مدينة فايد تقع في القطاع الجنوبي لمحافظة الإسماعيلية, ويبلغ تعداد سكانها نحو128 ألف نسمة, يعانون مشكلات متعددة أبرزها الانفجار الدائم لشبكات مياه الشرب لوجود عيوب فنية, وعدم استكمال وصلات الصرف الصحي. ونقص حاد في الخبز, وغلاء مستمر في المواد التموينية, وغياب الرقابة علي سوق الأربعاء, وانقطاع الكهرباء, وتوقف مشروع مرفق النقل الداخلي والتوك توك هي الوسيلة الوحيدة للمواصلات, وحرم السكك الحديدية غير مؤمن, ومعه المزلقانات, والمستشفي تغيب عنه الكوادر البشرية, والأدوية منعدمة, وسوء حالة الأبنية التعليمية, وحاجزي الوحدات السكنية ينتظرون الفرج لتسلمها, ومصرف الملاريا الزراعي قضي علي السياحة الداخلية, وحتي نقف علي تلك الأزمات التي تهدد حياة المواطنين بالخطر التقينا شرائح مختلفة منهم, وعرضنا حديثهم علي سكرتير عام مساعد المحافظة وخرجنا بالتحقيق التالي: يقول محمد حساني' مدرس': إن هناك أماكن محرومة في مدينة فايد من وصول مياه الشرب النقية إليها, وبالتحديد في منطقة فريد ندا, بخلاف مشكلة انفجار بعض الشبكات نتيجة العيوب الفنية بسبب ضخ المياه داخلها مباشرة من المحطة الرئيسية, بعيدا عن الخزانات العلوية التي لا تعمل برغم تشييدها بمبالغ مالية كبيرة, وبخصوص الصرف الصحي لم تستكمل الوصلات الفرعية في نطاق المدينة القديمة, وأجزاء من طريق القناة, وهذا تنتج عنه مشكلات بيئية لا حصر لها, حيث يعتمد المواطنون علي الخزانات الأرضية التي يخرج ما بداخلها عند امتلائها ليغمر الشوارع, ولابد للمسئولين من استكمال مشروع الصرف الصحي لكي لا تتفشي الأمراض المعدية بين السكان, خاصة في فصل الصيف الذي ينتشر فيه الباعوض والذباب بكميات كبيرة. وتضيف أمل محمود' ربة منزل' أن هناك أزمة في الحصول علي الخبز المدعم, وذلك نتيجة نقص حصة الدقيق في الأفران البلدية, ونضطر للتعامل مع المخابز السياحية ونشتري رغيف العيش بأسعار لا تتناسب مع دخل المواطنين البسطاء, وبشأن أنابيب البوتاجاز توجد فوضي في توزيعها عن طريق الوسطاء الذين توجه إليهم الاتهامات بمجاملة أشخاص علي حساب آخرين, خاصة الذين ينتمون للأحزاب السياسية, بجانب أصحاب مزارع الدواجن غالبيتهم يستعينون بالاسطوانات المنزلية في غياب الرقابة التموينية, وهذا يؤدي دوما لارتفاع ثمنها الذي يصل في بعض الأوقات ونحن علي أعتاب فصل الشتاء القارس إلي25 جنيها, برغم وجود محطة لتعبئة الغاز بالمدينة, وحقيقة لا نعرف كيفية القضاء علي هذه المشكلة المستفحلة, وبخلاف ذلك نعاني من انتشار الباعة الجائين في شوارع المدينة القديمة, الذين أغلقوها أمام حركة سير السيارات, وبيع السلع المضروبة في سوق الأربعاء الأسبوعية, التي تحتاج لتكثيف الحملات عليها لضبط المخالفين الذين يطرحون منتجاتهم الفاسدة بداخلها. ويشير وليد فاروق' تاجر' إلي أن مدينة فايد محرومة من المواصلات الداخلية, ولا يوجد أمامنا سوي استخدام التوك توك, وسيارات ربع النقل بعد أن توقفت ميكروباصات النقل الداخلي التي دخلت غرفة الإنعاش, وبالطبع هاتان الوسيلتان تخدشان حياء الفتيات والسيدات في أوقات الذروة, أو عند حلول الظلام, وهناك مشكلات كثيرة تحدث بسببهما تصل لأقسام الشرطة بين الحين والآخر, ونطالب بضرورة رصف الطرق الداخلية المليئة بالحفر والمطبات التي لم يطرأ عليها الإحلال والتجديد منذ بدء العمل في مشروع الصرف الصحي, ولابد من إقامة أسوار حول شريط السكك الحديدية في نطاق المدينة لمنع العبور عليها حتي لا تقع الحوادث الدامية, و وضع أجراس الإنذار أو الشادوف في وجود رقابة من شرطة المرور عند مزلقان فايد القديم, والطريق السياحي, لأن غالبية اصطدام القطارات مع السيارات تقع في محيطهما. ويوضح طارق الكفراوي' محام' أن مستشفي فايد تنقصه الكوادر البشرية والأدوية, لأن وضعه الحالي محزن للغاية, ولا يعقل أن تنقل حوادث الطرق مباشرة للمستشفيين العام والجامعي بالإسماعيلية, وهذه المشكلة لم يوجد لها الحل, وأدعو القائمين علي منظومة القطاع الصحي بالمحافظة أن يراجعوا منشآتهم ويضعوا الحلول الجذرية لها رحمة بالمرضي الذين يترددون عليها ولا يجدون العلاج اللازم لهم, مع التنبيه علي أطقم التمريض بالالتزام بالمواعيد, والبعد عن التزويغ, ونطالب اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية بإعادة القوافل الصحية للعمل من جديد, لأنها خير وسيلة للمواطنين البسطاء الذين كانوا ينتظرونها لإجراء الكشف علي أيدي الأطباء المتخصصين في شتي المجالات, والذين يقدمون الدواء ويجرون العمليات لهم بالمجان, ولابد من توفير الأمصال ضد لدغات العقارب والثعابين وعقر الكلاب الضالة المنتشرة في كل مكان, والتي أصبحت تهدد حياة السكان, وهناك وفيات حدثت لأطفال بسببها. ويؤكد أحمد بسيوني' أعمال حرة' أن المدارس المختلفة بمدينة فايد تنقص البعض منها عمليات الصيانة الدورية المفترض أن تجريها هيئة الأبنية التعليمية قبل بداية العام الدراسي, وأدعو المسئولين عنها أن يتفقدوها ويشاهدوا أثاثها المحطم, وجدرانها التي تحتاج لترميم, ونوافذها المهشمة التي تسبب لأبنائنا التلاميذ والطلاب نزلات البرد في فصل الشتاء, وأيضا أفنية المدارس مليئة بالرمال والأتربة بدلا من تشجيرها وإقامة الملاعب بداخلها, وبخلاف ذلك يوجد نقص حاد في التخصصات العلمية, وبالتحديد في اللغات, والحاسب الآلي, والرياضيات, ويضطر أولادنا للحصول علي الدروس الخصوصية التي تكبدنا مصاريف زائدة نحن في غني عنها, ولابد للقائمين عن القطاع التعليمي أن يغطوا هذا العجز سريعا, لاسيما ونحن مقبلون علي امتحانات نصف العام, وهناك حصص لم تتم تغطيتها. ويستطرد إبراهيم الحويطي' موظف' الكلام قائلا: إن شبكات الجهد المنخفض الكهربائية لم يتم إحلالها وتجديدها منذ عام1980, وهذا يؤدي لحدوث انقطاع للكهرباء يؤثر سلبا علي الأجهزة المنزلية والمعدات في المنشآت العامة والخاصة, وبؤدي لكثرة السرقات في أوقات الليل, ويجب أن يتم علاج هذه المشكلة علي وجه السرعة, وزيادة قدرات المحولات لمواجهة التوسع السكاني في أطراف مدينة فايد ومنطقة البوتاجاز, بخلاف استكمال عزل الأسلاك الهوائية بعد أن تمت تغطية50% منها رحمة بأرواح المواطنين الذين تتعرض حياتهم للخطر وقت هطول الأمطار الغزيرة والمصاحبة للرياح, وهناك حوادث وقعت في أوقات سابقة يتذكرها الجميع راح ضحيتها أشخاص أبرياء حلق طائر الموت فوق رءوسهم نتيجة إهمال المسئولين. ويطالب عبدالعزيز أبو بكر' محاسب' بضرورة الاهتمام بالمنشآت السياحية بعد أن كانت مدينة فايد تستقبل زائري اليوم الواحد بالآلاف يوميا في السنوات الماضية, الذين انحصر توافدهم عليها بسبب قصور الخدمات بالشواطئ العامة والخاصة, وارتفاع الأسعار بشكل جنوني برغم الكساد السياحي الذي تشهده البلاد حاليا بسب الأوضاع السياسية المتقلبة, وبجانب ذلك يجب إيجاد حل لمشكلة مصرف الملاريا الزراعي, بعد أن تمت تغطية جزء منه, ولازال الآخر مكشوفا باستكمال هذا المشروع الحيوي مع إيقاف ضخ مياهه في البحيرات المرة, لأنها تؤدي لهروب المصطافين من النزول داخلها مع تخصيص سيارات تنقل ضيوف المدينة بين شواطئها بدلا من سيارات ربع النقل, لأنها بحق تشوه روعتها وجمالها. ويناشد أحمد صالح' مهندس' المهندسين عن قطاع الإسكان بالإسماعيلية, سرعة تسليم الوحدات السكنية الاقتصادية لحاجزيها الذين طال انتظارهم للانتهاء من تشطيبها مع التوسع في إنشاء عمارات جديدة تغطي حاجة أبناء المدينة من المتزوجين حديثا, نظرا لارتفاع أسعار الشقق في العقارات التي يشيدها الأهالي الذين يطبقون نظام الإيجار الحديث, ويجب إحلال وتجديد بعض المديريات الخدمية التي تهالكت أبنيتها لارتفاع المياه الجوفية في محيطها حتي لا تحدث كارثة الكل في غني عنها, مع ضرورة مراجعة ارتفاعات المساكن والبناء علي الأراضي الزراعية, وإقامة دورات مياه عمومية في المناطق الحيوية, وتجميل مدخل مدينة فايد, والقضاء علي القمامة المنتشرة في كل مكان بوضع صناديق حديدية وتخصيص مع تفريغها يوميا, وأعتقد أن هذه المطالب ضرورية, والسكان في حاجة ماسة لها. ومن جانبه أكد اللواء محمد درهوس السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية, أن مشكلة عدم تشغيل خزانات مياه الشرب بمدينة فايد ترجع لأسباب فنية عندما تم إنشاء7 منها لم يراع الأبعاد بينها, وترتب علي ذلك قيام المحطة الكبري بضخ المياه في الشبكات مباشرة, وهذا يؤدي لانفجار البعض منها من فترة لأخري, وتم عرض الأمر علي الشركة القابضة التي تسعي لإيجاد حلول لها. وقال: إن هناك مخططا لاستكمال وصلات الصرف الصحي بعد وضعها في ميزانية السنة المالية المقبلة, ونطمئن السكان المحرومين من هذه الخدمة أنهم سوف يستفيدون منها ومطلوب منهم الصبر, وحتي يحين ذلك هناك سيارات المسح التابعة لمجلس المدينة تعمل بانتظام, ومن يطلبها يجدها فورا دون وجود أي تقصير يذكر بخصوصها. وأضاف أنه يتحدث عن وجود نقص في رغيف الخبز المدعم في مدينة فايد, نظرا لوجود حصة إضافية تساعد إنتاج الأفران البلدية, وذلك بتخصيص عشرة آلاف رغيف جيد الإنتاج من مخابز القوات المسلحة بمحافظة السويس يوميا, لكن الشكوي دائما تأتي لغياب الضمير لدي البعض من الأهالي الذين يستخدمون الخبز كعلف للحيوان. وأشار السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية إلي أن مشكلة الباعة الجائلين المنتشرين في شوارع فايد في الطريق للحل بعد أن تم إنشاء سويقات بداخلها شوادر في منطقة المساكن, وبجوار مركز الشرطة القديم وعند تسكينها خلال المرحلة المقبلة لن تكون هناك أزمة علي الإطلاق في الطرقات التي سيتم فتحها أمام السيارات من جديد. وأوضح أنه سيراجع المسئولين عن الأبنية التعليمية من أجل عمل حصر للمدارس التي توجد بها مشكلات في أبنيتها لتلافيها, خاصة تركيب الزجاج المهشم في الفصول, ونحن لا يرضينا مطلقا أن يصاب أبناؤنا بأي أمراض, لأنهم أمانة في أعناقنا, وأما بشأن عجز التخصصات العلمية فستتم مراعاة ذلك في وقت لاحق بالتنسيق مع القائمين علي قطاع التعليم. وتابع درهوس الكلام قائلا: إنه سيتم رفع كفاءة مرفق النقل الداخلي من جديد وعودته للعمل, ونعترف أن مشكلة التوك توك وسيارات ربع النقل مازالت قائمة ولابد من تدخل رجال المرور للعمل علي حلها, وسنخاطب السكك الحديدية لإقامة أسوار حول حرمها, والمسئولون عن القطاع الصحي بضرورة تدبير الكوادر البشرية والأدوية لمستشفي فايد العام. واعترف السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية بأن مشكلة مصرف الملاريا الزراعي تؤثر علي السياحة الداخلية, والمسئولون عن مديرية الري لديهم خطة لتغطيته مع تكليفنا للجهاز التنفيذي لرفع نواتج الحفر لتوسعة قاع ترعة السويس أولا بأول حتي لا تؤثر علي الطريق المجاور لها, ونحن ندعو أي فرد أو جماعة للحضور لمكتبنا وتقديم أي مشكلة عامة, سواء في قطاع الكهرباء, أو الصحة تقف حائلا أمامهم للعمل علي دراستها, وتوفير البدائل لها, والقضاء عليها نهائيا.