رنا علي نظام كان يتاجر بالحرية ويصنع ديكورا لنظام ديمقراطي وهمي يغازل به الخارج ويضحك به علي بسطاء الداخل. نظام كان رئيسه يتاجر بانه لم يكسر قلم في عهده. بينما كان يتركنا نكتب ما نشاء ويفعل هو ما يشاء.. ألسنا في نظام ديمقراطي؟! واليوم بعد الثورة ماالذي تغير..؟! أصبحنا لا نكتب ما نشاء.. وعلينا أن نتجنب اسماء بعينها واخطاء يراها الأعمي حتي نتجنب ليس كسر أقلامنا التي لم يكسرها العهد البائد.. ولكن كسر رقابنا! نعم لم يكسر الديكتاتور حسني مبارك الأقلام.. وكان يتركنا نؤذن في مالطا.. لكن ما حدث أمام قصر الاتحادية وما يحدث حول المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي وما سيحدث في المستقبل يقطع بما لا مجال للشك فيه اننا أمام مرحلة شعارها:( ولماذا تكسر قلما ما دمت تستطيع أن تكسر رقبة صاحبه)..!! والمدهش أن من يتوعدون بكسر الرقاب اقدموا بالفعل علي ذلك بدليل ما حدث للمعتصمين بالاتحادية واطلاق الرصاص فجرا علي اعتصام التحرير.. هؤلاء لم نسمع لهم حسا في مواجهة الحاكم الظالم حسني مبارك. بل أن منهم من رأي في مبارك أبا لكل المصريين ومنهم من كان كل أمنيته أن يجلس مع الرئيس ومنهم من رأي جمال مبارك شابا مصريا ممتازا ورحب بالتوريث مقابل أن يشارك في التورتة..!! منهم من كان ينسق مع مباحث أمن الدولة ليتجنب الاعتقال.. أو ليشي بتيار منافس. ومنهم من تباهي علي صفحات الصحف وفي حوارات معلنة بأنه أخلي دوائر كبار رموز الفساد في الحزب الوطني واصفا الفاسدين الكبار بأنهم رموز وطنية! منهم من زعموا أنهم لن يخونوا الله فينا.. في حين أنهم خانوا الله في عصر مبارك.. وفرطوا له في كلمة الحق التي كان يجب أن يعلنوها مقابل أن يعترف بهم.. ويوسع لهم دائرة الحركة.. ويجزل لهم العطاء بجزء من التورتة..! منهم من رأي في دعوة الشباب للثورة يوم52 يناير( لعب عيال) لا يليق بهم أن يشاركوا فيه. وعندما صار النصر( أبلج) ومبارك( لجلج) هرعوا لمشاركة رمزية تتيح لهم أن يكونوا علي مائدة التفاوض إذا ما حانت ساعة جني الثمار.. ثم انقلبوا180 درجة وكانوا علي استعداد لبيع الميدان وتفريغه من ثواره مقابل شق تمرة منحه لهم من كان يريد أن يرث النظام السابق بكل عيوبه مع تغيير طفيف في الأشخاص وضمان التفوق لهم علي الأحزاب السياسية القائمة..! منهم من كان يشكو التعذيب في زنازين الديكتاتور حسني مبارك.. وعندما تخيلنا أننا بخلعه حطمنا القيود والزنازين.. صنعوا هم زنازين قطاعا خاصا عذبوا فيها اسراهم من خصومهم السياسيين. من توسلت لهم فتاة ان يرحموا شقيقها الذي اسروه فقالوا لها:( ماتخافيش احنا ح نكسر ايده بس ونرجعهولك).. حتي يفكر ألف مرة قبل أن يكتب كلمة ضدهم مرة أخري!! وكان علي الفتاة أن تحمد ربها انهم خففوا العقوبة من كسر الرقبة التي تحمل العقل الذي تجرأ علي التفكير في الاختلاف معهم إلي كسر اليد التي تحمل القلم الذي يعريهم.. منتهي الرحمة من الفاشيين الجدد..! كنا نقتسم الحرية مع نظام ديكتاتوري.. نري ما يشاء ويفعل هو ما يشاء..! اليوم وبعد المغفور لها بإذن الله ثورة يناير التي ماتت اكلينيكيا بعد أن جني ثمارها من لم يكن لهم أي دور فيها.. الحرية لم تعد تقبل القسمة. صارت واحدا لكنه غير صحيح كما علمونا في الحساب لانه واحد وحتة..! والحتة أقوي من الواحد.. الحتة لن تكسر قلمك مادام من السهل أن تكسر رقبتك.. ويقف القانون عاجزا في مواجهتها!! فالقانون اليوم( معمول له عمل علي رجل جمل) مدفون تحت اسوار مدينة الإنتاج الإعلامي والمحكمة الدستورية..!! * طرف الخيط: الحل الذي توصل إليه ما سمي بالحوار الوطني يذكرني بإعلان قديم يقول:( ست سنية سايبة المية ترخ ترخ من الحنفية).. المركب بتغرق يا بهوات..!