أوضح شهود عيان سوريون أمس أن عناصر من الجيش السوري الحر فجروا طائرة مدنية في مطار دير الزور شرقي سوريا. وذكر الشهود لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أن استهداف الطائرة جاء نتيجة استخدامها من قبل النظام السوري في نقل الضباط والتعزيزات والذخيرة. وبدأت عناصر من الجيش السوري الحر هجوما علي مطار دير الزور في الرابع من الشهر الحالي. وأظهر شريط فيديو بث علي الانترنت مقاتلي المعارضة السنة يحرقون مسجدا للشيعة في شمال سوريا في اشارة علي أن الحرب الأهلية في البلاد تتحول إلي صراع طائفي. وأظهرت اللقطات عشرات المقاتلين الملتحين يرتدون ملابس مموهة يهنئون ويقبلون بعضهم خارج مسجد الحسينية الشيعية المحترق. كما أحرقوا رايات يقولون إنها شيعية. وقال مقاتل من المعارضة يحمل بندقية إن الجماعة المعارضة تدمر أوكار الشيعة والرافضة. جاء ذلك في الوقت الذي وقع فيه وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا أمس أمرا بارسال بطاريتي صواريخ باتريوت إلي تركيا إلي جانب400 من أفراد الجيش لتشغيلهما في خطوة من جانب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لتعزيز دفاعات تركيا أمام تهديد الصواريخ السورية. ووقع الأمر قبل وصول بانيتا بقليل في زيارة لم يعلن عنها مسبقا لتركيا لتفقد القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة انجرليك الجوية في تركيا في آخر محطة في جولة استمرت أسبوعا زار خلالها أفغانستان والكويت. وقال جورج ليتل المتحدث باسم بانيتا للصحفيين الغرض من هذا النشر هو توجيه اشارة قوية بان الولاياتالمتحدة التي تعمل عن كثب مع حلفائها في حلف شمال الاطلسي ستدعم دفاع تركيا خاصة بالنسبة للمخاطر المحتملة القادمة من سوريا. وأيد البرلمان الألماني أمس الخطوة الأمريكية للتصدي لأي هجوم من سوريا. وقال وزير الخارجية جيدو فسترفيله إن إرسال القوات ونظام الدفاع الصاروخي إجراء دفاعي بحت. وأضاف: من الواضح انه يجب ان نساعد شركاءنا في حلف شمال الاطلسي( ناتو) وتركيا العضو فيه علي حماية أنفسهم ضد أي تهديد خارجي. من جانبه, صرح نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو ان بلاده لن تلتزم الهدوء ازاء تزايد عدم الاستقرار علي حدودها وانتهاكها. جاء ذلك في خطاب القاه كورو في افتتاح مؤتمر أنطاليا الدولي التاسع عشر للأمن والتعاون في محافظة انطاليا الجنوبية أمس, بحسب وكالة انباء الاناضول التركية. ويحمل المؤتمر الذي يستمر يومين عنوان تركيا وحلف الاطلسي-60 عاما من التعاون من أجل الأمن والسلام, وذلك بمناسبة مرور60 عاما علي انضمام أنقرة للحلف العسكري. واضاف كورو ان النظام السوري صار يشكل تهديدا خطيرا للحدود الجنوبية لحلف شمال الاطلسي( ناتو), وأوضح ان الاتراك يدركون ان منظومة صوارصخ باتريوت المضادة للصواريخ لن تكون حلا للازمة السورية. وقال ان تركيا ستواصل المبادرات مع حلفائها سعيا لانهاء الصراع في سوريا. علي صعيد متصل, بدأ كبار داعمي نظام الرئيس الأسد بمغادرة العاصمة دمشق, باتجاه محافظات مطلة علي ساحل البحر المتوسط تتميز بالأغلبية العلوية للإقامة بها. وذكرت صحيفة وولد تريبيون الأمريكية أمس أن مصادر دبلوماسية رصدت قيام المئات من مسئولي النظام السوري, بما في ذلك بعض مساعدي الأسد, بترحيل أسرهم إلي مدن الساحل السوري, بعد أن استشعروا أن العاصمة لم تعد محصنة ضد استحواذ المعارضة المسلحة عليها. وأفادت المصادر بأن تحرك المدنيين في دمشق أصبح خطرا, وأن مسئولي النظام السوري وعائلاتهم يشعرون بأنهم مراقبون من قبل المعارضة, مضيفة أن المغادرة الجماعية من دمشق بدأت منتصف العام الجاري, إلا أن خروج حلفاء الأسد, تسارعت وتيرته الشهر الماضي أعقاب القتال العنيف بين الجيشين السوري والحر. ووفقا لمصادر دبلوماسية فإن أفراد عائلة الأسد بعيدون عن الأنظار منذ أشهر, ويسود الاعتقاد بأن قرينته وآخرين من أسرته, إما أن يكونوا خارج سوريا أو أنهم موجودون بالقرب من ميناء طرطوس الذي تديره البحرية الروسية. وأوضحت المصادر أن الأسد يعمل حاليا في القصر الرئاسي بجبل قاسيون المطل علي العاصمة السورية تحت حماية صفوة من عناصر الحرس الجمهوري, غير أنه لم يعد يدير الحرب يوميا ضد المعارضة المسلحة. وصرح مسئول كبير في حلف الاطلنطي الناتو أمس ان من غير المرجح ان يستطيع الرئيس السوري البقاء في السلطة. وقال نود بارتلز وهو جنرال هولندي يرأس اللجنة العسكرية في الحلف عقب اجتماع في موسكو ردا علي سؤال عن الصراع في سوريا يمكنكم القول اني افترض ان الاسد سيختفي. اميل للاعتقاد ان هذا هو الوضع. ورفض التكهن بإطار زمني لرحيل الاسد. كما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أمس إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يركز علي المساعدة علي الإسراع من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد. وقال للصحفيين في بروكسل قبل محادثاته مع نظرائه من26 دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا السياسة الخارجية: للأسف هناك حرب علي أرض الواقع, وتتحول لغير صالح بشار الأسد. يجب أن نضع لأنفسنا هدفا بجعل بشار الأسد يغادر بأسرع طريقة ممكنة. ويقول زعماء دول الإتحاد الأوروبي في مشروع إعلان القمة: أنهم يشعرون بالفزع جراء التدهور الكبير في الموقف في سورية, ووعدوا بمواصلة معالجة الموقف في سوريا كأولوية. ووصف القادة الأوروبيون ائتلاف المعارضة الجديد بالممثلين الشرعيين للشعب السوري, مستخدمين نفس الوصف الذي استخدمه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إجتماعهم يوم الإثنين الماضي. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي أمس في ختام القمة الأوروبية إن قادة التكتل كلفوا وزراء خارجيتهم باستكشاف جميع الخيارات لدعم المعارضة في سوريا. وأضاف فان رومبوي للصحفيين: يقع علي عاتقنا واجب أخلاقي تجاه هذه القضية, حيث تزهق أرواح الكثير من الأبرياء. وكلف القادة وزراء الخارجية ببحث جميع الخيارات لدعم ومساعدة المعارضة وتمكين أكبر دعم ممكن لحماية المدنيين. ولكن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قالت إنهم لم يتحدثوا بشأن خيار تخفيف حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي علي سورية لصالح المعارضة, وأوضحت ان مستقبل سورية لا يشمل الرئيس بشار الأسد.