام حسني مبارك, وتساعد علي تمرير ملف التوريث. ولم يحاول مبارك الإنصات إلي المعارضة أو الانتقادات الدولية, وقرر السير قدما في التعديلات, وجري الاستفتاء وسط مقاطعة قضائية وإسناد الأمر إلي الموظفين تحت قيادة حبيب العادلي, وجري الاستفتاء رسميا في الخامس والعشرين من مايو2005 وشارك فيه وفقا لما أعلنته لجنة الانتخابات 17 مليونا و184 ألفا و302 ناخبا, اختار منهم15 مليونا و915 ألفا و974 ناخبا الإجابة نعم أوافق علي تعديل المادة76 بنسبة تصويت86.8% ليجري العمل بها رسميا وسط اعتراضات عديدة. ولجمال عبدالناصر, ثاني رئيس جمهورية في تاريخ مصر وقائد ثورة23 يوليو, البداية في عهد استفتاءات99% الشهيرة التي ظهرت في مصر مع بدء الحياة السياسية للجمهورية, وانتهاء الملكية في الثالث والعشرين من يوليو.1952 واحتاجت مصر مع جمال عبدالناصر أكثر من3 أعوام حتي يبدأ الشعب في ممارسة دوره في انتخاب هيئاته ومؤسساته, سواء النيابية, أو الرئاسية. وفي السادس عشر من يناير1956 كان الموعد مع أول استفتاء دستوري مصري من قبل الشعب في التاريخ, وكان استفتاء مزدوجا, وكان علي الناخب الاختيار معا بين دستور1956 وأيضا انتخاب جمال عبدالناصر رئيسا للجمهورية, وبمعني أدق الاختيار بين إقرار الدستور وقبول عبدالناصر رئيسا, أو رفض الدستور وإلغاء تعيين عبدالناصر رئيسا. وبلغت نسبة المشاركة بين المواطنين أكثر من8 ملايين نسمة, وكانت وقتها اللجان المشرفة علي الانتخابات تكتفي بالإشارة فقط إلي نسب التصويت ما بين نعم ولا, وبلغت نسبة من اختاروا إقرار دستور1956 وجمال عبدالناصر رئيسا للجمهورية99%, مقابل أقل من1% اختاروا لا.وفي عام1971, وبعد أقل من عام علي وصول محمد أنور السادات إلي سدة الحكم بعد وفاة عبدالناصر في سبتمبر1970, كان الموعد مع ثاني دستور مصري في تاريخ الجمهورية, وهو دستور71 الذي علق المجلس الأعلي للقوات المسلحة العمل به في الثالث عشر من فبراير2011 بعد48 ساعة من انتصار ثورة25 يناير, وإجبار محمد حسني مبارك علي الخلع, وفور توليه المسئولية بدأ السادات عهده ساعيا وراء ثورة يقودها, والتي أطلق عليها ثورة التصحيح في15 مايو1971, والتي أطاح فيها بالعديد من رجالات العصر الناصري, تمهيدا للخروج من عباءة عبدالناصر. وبعد ما سمي ثورة التصحيح وإطلاق السادات العنان للحريات والديمقراطية كما قال وقتها, أعلن عن مشروع دستور مصر المسمي بدستور71, الذي شهد منح رئيس الجمهورية سلطات واسعة, لكن حدد مدة الرئيس بولايتين فقط مدة كل منها6 أعوام, بداعي تطبيق أول قواعد الديمقراطية في الحكم, علي حد وصف الرئيس الراحل, وهي تداول السلطة. ودعا السادات الشعب للاستفتاء علي دستور71 في الحادي عشر من سبتمبر من العام نفسه, وبعد يوم طويل, خرجت لجنة الانتخابات لتعلن أن دستور71 بات ساري المفعول, ودستورا رسمي للبلاد, بعد أن وافق98.9% علي بنوده وأجابوا نعم موافق. وأعلن وقتها أن عدد المشاركين في الاستفتاء7 ملايين و863 ألفا و980 مواطنا, واف قمنهم علي الدستور الجديد7 ملايين و666 ألفا و476 مواطنا, وخرج السادات ليعلن عن دستور71 دستورا رسميا للبلاد, وأول ثمار ثورة التصحيح. وبعد9 أعوام عاود السادات الظهور تحت مسمي الرئيس المؤمن للبقاء في سدة الحكم بعد أن اكتشف عام1980 أنه وفقا لدستور71 لم يعد أمامه غير يعامين فقط في الرئاسة. ودعا السادات إلي إجراء استفتاء علي تعديلات مادتين فقط في دستوره الأول, وهما المادة الثانية ترسيخا لمبدأ الرئيس المؤمن, وكذلك إطلاق العنان أمامه بفتح مدد ولاية الرئيس وإلغاء فترة الولايتين فقط, وفي الثلاثين من أبريل1980 أعلن مجلس الشعب عن نص تعديلات المادتين الثانية والسابعة والسبعين, وظهرت هنا أسطورة المادة الثانية, التي نصت علي الشريعة الإسلامية مصدر التشريع, بالإضافة إلي تعديل مادة مدة الرئيس بعبارة يجوز إعادة انتخاب الرئيس مددا تالية. ودعا السادات الشعب للاستفتاء علي تعديلاته في الثالث والعشرين من مايو1980, وشارك خلاله وفقا لما أعلنته لجنة الانتخابات 10 ملايين و467 ألفا و442 ناخبا, صوت خلاله10 ملايين و132 ألفا و484 ناخبا بالموافقة علي تعديلات السادات, بنسبة مئوية96.8%. كامب ديفيد.. سري ب10 ملايين من الاستفتاءات التي لا يعترف بها الشعب المصري حتي الآن, ويراها تزييف لإرادته, استفتاء أبريل1979, الخاص بتمرير قرار محمد أنور السادات رئيس الجمهورية السيادي الخاص بإبرام معاهدة السلام الشهيرة كامب ديفيد مع إسرائيل تحت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية. ودائما ما يؤكد المعارضين للسادات أو المؤيدين له, أنهم لم يقبلوا يوما بهذه المعاهدة, وهي معاهدة لها استفتاء شهير في التاسع عشر من أبريل لعام1979, وأعلن وقتها أن المشاركين فيها بلغوا10 ملايين و998 ألفا و675 ناخبا, وهو أعلي رقم من المشاركات في عهد استفتاءات السادات, سواء الدستورية أو القانونية أو السيادية, واختار منهم99.9% إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل. وجري الاستفتاء علي معاهدة السلام ضمن استفتاء أطلقه السادات لحل مجلس الشعب وقتها. جدول استفتاء إقرار معاهدة كامب ديفيد عدد الناخبين المدعوين للانتخاب10.998.675 عدد الحاضرين9.920.260 عدد الأصوات الصحيحة9.910.448 عدد الأصوات الباطلة9772 الموافقون9.900.271 غير الموافقين10.217 نسبة الحضور90.2% نسبة الموافقين إلي مجموع الحاضرين99.8% نسبة غير الموافقين إلي مجموع الحاضرين0.1% نسبة الموافقين إلي مجموع الأصوات الصحيحة99.9% نسبة غير الموافقين إلي مجموع الأصوات الصحيحة0.1% 99% مع عبدالناصر في عام1958 عادت نسبة ال99% في الظهور مجددا مع جمال عبدالناصر بعد أن قرر التحالف مع سوريا وإقامة مشروع الوحدة بين مصر وسوريا تحت عنوان الجمهورية العربية المتحدة, وإقرار القاهرة عاصمة للجمهورية المصرية والسورية. كان الموعد مع ثاني استفتاء لمصر مع جمال عبدالناصر, وكان خاص بقرار سيادي دستوري في الوقت نفسه, وهو ضم مصر إلي سوريا تحت عنوان الوحدة العربية, وإقامة دستور مجمع للبلدين علي أن يكون دستور1956 المصري هو الدستور المؤقت شاملا بعض التعديلات التي تساعد علي إقامة الوحدة بين البلدين, وبعد الاتفاق علي الوحدة دعا جمال عبدالناصر المواطنين للتصويت علي استفتاء الوحدة بين مصر وسوريا, وبلغ عدد الناخبين9 ملايين مواطن, اختار منهم99.5% الإجابة نعم أوافق علي الوحدة بين مصر وسوريا تحت مسمي الجمهورية العربية المتحدة. استفتاءات مبارك استفتاء ترشح مبارك رئيسا للجمهورية تجديد ولاية مبارك رئيسا للجمهورية حل مجلس الشعب تجديد ولاية مبارك رئيسا للجمهورية تجديد ولاية مبارك رئيسا للجمهورية تعديلات دستور1971 المادة76 تعديلات دستور341971 مادة قانون الشغب.. إجماع يعد محمد أنور السادات أول رئيس جمهورية في تاريخ مصر يدعو للاستفتاء علي قانون, وهو القانون2 لعام1977 الخاص بمواجهة المتظاهرين والمشاغبين والمضربين عن العمل علي حد وصفه. وفاجأ السادات مجلس الشعب وقتها بالرغبة في استفتاء الشعب علي هذا القانون في ظاهرة تعد فريدة من نوعها, وبالفعل أعلنت نتائج الاستفتاء علي قانون السادات بالموافقة بنسبة99.45 بمشاركة9 ملايين و564 ألفا و842 ناخبا وقتها.